بعد "تمرّد" الشاهد.. هل يبقى نداء تونس زعيمًا للقوى الوسطية؟
بعد "تمرّد" الشاهد.. هل يبقى نداء تونس زعيمًا للقوى الوسطية؟بعد "تمرّد" الشاهد.. هل يبقى نداء تونس زعيمًا للقوى الوسطية؟

بعد "تمرّد" الشاهد.. هل يبقى نداء تونس زعيمًا للقوى الوسطية؟

اشتعل الصراع على زعامة  "القوى الوسطية التقدمية الحداثية" في تونس، قبل أشهر من الانتخابات التشريعية والرئاسية المرتقبة بالبلاد، في خريف وشتاء العام الجاري، وسط مخاوف من "معركة كسر عظام"، بحسب مراقبين تحدّثوا إلى موقع "إرم نيوز".

ورأى المراقبون أنّ  تأخّر الحسم في تركيز الهيئات الدستورية، عمّق الأزمة السياسية بالبلاد و زاد في تأجيج الصراع بين الأحزاب، لافتًا إلى أن البرلمان التونسي لم يتمكّن إلى حد الآن من سد الفراغ الحاصل في تركيبة الهيئة العليا للانتخابات، إضافة إلى عدم التوصل إلى انتخاب بقية أعضاء المحكمة الدستورية.

معركة إعادة التوازن

وأكّد المحلل السياسي التونسي، هشام حجي، في تصريح خاص لموقع "إرم نيوز"، أنّ ما وصفها ب"معركة إعادة التوازن للساحة السياسية"، باتت تشكّل هاجسًا "مخيفًا" لدى أحزاب العائلة الوسطية الديمقراطية التقدمية بتونس.

ولفت المحلل السياسي التونسي، إلى احتدام الصراع بين "نداء تونس" و المشروع السياسي الجديد لرئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد؛ للظفر بزعامة العائلة الوسطية الديمقراطية ومضاعفة حظوظها في الفوز بأغلبية ساحقة في الانتخابات المقبلة، لكن بالمقابل، يرى حزب "نداء تونس" الذي سيعقد مؤتمره الانتخابي في فبراير/شباط المقبل، أنه يحمل على عاتقه مهمة إعادة التوازن السياسي.

وصرح المدير التنفيذي لحزب "نداء تونس"، حافظ قايد السبسي، بأنه لا مكان في الساحة السياسية، إلاّ لثلاثة مشاريع، إما الإسلام السياسي الذي تمثله حركة النهضة أو نداء تونس التي تمثل الحركة الوطنية التقدمية،" على حد قوله.

إلا أن المنشقين عن حزب " نداء تونس" والذين التحقوا بالمشروع السياسي الجديد  لرئيس الحكومة، يوسف الشاهد،  يرون بالمقابل أن خطاب حافظ قايد السبسي غير مواكب للتطورات الحاصلة.

أمر محسوم

واعتبرت نائبة كتلة "الائتلاف الوطني" الموالية ليوسف الشاهد، زهرة إدريس، أن الأمر قد حسم، وأنه لا مكان لنداء تونس في المرحلة القادمة.

وأضافت زهرة إدريس، أن "يوسف الشاهد هو الأقدر على لمّ شمل العائلة التقدمية الحداثية وإعادة التوازن للمشهد السياسي"، حسب تعبيرها.

وعلى الرغم من ادعاء كلا الطرفين قدرته على لم شمل "القوى الوسطية التقدمية الحداثية"، فإنّ ملامح القوة السياسية التي ستمثل بديلًا لحركة النهضة لم تتّضح بعد.

وعلى الأرجح، سيخضع رأسا السلطة التنفيذية، رئيس البلاد الباجي قايد السبسي، ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، خلال المرحلة المقبلة، إلى اختبار هام لإثبات القدرة على "التعبئة والإقناع".

وبالنسبة إلى الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، فإن نجاحه يبقى رهين نجاح المؤتمر الانتخابي للحزب الذي أسسه.

ويعتبر المؤتمر المقبل  أكبر تحدّ  لرئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي شكك في آخر ظهور إعلامي له في قدرة "نداء تونس" على تنظيمه، كما يعدّ المؤتمر المرتقب فرصة للحفاظ على تماسك الحزب وتفادي المزيد من الأزمات والانشقاقات، بحسب مراقبين.

ومن جهة أخرى، يبقى المشروع السياسي الجديد ليوسف الشاهد، مرتبطًا بقدرة هذا الأخير على الحفاظ على شعبيته ومصداقيته لدى الرأي العام، خاصة فيما يتعلق بحربه على الفساد.

انتقادات واتهامات

وانتقد رئيس لجنة الإعلام في حزب حركة "نداء تونس"، منجي الحرباوي، حضور عدد من المنتمين لحزب "نداء تونس" في اجتماعات "يعقدها منشقون عن الحزب"، تحضيرًا للمشروع السياسي الجديد ليوسف الشاهد.

وقال منجي الحرباوي في تصريح خاص لـ " إرم نيوز "، إن مؤسّسي المشروع السياسي الجديد الذي يقوده يوسف الشاهد، يرغبون في السطو على اسم حركة نداء تونس، بحسب قوله.

وأضاف الحرباوي، أنّ حزب النداء يمتلك وثائق تؤكّد رغبة القائمين على المشروع السياسي الجديد في الاستيلاء على "نداء تونس".

وقال رئيس كتلة الائتلاف الوطني الداعمة لرئيس الحكومة، مصطفى بن أحمد رئيس كتلة الائتلاف الوطني بمجلس نواب الشعب، إنّ القيادات الحزبية والسياسية لنداء تونس ارتكبت أخطاء وتتحمل المسؤولية كاملة.

 وأشار مصطفى بن أحمد في تصريح خاص لموقع "إرم نيوز"، إلى أن المشروع السياسي الجديد الذي سيتم الإعلان عنه قريبًا، سيعيد تشكيل المشروع السياسي الذي بُني عليه حزب "نداء تونس".

وشدّد بن أحمد على أن حزب "نداء تونس" أصيب بتشوهات وانكسارات كبيرة، وهو ما يستدعي تأسيس مشروع سياسي جديد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com