تصريحات الغنوشي تثير غضبًا.. هل فقد "إخوان تونس" ثقلهم السياسي في جنوب البلاد؟
تصريحات الغنوشي تثير غضبًا.. هل فقد "إخوان تونس" ثقلهم السياسي في جنوب البلاد؟تصريحات الغنوشي تثير غضبًا.. هل فقد "إخوان تونس" ثقلهم السياسي في جنوب البلاد؟

تصريحات الغنوشي تثير غضبًا.. هل فقد "إخوان تونس" ثقلهم السياسي في جنوب البلاد؟

شكلت الاحتجاجات التي شهدتها منطقة "بن قردان"، جنوب تونس، ضد رئيس حركة النهضة الإسلامية، راشد الغنوشي، تحولًا لافتًا يؤشرإلى تراجع شعبية "إخوان تونس" في جنوب البلاد، التي تعتبر أهم "خزان انتخابي" للحركة الإسلامية.

 ورفع أهالي في منطقة "بن قردان"، مساء الأحد، شعار "ارحل" ضد الغنوشي، منددين بتصريحاته التي ادعى فيها أن كامل الجنوب التونسي يدعم حركته.

احتجاج وغضب

وردد الأهالي شعارات من بينها "بن قردان بن قردان، لا داعش لا إخوان"، و "بن قردان حرة، والإخوان على برة "، معبرين عن سخطهم من رئيس حركة "النهضة" التي وصف فيها الجنوب التونسي بـ"النهضاوي".

ورغم محاولة الحركة الإسلامية، حشد الأهالي من مختلف محافظات الجنوب التونسي لحضور خطاب الغنوشي، إلا أنه لم يحضر سوى حوالي ألف شخص ، بينما حضر، في المقابل، عدد لافت من مكونات المجتمع المدني والمنتمين للأحزاب التقدمية، لتنفيذ مسيرة احتجاجية ضد زيارته.

ورغم ادعاء الغنوشي أن "النهضة ليست في حاجة إلى حملة انتخابية في الجنوب التونسي" بقوله، إن هذه "المنطقة ظلت باستمرار نهضاوية، منذ انتخابات عام 1989 ولها ميل واضح نحو الاتجاه الإسلامي والنهضة"، وذلك في سياق رده على من اعتبروا زيارته إلى جنوب البلاد، "حملة انتخابية سابقة لأوانها"، إلا أن تصريحه لاقى موجة من السخرية، وأثار في نفس الوقت مخاوف من أن يؤثر على وحدة البلاد.

خطأ سياسي

وقال البرلماني التونسي السابق، رابح الخرايفي، إن الغنوشي "ارتكب خطأ سياسيًا واتصاليًا يهدد الوحدة السياسية والوطنية للتونسيين" .

وأضاف على حسابه في "فيسبوك"، أن "تصريح الغنوشي الذي ادعى فيه أن الجنوب لا يحتاج إلى حملة انتخابية لأنه سيصوت للنهضة، سواء كان ذلك متعمدًا أو غير متعمّد ، فإنه تصريح يقسّم التونسيين، إلى شمال غير نهضاوي وجنوب نهضاوي".

وأوضح أن "هذا التصريح يهدد الوحدة السياسية للبلاد، ويؤثر في الفكر البسيط للتونسيين الذي سيظهر سكان الشمال أعداء للدين".

وتابع قائلاً: "نحن لا نصادر حق الغنوشي في الكلام، ومكان النطق به، لكننا نعارض بقوة دعوات التناحر وتقسيم التونسيين إلى شقين، على أساس الدين الإسلامي، الذي هو مشترك بين التونسيين، وغير مسموح إقحامه في الحملات الانتخابية المقنعة"، وفق قوله.

تصريحات مخيفة

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي، عامر الحامدي، أن تصريحات الغنوشي تبعث على الخوف مما يخطط له "الإخوان" للبلاد في المستقبل، لكنها "تبدو مثيرة للسخرية، خصوصًا فيما يتعلق بادعائه أن الجنوب التونسي كان دائمًا في صف النهضة، وفق ما قال.

وقال لـ"إرم نيوز" إن "من وصفهم بأحرار الجنوب التونسي، يرفضون بشدة إطلاق مثل هذه التصريحات، ولن تنطلي عليهم محاولات الغنوشي استغفالهم واستغباءهم مرة أخرى"، مشيرًا إلى أن "أنصار النهضة يتراجعون بشكل متواصل في الجنوب التونسي، بعد أن تخلت عنهم طيلة السنوات الماضية و لم تتذكّرهم إلا خلال الانتخابات".

وتقول حركة النهضة الإسلامية، إن لديها عددًا كبيرًا من المؤيدين والأنصار بالجنوب التونسي، لكن نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة أظهرت تراجعًا غير مسبوق، حيث انخفض عدد مؤيدي النهضة إلى 6 آلاف صوت، بعد أن كان 20 ألف صوت خلال انتخابات عام 2014، بحسب عامر الحامدي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com