الجزائر.. لماذا يصرّ بوتفليقة على تمديد فترة رئاسته؟
الجزائر.. لماذا يصرّ بوتفليقة على تمديد فترة رئاسته؟الجزائر.. لماذا يصرّ بوتفليقة على تمديد فترة رئاسته؟

الجزائر.. لماذا يصرّ بوتفليقة على تمديد فترة رئاسته؟

أظهر الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، اليوم الإثنين، رغبة "شديدة" في تمديد ولايته الرابعة، التي تنتهي رسميًا في الـ28 أبريل/نيسان القادم، رغم تعاظم موجة الرفض الشعبي لاستمراره في الحكم.

وقال بوتفليقة، الذي يقود البلاد منذُ ربيع عام 1999، في خطاب مكتوب إلى شعبه بمناسبة ذكرى عيد النصر(19 آذار/مارس 1962)، إن "الجزائر مقبلة على تغيير نظام حكمها ومنهجها السياسي ضمن ندوة وطنية".

وبقي مشروع الندوة الوطنية للتوافق، موضع رفض الشارع الجزائري، لتشكيكه في نوايا القصر الرئاسي، واتهامه له بمحاولة الالتفاف على المطالب الشعبية، وأبرزها "رحيل نظام الحكم ورموزه".

استفتاء شعبي

وطرح الرئيس بوتفليقة، البالغ من العمر 82 عامًا، اليوم الإثنين، مقترحًا يفيد بإجراء تعديل على الدستور عبر استفتاء شعبي في المرحلة المقبلة، رغم أنه الرئيس الوحيد الذي أجرى تعديلين لافتين على دستور سابقه الرئيس اليمين زروال الصادر عام 1996.

والمثير أن تعهد بوتفليقة بتعديل دستوري عبر الاستفتاء الشعبي، كان موضع رفضه خلال التعديلين السابقين في عامي 2008 و2016، لأنه منع إشراك الشعب في مشروع التعديل الدستوري.

ويوم الخميس الماضي، أحرج صحفيون جزائريون، رئيس الوزراء المكلف نور الدين بدوي، بأسئلة جريئة عن مغزى التعديلات الدستورية، مشيرين إلى أن السلطة حولت الوثيقة الأسمى في البلاد إلى "كراسة مسودات، كلما احتاجت مخرجًا قطعت أوراق الكراسة".

وربط الرئيس الجزائري في خطابه، عودة المسار الانتخابي بانتخاب رئيس جديد عقب ندوة المؤتمر الوطني الجامع، مع أنه هو من قرر إلغاء مسار الانتخابات الرئاسية.

وعود لكسب الوقت

وتعليقًا على خطاب الرئيس بوتفليقة، قال أستاذ العلوم السياسية زكرياء بورزق، "حتى نحسم مسألة كاتب رسائل بوتفليقة، ما علينا سوى الجزم بأنها صادرة من محيطه الوفي، العارف بشخصيته وطموحاته السياسية؛ لأنها بمضمونها تعبر عن شخص بوتفليقة كما عرفه المقربون منه خاصة والجزائريون عامة، طيلة عقدين من الزمن".

وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن ما تضمنته رسالته الأخيرة، "هو محاولة لاستجداء واسترضاء الشارع الغاضب، وما أعلن عنه بوتفليقة هو السيناريو الوحيد الذي يمثل مخرجًا مقبولًا له، من بين كل السيناريوهات المحتملة لتصاعد الأوضاع في الجزائر وما كان سينتج عنها".

ويعتقد بورزق، أنه كان بالإمكان لبوتفليقة أن ينجز ما "أعلن عنه" في السنوات الماضية، فهي وعود شبيهة بتلك التي قدمها في عام 2014، وقبلها في عام 2012، حين قال بأن جيله "انتهى دوره وسيسلم المشعل للشباب، لكن بعد مضي 7 سنوات، مازلنا بصدد نفس الخطاب ونفس الوعود".

وأكد أن "الغرض الوحيد من تقديم تلك الوعود هو كسب الوقت واسترضاء الشارع واستعطافه، ليمنح له فرصة البقاء في كرسي الحكم إلى غاية وفاته، ليحظى بجنازة جماهيرية حاشدة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com