أحذية ونحاس.. حرفيون جزائريون يصرّون على إحياء التراث المغاربي (صور)
أحذية ونحاس.. حرفيون جزائريون يصرّون على إحياء التراث المغاربي (صور)أحذية ونحاس.. حرفيون جزائريون يصرّون على إحياء التراث المغاربي (صور)

أحذية ونحاس.. حرفيون جزائريون يصرّون على إحياء التراث المغاربي (صور)

تراهن كوكبة من عشرة حرفيين جزائريين على إحياء التراث المغاربي، ممثّلًا في حرفتي "الأحذية المغاربية" و"صناعة النحاس"، تبعًا لمكانتيهما كـ"عملاق نائم" وإرث عريق لا ينبغي التفريط فيه، حسب قولهم.

وفي حي القصبة الشعبي وسط العاصمة الجزائر، أبرز الحاج محمد بن ميرة، الحرفي المخضرم الذي يقود ورشة تستوعب تسعة من العاملين، أن فريقه يراهن على تحصين حرفتين نبيلتين ضدّ الاندثار الذي أودى بعدة حرف أخرى أصيلة.

وبكثير من الحيوية والإصرار والبشاشة، يرسم بن ميرة صورة راقية لتحدي السوداوية التي تطبع راهن الحرفيين في بلاده، ويكشف بحزن عن اضطرار قطاع غير قليل من حرفيي النحاس للتوجه إلى أعمال أخرى.

ويتحسّر بن ميرة على افتقاد الصناعات التقليدية إلى أي تنظيم يكفل ترقيتها، رغم قابليتها لتحقيق قيمة مضافة وامتصاص العاطلين عن العمل في بلد يصل فيه إجمالي عدد العاطلين إلى ثلاثة ملايين شخص، كما يصل عدد طالبي العمل إلى 230 ألفًا كل سنة، 75% منهم تحت سن الـ 30.

ويقول بن ميرة إنّه بدأ منذ خمس سنوات خطة لإنعاش ورشته المتواضعة، عبر تفعيل صيغة التعاونية التي تعدّ الأفضل – بنظره - لضمان نجاح نشاط حرفي نادر في الجزائر.

ويضيف أن الخطة تسعى لتكثيف دورات التكوين والرسكلة وتحسين الأداء للارتفاع بمستوى حرفة تصنيع الأحذية المغاربية والنحاس، على درب استحداث مؤسسات مصغرّة ومتوسطة مستقبلًا.

ويفضّل فريق واسع من السكان المحليين انتعال ما يتفنن حرفيو القصبة في تصنيعه، ولطالما برزت الأحذية التقليدية المغاربية كعنوان للوقار لدى الرجال، والأناقة عند بنات حواء، رغم الإنزال الكثيف لأنواع عديدة من "ماركات" الموضة الإيطالية، الفرنسية والصينية.

وتتنوع هذه الأحذية المغاربية عبر أنواع عريقة مثل: "البابوش" بنمطيه الرجالي والنسائي، "صباط البلغة"، "صباط المجبود"، "الشربلة"، "خف الحلفاء"، "حذاء الخشب"، "القبقاب المسنود" و"القبقاب المنبسط" وغيرها.

ويحظى "البابوش" برواج كبير في الأسواق المحلية، حيث يتوفر بأشكال مختلفة تتناسب مع أذواق جميع الفئات، ويستغل الباعة قدوم ليلة السابع والعشرين من رمضان و"حفلات طهارة الأطفال" وعيد الفطر ليحققوا أرباحًا كبيرة.

وتنتعش تجارة هذا النوع من الأحذية التقليدية في المواسم وفترة الصيف تحديدًا، تبعًا لكثافة حفلات الزفاف، فضلًا عن تفضيل الآلاف من المقبلين على أداء مناسك العمرة والحجّ شراء "البابوش" الذي لا يزيد سعره على 1500 دينار (نحو خمسة عشر دولارًا).

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com