اشتباكات العاصمة الليبية.. هل كانت الحلقة الأخيرة أم أن مسلسل الصراع مستمر؟
اشتباكات العاصمة الليبية.. هل كانت الحلقة الأخيرة أم أن مسلسل الصراع مستمر؟اشتباكات العاصمة الليبية.. هل كانت الحلقة الأخيرة أم أن مسلسل الصراع مستمر؟

اشتباكات العاصمة الليبية.. هل كانت الحلقة الأخيرة أم أن مسلسل الصراع مستمر؟

انهمك سكان العاصمة الليبية طرابلس، صباح الأربعاء، بالعودة إلى حياتهم العادية وإزالة مخلفات المعارك بعد أن وضعت الاشتباكات العنيفة أوزارها أخيرًا، باتفاق أنهى أسابيع من القتال وخلف كلفة كبيرة نسبيًا؛ إذ قتل 115 شخصًا وجرح زهاء 560 آخرين.

كما عاد الكثيرون من الذين هجّرتهم المعارك الأخيرة إلى منازلهم بعد سماح السلطات لهم بذلك، وأفاد شهود عيان أن العديد من العوائل التي لجأت إلى مدن بني وليد ومصراتة والزاوية وغيرها، بدأت رحلة العودة إلى طرابلس بعد الاتفاق، للمسارعة بالاطمئنان على ممتلكاتهم.

وعلى الرغم من انسحاب اللواء السابع ترهونة ومليشيا لواء الصمود من جنوب العاصمة وطريق المطار إلى أطرافها، وإحلال قوة فض النزاع التي يترأسها  قائد المنطقة العسكرية الغربية في حكومة الوفاق أسامة الجويلي، إلا أن أجواء الحرب والخشية من أن يكون ما حصل مجرد فترة هدوء قبل اندلاع اشتباكات جديدة، يهيمن على الليبيين الذين يبحثون عن خارطة طريق للخروج من الأزمة، وليس إدارتها فحسب.

هذه الفكرة عبر عنها أمس أعضاء من مجلس النواب التقوا المبعوث الدولي إلى ليبيا غسان سلامة، وحثوه على العمل على إنهاء الوضع القائم والتركيز على "استبدال الجماعات المسلحة بقوات نظامية من كل أنحاء ليبيا"، وهو أحد شروط اتفاق وقف إطلاق النار.

وسبق أن كلف رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، لجنة للترتيبات الأمنية للقيام بهذه المهمة، عبر إحلال وحدات نظامية بدل المليشيات وإعادة بناء الأجهزة الأمنية والجيش.

صراع الميليشيات

وقال الدبلوماسي الليبي السابق نوري بوشعالة، لـ" إرم نيوز"، إنه طالما أن السلاح لازال بحوزة مجموعات غير منضبطة وبدون قيادة مركزية موحدة وخارج السيطرة، فلا يمكن أن يتوقف الصراع المسلح، وستشهد البلاد المزيد من الاقتتال".

 وتعتقد مصادر سياسية أن مهمة إنهاء وضع المليشيات التابعة لحكومة الوفاق الحالي واستبدالها بوحدات نظامية لن يكون سهلًا، مشيرة إلى أن هذه المليشيات المستفيدة من وضعها ستعمل على إضعاف أي قوة نظامية كما فعلت مع الحرس الرئاسي الذي حاول السراج تشكيله، حينما هاجمت مقراته واستولت على آلياته ومركباته.

 وفي تقدير للمخابرات الإيطالية نشره موقع "ديفسا"، الأربعاء، فإن المعركة الأخيرة أثبتت أمرين، الأول أن السراج غير قادر على إدارة الأمن في العاصمة الليبية، ففي الواقع قبل أن يحدث هجوم يوم الـ26 من آب/أغسطس بفترة وجيزة، أصدر السراج عدة قرارات أمنية وعسكرية كان يعول عليها بأن تجعل العاصمة في أمان ضد أي هجمات محتملة، وهو ما لم يحدث.

أما الأمر الثاني فإن الميليشيات التابعة لحكومة السراج ليست بالقوة التي تظهر بها، ولا تملك قدرات دفاعية متوسطة إلى طويلة الأجل، ولا يمكن أن تقاوم لفترة طويلة أمام هجوم مركز، ولا يستطيعون التعامل مع الكثير من الأعداء.

 والإيطاليون ليسوا متفائلين باستتباب الأمن في العاصمة وعودة الاستقرار، ويعتقدون أنه سيكون إلى حين فحسب، إذ يخلص تقرير "ديفسا" إلى أنه "من المرجح أن هذه الأيام لم تشهد المعركة الأخيرة في العاصمة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com