وسط غموض يلف سماء طرابلس الليبية.. من قصف ترهونة؟
وسط غموض يلف سماء طرابلس الليبية.. من قصف ترهونة؟وسط غموض يلف سماء طرابلس الليبية.. من قصف ترهونة؟

وسط غموض يلف سماء طرابلس الليبية.. من قصف ترهونة؟

تحلق طائرة، ما تزال مجهولة، فوق مدينة ترهونة (80 كم غرب العاصمة طرابلس) وتقصف معسكرًا تابعًا للواء السابع –مشاة، ثم  تختفي وسط تصريحات تنفي المسؤولية، رغم أنها خلّفت 5 أشخاص قتلى وإصابة 12 آخرين.

الرئاسي الليبي سارع عبر نائب الرئيس أحمد معيتيق إلى النفي، الخميس، بأن يكون المجلس قد أصدر تعليماته لقصف مدينة ترهونة ، لكنه لم يزد حرفًا، بما قد يشي بهوية الطائرة المجهولة.

هذا الموقف دفع عضوًا بارزًا في المجلس الأعلى للدولة، هو وحيد برشان، إلى انتقاد تصريحات معيتيق، قائلًا إنها غير منطقية، وتفتح تساؤلات عديدة عن إدارة الدولة وفشل المجلس الرئاسي.

وقال  برشان في إدراج له على صفحته بموقع "فيسبوك":  "علينا بلجنة معلنة تبحث من قصف ترهونة، وهذا أقل شيء تؤديه الدولة والحكومة للشعب الليبي".

 وتعتقد الناشطة السياسية أميرة سالم أن كشف هوية الطائرة التي قصفت ترهونة لن يتحقق أبدًا، فاللاعبون الدوليون لن يكشفوا أوراق خصومهم إلا لخدمة أهدافهم.

وأضافت سالم في تصريح لـ " إرم نيوز"، أنه "لو سلمنا جدلًا أن رادارات الوحدات التابعة لحكومة الوفاق لم ترصد الطائرة، فهذا يعني أنها تستخدم تكنولوجيا أعلى من قدراتها، وتتبع لإحدى الدول الكبرى المتورطة في الشأن الليبي".

 والاتهامات التي صدرت من ترهونة نفسها، بدأت بأن الطائرة تتبع حكومة الوفاق ثم وجهت أصابع الاتهام إلى إيطاليا.

وفي أعقاب مظاهرات الغضب التي رافقت تشييع ضحايا القصف في ترهونة، نظّم المجلس البلدي حملة لإيصال رسالة احتجاج إلى الأمم المتحدة، حملت عنوان: "ترهونة السلام تحت القصف".

وجاء قصف ترهونة في أعقاب شنّ اللواء السابع/ مشاة عملية عسكرية ضد ما اسماه  "حكم ميليشيات الظلام في العاصمة طرابلس".

وقُتل 27 شخصًا على الأقل وأصيب مئة بجروح، معظمهم من المدنيين، خلال 3 أيام من المعارك وفق حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة لحكومة الوفاق.

 التدخل المباشر في القصف، من قبل طائرات مجهولة، ليس الأول في تاريخ ليبيا بعد ثورة 17 فبراير، لكنه أصبح سمة بارزة، لحدث يبدأ كبيرًا، يعقبه نفي وغضب، قبل أن يتبخر كأنه لم يكن.

فعلى سبيل المثال، وأثناء اشتباكات عملية فجر ليبيا وتحديدًا يوم 18 آب/ أغسطس 2014، قصفت طائرات مجهولة الميليشيات المتقاتلة، وللآن.. ما يزال هذا الحادث مقيدًا ضد مجهول.

وتنطلق عادة إدعاءات من قبل أطراف في الأزمة الليبية بحق هذا البلد أو ذاك، كلما حدث قصف جديد، يسجل في العادة ضد مجهول، بيد أن الحقيقة القاطعة تبقى رهينة الطائرات والسفن التابعة لحلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى  تملك رادارات متطورة، وربما بدرجة أقل، ما تبقى من أجهزة رادار في عهدة الدفاع الجوي التابع لحكومة الوفاق.

وعلى الرغم من أن التساؤل: من قصف ترهونة؟ الذي يطرحه جل الليبيين حاليًا، قد يختفي بعد شهر أو أكثر، في ضوء تسارع الأحداث، إلا أن المؤكد أن من نفذ القصف، يريد تغذية الاقتتال، وصب الزيت على النار، وتوسيع هامش الشك والريبة بين الليبيين، والأهم، إعادة خلط الأوراق فيما يتعلق بالانتخابات وإثبات أن الظروف غير ملائمة لإجرائها، وفقًا لمتابعين للشأن الليبي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com