معركة الشاهد مع "نداء تونس" تدخل مرحلة "اللا عودة"
معركة الشاهد مع "نداء تونس" تدخل مرحلة "اللا عودة"معركة الشاهد مع "نداء تونس" تدخل مرحلة "اللا عودة"

معركة الشاهد مع "نداء تونس" تدخل مرحلة "اللا عودة"

انتهت أمس الثلاثاء المهلة التي منحتها كتلة حزب "نداء تونس" لرئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد لعرض حكومته على البرلمان، دون أن يتفاعل معها الشاهد بأيّ شكل من الأشكال، في تطوّر لافت ينذر ببلوغ الأزمة السياسية بالبلاد مرحلة اللاعودة، بحسب مراقبين.

وكان رئيس كتلة "نداء تونس" بالبرلمان سفيان طوبال قد أعلن في ندوة صحفية، عقدت يوم جلسة منح الثّقة لوزير الداخلية هشام الفوراتي يوم 28 يوليو/تموزالماضي، أن الكتلة تطالب بتغيير حكومي شامل وأنها تدعو الشاهد لعرض حكومته على البرلمان خلال 10 أيام.

لكنّ رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، تجاهل الأمر تمامًا، و لم يرد على هذا الطلب منذ طرحه وتعامل معه بلامبالاة واضحة، أرفقها بالتشديد على نجاح حكومته، و التحذير من مخاطر تغييرها على الاقتصاد الوطني وعلى الوضع العام بالبلاد.

و تعليقًا على ذلك، أكّد القيادي البارز في حركة "نداء تونس"، خالد شوكات، أن عدم تفاعل رئيس الحكومة يوسف الشاهد مع دعوة "نداء تونس" لعرض حكومته على البرلمان، ستدفع الحزب إلى "تفعيل الآليات الدستورية".

و شدّد شوكات على أنّ الحزب سيصعّد في موقفه السياسي، من خلال رفع دعمه نهائيا عن حكومة الشاهد، مع إمكانية سحب وزرائه من الحكومة واستعمال الوسائل القانونية المتاحة بالتنسيق مع الفاعلين في البلاد على غرار توجيه لائحة لوم إلى الحكومة.

و اعتبر شوكات أن حكومة الشاهد أصبحت مشلولة و غير شرعية، بعد انتهاء المهلة التي منحها لها حزب "نداء تونس" دون أن تتفاعل معها، ما يعني أنها مصممة على المضي قدمًا في عنادها و مكابرتها، حسب تعبيره.

وأوضح شوكات أن حركة "نداء تونس" تحملت المسؤولية السياسية في ذلك وطلبت من الحكومة عرض ثقتها على البرلمان، لكن الحكومة اختارت عدم التفاعل مع ذلك الأمر الذي يدفع حزب "نداء تونس" إلى اللجوء إلى خيارات أخرى تصعيدية.

و أضاف أنّ حزب نداء تونس أصبح من الآن فصاعدًا، في حلّ من حكومة يوسف الشاهد وسترفع نهائيا، كل الدعم عنها، مع إمكانية سحب كل أعضاء الحكومة المنتمين لنداء تونس.

وكان حزب نداء تونس أعلن في بيان له أخيرًا، أن الحكومة الحالية تحوّلت إلى عنوان أزمة سياسية، ولم تعد حكومة وحدة وطنية، وانتقدت الأطراف التي ترفض تغيير الحكومة بدعوى الاستقرار، في إشارة إلى حركة النهضة.

ويعيش حزب "نداء تونس" صراعًا داخليًا بين جناحه البرلماني المتمسك بالشاهد لمواصلة قيادة المرحلة التوافقية، والإدارة التنفيذية للحزب بقيادة حافظ، الباحث عن بديل جديد.

ودفعت أزمة النداء والانشقاقات في صفوفه وخروج عدد من كوادره المؤسسين -الذين رفضوا محاولات حافظ قائد السبسي نجل الرئيس التونسي التحكم في الحزب، يوسف الشاهد إلى رئاسة الحكومة، وكانت تركيبة حكومته بداية الشرخ في العلاقة الودية بين الرجلين، قبل أن تؤدي التصريحات والتسريبات وزيادة الانشقاقات داخل النداء إلى توسيع الهوة بين الطرفين.

ويشير مراقبون إلى أن محاولات الشاهد توسيع دائرة تحالفاته وحزام الأمان حوله باتجاه حركة النهضة وأطراف أخرى في البرلمان والساحة السياسية ومحاولة الاستقلال بقراراته الحكومية عن الحزب، دفعت إلى اتهامه من السبسي الابن بالتمرد عليه وعلى النداء.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com