هل تستغل تركيا تونس عبر التعاون العسكري للنفاذ إلى أفريقيا؟
هل تستغل تركيا تونس عبر التعاون العسكري للنفاذ إلى أفريقيا؟هل تستغل تركيا تونس عبر التعاون العسكري للنفاذ إلى أفريقيا؟

هل تستغل تركيا تونس عبر التعاون العسكري للنفاذ إلى أفريقيا؟

أبدت فعاليات وأوساط شعبية ورسمية تونسية توجسها من العلاقة التي تجمع بلادها بتركيا، لاسيما في ظلّ إرساء شراكة بينهما في مجال التصنيع العسكري، محذّرة من مخطط تركي لتحويل تونس إلى منطقة نفوذ لها، وبوابة للنفاذ من خلالها إلى أفريقيا.

وكان السفير التركي في تونس، عمر فاروق دوغان، عبّر، مساء أمس الخميس، عن رغبة بلاده في دعم التعاون العسكري مع تونس، وذلك خلال لقاء جمعه بوزير الدفاع التونسي عبدالكريم الزبيدي.

رغبة متبادلة

وأكّد دوغان أن الجانب التركي متفاعل مع رغبة تونس بصفتها شريكًا مميّزًا في إرساء شراكة في مجال التصنيع العسكري، واستعداده لتقديم المساعدة التقنية ونقل الخبرة الضرورية في هذا المجال، بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع التونسية.

بدوره، دعا وزير الدفاع التونسي عبدالكريم الزبيدي إلى وضع خطة عمل لتفعيل فرص التعاون بين البلدين ومتابعتها وتقييمها، لتذليل الصعوبات، بما يساهم في توفير عوامل نجاح هذه الشراكة.

وعبّر الزبيدي عن ارتياحه حول منتجات وحدة من قبل شركة "نورول" التركية، لإنتاج الصدريات المضادة للرصاص، مشيرًا إلى أن تونس تمثّل منصّة لترويج مثل هذه المنتجات العسكرية في بلدان غرب أفريقيا.

لكن أوساطًا تونسية قالت، في تصريحات لموقع "إرم نيوز"، إنها تشكّك في مدى جدية هذه الرغبة وفي صدق نوايا تركيا، معتبرة أن نوايا التعاون والدعم التي أعلنت عنها تركيا تجاه تونس ليست، على الأرجح، سوى غطاء تختفي وراءه لاختراق تونس والتسلّل منها إلى القارة الأفريقية.

منطقة نفوذ

وقال الدبلوماسي والمحلّل السياسي التونسي، عبدالله العبيدي: إن تركيا تحاول توظيف دعمها لـ "إخوان تونس" لتوسيع مجال نفوذها، خاصة في منطقة شمال أفريقيا، وبقية دول الساحل والصحراء الأفريقية.

وأضاف عبدالله العبيدي، في تصريح لموقع "إرم نيوز"، أن تونس تحظى باهتمام كبير من قبل تركيا، لكونها تعد الرهان المُفضل لها لبسط نفوذها في المنطقة.

وتابع، أنّ هذا الاهتمام ينبع من واقع قرب تونس من ليبيا، مشيرًا الى أنّ تركيا تسعى من خلالها لاستخدام تونس بوابة خلفية لها لمدّ نفوذها داخل الأراضي الليبية.

وذكّر العبيدي في هذا الصدد بالدور الكبير الذي قامت به تونس بإعادة فتح السفارة التركية في طرابلس بعد 3 سنوات من الإغلاق، حيث كانت تونس الوسيط في هذا الأمر عبر السفير التركي أحمد آيدان، الذي كان يقيم في تونس، وساهمت اتصالاته الدائمة مع المسؤولين التونسيين في إعادة فتح السفارة في ليبيا.

من جانبه، قال المحلل السياسي التونسي هاشم حجي، في تصريح لموقع "إرم نيوز": إن اقتناء تونس لمعدات تركية بتمويل تركي قد يفضي إلى ارتهان عسكري مستقبلي بأنقرة، خاصة في ظلّ تزايد الحضور التركي في البلاد الذي توسّع منذ زيارة أردوغان لتونس، والتي كشفت عن طموحات عسكرية تركية قوية في تونس وأفريقيا.

وكان السفير التركي في تونس، عمر فاروق دوغان، قد صرّح أن زيارة أردوغان إلى تونس كانت ناجحة جدًا، بحيث أضحت تونس شريكًا استراتيجيًا يمكّن تركيا من النفاذ إلى أفريقيا، حسب قوله.

خط تمويل بقيمة 200 مليون دولار

وكان وزير الدفاع التونسي، عبدالكريم الزبيدي، وقّع في نهاية عام 2017 اتفاقية للتعاون العسكري مع نظيره التركي نور الدين جانيكلي، خلال استقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قصر قرطاج بالعاصمة تونس.

لكن هذا التعاون العسكري سرعان ما تطوّر إلى حدّ منح تركيا الحكومة التونسية خط تمويل بنحو 200 مليون دولار لصالح قطاعي الدفاع والأمن، وذلك لشراء معدات عسكرية تركية.

وقالت وزارة التنمية والاستثمار والتعاون الدولي التونسية، في بيان لها، إن هذا التمويل سيسمح بتعزيز قدرات المؤسستين العسكرية والأمنية في مواجهة المخاطر الأمنية والإرهابية.

وفي العام الجاري؛ توج هذا التعاون العسكري بتحوّل تونس إلى منصة ترويجية للمعدات العسكرية، وذلك عبر تركيز وحدتين صناعيتين، الأولى لإنتاج الصدريات المضادة للرصاص، والثانية لصناعة المعدات، واللتين تتبعان لشركة "نورول" التركية المختصة في الصناعات العسكرية.

ويتزامن تزايد النفوذ العسكري التركي مع ارتفاع حجم التبادل التجاري بين تركيا وتونس الذي بلغ عام 2016 نحو 1.124 مليار دولار، منها 910 ملايين دولار صادرات تركيا إلى تونس، مقابل واردات بقيمة 214 مليون دولار.

ورفعت تركيا من عدد المؤسسات الاستثمارية العاملة في تونس، لتصل نحو 75 مؤسسة تركية، بقيمة استثمارات تقدر بـ 2.3 مليار دينار، وتُشغل في نفس الوقت 1600 يد عاملة تونسية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com