مع ذروة الاحتجاجات.. الجيش الجزائري يلغي "احتفالات عيد النصر"
أعلنت قيادة الجيش الجزائري مساء اليوم الأحد، إلغاء احتفالات عيد النصر المرتقبة في الجزائر صباح يوم الثلاثاء، في خطوة أثارت تساؤلات حول سبب الخطوة وسط الأزمة المستعرة في البلاد.
وفي بيان مقتضب اطلع عليه مراسل "إرم نيوز"، اكتفت وزارة الدفاع بالإشارة إلى "عدم إحياء الاحتفالات للذكرى الـ57 لعيد النصر الموافق للتاسع عشر من مارس/آذار الجاري".
ولم يتضمن البيان نفسه، أي إشارة إلى سبب عدم تنظيم الاحتفالات في موعدها، على منوال ما ظلت الجزائر تشهده كل عام بمناسبة إعلان وقف إطلاق النار في هذا اليوم من عام 1962.
وفي مقابل إحجام وزارة الدفاع الجزائرية عن تقديم أي تبريرات، لم يفصل متابعون إلغاء الاحتفالات التي كانت مقررة في المتحف الوطني للجيش في العاصمة الجزائرية، عن تفاعلات الوضع في البلاد.
وبعد أربع جمع مليونية من المظاهرات الاحتجاجية المتصاعدة ضد التمديد للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حرص قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح على التهدئة في مختلف خطاباته.
وفي مقابل حرص قائد الجيش على النأي عن دعوات مثيرة أطلقها معارضون لتدخل العسكر، ظلّ الفريق أحمد قايد صالح يرافع لتلاحم الجيش مع الشعب.
وصرّح قايد صالح (79 عامًا) مؤخرًا: "نحن جيش محترف في أدائه، ومحترف في تفكيره، يسير دومًا وفقًا لضوابط قوانين الجمهورية، ووفقًا لنطاق وطبيعة المهام المخولة له، ومحترف أيضًا في هضم واستيعاب مقاييس المحافظة الدائمة على رصيد ثقة شعبه".
وبمعانٍ لها مدلولها وسط القبضة الحديدية المحتدمة بين السلطة والشارع، حرص قائد الجيش على التشديد بأنّ "الجيش ينظر إلى المصلحة العليا للبلاد نظرة شاملة وبعيدة الأفق، يصبح من خلالها الوطن وديعة بين أيادٍ أمينة".
ووسط حديث في الكواليس عن جولات حثيثة لحسم مرحلة ما بعد بوتفليقة، تابع قايد صالح: "نتطلع لأيادٍ تعرف للأمانة حقها، وترعى للعهد حق الالتزام، وحسن الرعاية، أيادٍ تقدر قيمة العمل الشريف والنظيف".
وأبرز قايد صالح "حسن التكيف الدائم للجيش مع مقتضيات المصلحة الوطنية العليا ومتطلبات تحقيقها"، متصورًا أنّ ذلك "يستوجب بالضرورة التحلي بمستوى راقٍ من الإحساس بالمسؤولية وبحس الواجب حيال الشعب والوطن".
