بحثًا عن العودة.. بنكيران ينصب نفسه محاميًا لفضائح حزبه ومهاجمًا لخصومه
بحثًا عن العودة.. بنكيران ينصب نفسه محاميًا لفضائح حزبه ومهاجمًا لخصومهبحثًا عن العودة.. بنكيران ينصب نفسه محاميًا لفضائح حزبه ومهاجمًا لخصومه

بحثًا عن العودة.. بنكيران ينصب نفسه محاميًا لفضائح حزبه ومهاجمًا لخصومه

يبدو أن زعيم حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربية المقال عبد الإله بنكيران، قد سئم حياة التواري والبعد عن الحياة السياسية التي لفظته بعد فشله في تشكيل حكومة جديدة قبل ثلاث سنوات، إذ لم يعد زعيم الإخوان المحال إلى التقاعد براتب سمين يترك مناسبة تمر دون أن يدلي بدلوه فيها، موجهًا سهام نقده لحلفاء حزبه في الحكومة، أو لمؤسسات دستورية لا تنسجم أراؤها مع أهوائه، واضعًا نفسه مقام محامي الفضائح التي تلاحق حزبه.

ويرى مراقبون أن المرات التي ظهر فيها بنكيران أخيرًا ليست بريئة أو عفوية، فالرجل يبحث عن أمل يتمسك به للعودة إلى الواجهة، خاصة بعد بروز نجم حليفه الجديد الملياردير عزيز أخنوش زعيم حزب التجمع الوطني للأحرار؛ الذي يبدو أنه عازم على سحب البساط من تحت أرجل الحزب الإسلامي الذي اكتوى المغاربة بقراراته اللاشعبية.

محامي الفضائح

بعد أن كان حضوره يقتصر على الجنازات التي تحول فيها إلى واعظ ديني، انفتح بنكيران على عالم التقنية وأصبح يوجه خطبًا مباشرة من على منصة "فيسبوك" عبر تقنية البث المباشر أو المسجل، مستعينًا بخدمات سائقه الشخصي الذي أقنعه بفكرة الخروج عبر العالم الافتراضي.

نصب بنكيران نفسه محاميًا شرسًا عن فضائح حزبه، ومبررًا لسياسات حكومته التي لاقت سخطًا شعبيًّا لا تزال تداعياته مستمرة إلى اليوم، فبعد مناصرته للقيادي في حزبه المتابع في قضية قتل طالب يساري قبل سنوات، ودعم ليبرالية وتحرر القيادية صاحبة التعويضات السمينة آمنة ماء العينين في قضية لباس باريس الفاضح، لا تكاد تنفجر فضيحة تتعلق بحزبه حتى يخرج بتصريحات تبرر الفعل أو تعلقه على يافطة الاستهداف من الأعداء.

ولا يجد بنكيران حرجًا في الدفاع عن سياسات حكومة العدالة والتنمية، حتى وإن كان الفضل يعود فيها إلى ملك البلاد، وهو ما انتقده غريمه عزيز أخنوش الذي كشف حقيقة إنجازات حكومية ليس لبنكيران يَدٌ فيها.

لم يستسغ بنكيران الماكث في بيت وسط العاصمة الرباط انتقاده من طرف أخنوش حول نسب إنجازات ملكية لحكومته وتلويحه بإزاحة العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية المقبلة، حتى هاج وماج ووجه رصاصاته نحو زعيم الأحرار، في محاولة يائسة لإعلان وجوده الدائم في مواجهة منافسيه في الساحة السياسية بالمغرب.

تطاول على المؤسسات

المؤسسات الدستورية الكبرى  لم تسلم بدورها من انتقادات زعيم الإخوان، فالرجل يؤمن بسياسة "إن لم تكن معنا فأنت ضدنا" وهذا ما ظهر جليًّا في تصريحاته الأخيرة التي انتقد فيها رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان التي عيَّنها عاهل البلاد أخيرًا.

وقال بنكيران إن "رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أمينة بوعياش، ما كان عليها التدخل وإبداء رأي ينتصر لرواية حزب الأصالة والمعاصرة في قضية عبد العالي حامي الدين" القيادي الإخواني المتابع بتهم ثقيلة أمام القضاء منها: تهمة المشاركة في جريمة قتل طالب يساري قبلَ أزيد من عقدين.

واتهم بنكيران رئيسة المؤسسة بالتحامل ضد قضية أخيه المعروضة أمام القضاء، وقال إن ما فعلته بوعياش لا يتناسب وحجم المهمة والمؤسسة التي تترأسها(...) والأمر لا يفهم منه سوى محاولة نيل مكانة في غير محلها".

وكانت بوعياش صرحت في وقت سابق بأنها لا ترى مانعًا من إعادة فتح ملف قضية حامي الدين باعتبار أن القضية لم تتقادم من الناحية القانونية، مشيرة إلى أنه "لا يمكن إثارة التوتر في كل قضية من هذه القضايا، والمساس بمؤسسات ديمقراطية ودستورية أو بالسلطة القضائية". وهي التصريحات التي أثارت حفيظة الإخوان، واتهموها بعدم الحياد.

رئيس الحكومة السابق الذي تحرر من واجب التحفظ الذي يمليه عليه منصبه السياسي سابقًا، وجه سهام لسانه السليط ضد كل من انتقذ أحد قراراته السابقة، وآخرهم رئيس مجلس المنافسة الذي حمل حكومة بنكيران مسؤولية المشاكل التي يعرفها قطاع المحروقات، بعد قرار تحريره الذي وقعه  بنكيران وما خلف ذلك من تبعات لا زال يعاني منها المغاربة.

وقال بنكيران، إن دور المجلس هو التحقق من وجود منافسة حقيقية في سوق المحروقات بالمغرب، أما هل كانت حكومة بنكيران على صواب أو خطأ، فذاك أمر ليس له دخل فيه، موردًا أن استمرار مؤسسات الحكومة في إبداء رأيها في السياسات الحكومية ستفهم على أنها متحيزة لجهات معينة ومعروفة للجميع.

غياب البديل

ويرى مراقبون أن عودة بنكيران إلى الواجهة هي بمثابة مؤشر على عدم وجود بديل له في حزب العدالة والتنمية، خاصة وأنه معروف بخرجاته التي يهاجم فيها منافسيه بطريقة لا ينافسه فيها أي قيادي في حزبه، كما أن الأخير يستغل شعبية بنكيران وحنكته في إدارة الأزمات ليضعه في المقدمة كلما تعرض الحزب الإسلامي لضربة جديدة.

فالرجل الذي أشر على قوانين مست الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمغاربة، كان هو أول من يخرقها، ومن ذلك قانون الأجر مقابل العمل الذي حرم الكثير من العاملين من أجورهم إذا ما خاضوا إضرابًا للمطالبة بحقوقهم، فيما يستفيد بنكيران من معاش ضخم دون أن يبذل في سبيله أدنى جهد سوى مهاجمة منتقديه وتبييض وجه إخوانه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com