قرَّر حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر، اليوم الثلاثاء، تنصيب هيئة عليا للانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل/نيسان المقبل، بحسب ما أعلنه، الثلاثاء، قائد الجبهة ورئيس مجلس النواب معاذ بوشارب.
وأعطى "بوشارب" إشارة انطلاق عمل الحزب لاستحقاق الانتخابات الرئاسية، إذ أوضح أن الهيئة الجديدة ستتولَّى مأمورية جمع اكتتابات الترشح، والتواقيع اللازمة لعبور المرشح إلى سباق المنافسة.
وأبرز بوشارب أن "مرشح الحزب معروف، ومن لا يعرفه لا مكان له في القاعة"، معددًا إنجازات رئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة، الذي يمارس الحكم منذ انتخابات 1999، ويطمح مؤيدوه إلى أن يستمر إلى فترة رئاسية خامسة، رغم تقدمه في السن، ومعاناته من المرض.
ورغم أن بوتفليقة (82عامًا) لم يُعلن بعد عن رغبته في الترشح استجابةً لنداءات الأحزاب الموالية، والمنظمات المحسوبة على السلطة، لكن زعيم "الجبهة الحاكمة" أوعز إلى كوادر الحزب والمتعاطفين معه، للبدء في التعبئة الشعبية لصالح "مرشح الاستمرارية".
وتقول بيانات وزارة الداخلية الجزائرية، إنّ أكثر من 130 شخصية سحبت اكتتابات الترشح، منهم رؤساء أحزاب معروفة، وأخرى مغمورة، ولا يظهر لدى الرأي العام ما يلفت الانتباه إلى الاستحقاق الرئاسي المقبل عدا السخرية من "الزاحفين" على مبنى وزارة الداخلية في قصر الحكومة، لغياب المواصفات اللازمة لخوض سباق الانتخابات.
ولم تُغرِ "المشهدية" التي تطبع الساحة الانتخابية في الجزائر قبل أقل من 3 أشهر عن الرئاسيات، "الأوزان الثقيلة" لإعلان نوايا الترشح، مثل المعارض الإسلامي البارز عبد الله جاب الله، ورؤساء الحكومات السابقة الذين تحوّلوا إلى قطب المعارضة، وهم: مولود حمروش، وأحمد بن بيتور، وسيد أحمد غزالي.
وأعلن رئيس حركة "مجتمع السلم" عبد الرزاق مقري اعتزامه الترشح لتمثيل تيار الإخوان المسلمين في هذه الانتخابات، وكذلك فعل رئيس الحكومة السابق وقائد حزب "طلائع الحريات" علي بن فليس، إضافة إلى الجنرال المتقاعد علي غديري، والذي تُقدّمه أوساط فرانكفونية على أنه "المرشح الأقوى" لمنازلة مرشح النظام عبد العزيز بوتفليقة، أو من يختاره.