طوارئ وغليان شعبي.. وباء "الكوليرا" يُربك الجزائريين
طوارئ وغليان شعبي.. وباء "الكوليرا" يُربك الجزائريينطوارئ وغليان شعبي.. وباء "الكوليرا" يُربك الجزائريين

طوارئ وغليان شعبي.. وباء "الكوليرا" يُربك الجزائريين

استفاق الجزائريون، يوم الخميس، لهول كارثة وبائية ضربت سكان 4 ولايات، وخلفت حالة وفاة يشتبه في إصابتها بداء الكوليرا بعد 20 سنة من الظهور.

ورغم حساسية هذا الملف الصحي، وتجنب كشف تفاصيله، إلا أن وزارة الصحة والإسكان اضطرت لإعلان إصابة 41 شخصًا بداء الكوليرا وإغلاق مؤقت لمستشفى متخصص بمكافحة الأمراض الوبائية في ضاحية "بوفاريك" بالبليدة، وسط البلاد.

وأعلن مسؤول مديرية الوقاية الصحية على مستوى وزارة الصحة في الجزائر جمال فورار، في تصريحات صحفية، الخميس، ثبوت إصابة 41 شخصًا بداء الكوليرا من بين 88 حالة مشتبه فيها، تم تسجيلها منذ ظهور أول حالة، في شهر يوليو/ تموز المنصرم.

وتتوزع هذه الحالات، عبر ولايات الجزائر العاصمة والبليدة وتيبازة والبويرة، وهي معظمها مناطق تقع وسط الجزائر.

وأكد نفس المسؤول، بأن 12 حالة من بين المصابين قد غادرت مستشفى "بوفاريك" بمحافظة البليدة، اليوم الخميس، إضافة إلى 6 حالات أخرى في محافظة البويرة؛ وذلك بعد ثبوت شفائها من كل الأعراض التي كانت تعاني منها.

وجاء إعلان وزارة الصحة الجزائرية في أعقاب ضغوطات شديدة مارستها عائلات المصابين الذين تم نقلهم إلى مستشفى بوفاريك بالبليدة وسط البلاد، حيث طالبت بكشف الحقيقة.

بالمقابل، نفى المدير العام لمعهد باستور للتحاليل الطبية (حكومي) البروفيسور زوبير حراث، أن تكون بكتيريا الكوليرا انتقلت عبر مياه الشرب، بحسب التحاليل التي تم إجراؤها على عينات المياه التي تم رفعها من أماكن الإصابات.

وأبرز المتحدث أن معهد التحاليل الطبية لم يحدد بعد أسباب انتقال بكتيريا الكوليرا ولا مصدره، مشددًا على أن خلية الأزمة التي تم تنصيبها على مستوى وزارة الصحة تبحث عن مصدر الجرثومة من خلال إجراء تحليل على الخضر والفواكه.

وأثار الإعلان الرسمي عن انتشار وباء الكوليرا في الجزائر، موجة سخط عارمة لدى الرأي العام، وسط اتهامات لتعاطي الحكومة الجزائرية مع الشأن العام بالشكل الذي تسبب في عودة "أمراض الفقر" في القرن الواحد والعشرين.

وتواجه حكومة رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحيى انتقادات لاذعة؛ بسبب فشلها في محاصرة أمراض أعلنت عدة بلدان القضاء عليها والتخلص منها بصفة نهائية، في وقت لا تزال تجد طريقًا لها في الجزائر.

ورأى ناشطون أن الإعلان عن إصابة أشخاص بأوبئة يفترض أنها اندثرت منذ عقود، مثل: الحصبة والتفوئيد والتهاب السحايا، فضلًا عن الحمى القلاعية والكوليرا، ينم عن "عجز" حكومي في رسم استراتيجية صحية سليمة.

وانتقد هؤلاء تعاطي الحكومة مع انتشار داء الكوليرا وعدم إلقاء رئيس الوزراء أحمد أويحيى، لخطاب يطمئن من خلاله الجزائريين الذين يعيشون تحت وقع الصدمة.

ودعا رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، البروفيسور محمد بقاط بركاني، وزارة الصحة الجزائرية لتفادي تقزيم الكارثة الصحية، والاكتفاء بتوصية المواطنين باتخاذ التدابير الوقائية كغسل اليدين والخضر والفواكه وتفادي شرب مياه الحنفيات وكأن الأمر هين.

وأكد البروفيسور بركاني، في تصريحات لـ " إرم نيوز"، أن الحكومة الجزائرية مطالبة بمحاصرة الوباء؛ لتفادي انتشاره تجنبًا لكارثة حقيقية، خصوصًا في ظل تكتم تام عن ذكر الأسباب التي تقف وراء عودة الكوليرا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com