توجس في تونس من التدخل الفرنسي في أزمة البلاد السياسية
توجس في تونس من التدخل الفرنسي في أزمة البلاد السياسيةتوجس في تونس من التدخل الفرنسي في أزمة البلاد السياسية

توجس في تونس من التدخل الفرنسي في أزمة البلاد السياسية

بحث وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جون ايف لودريان، مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، مستجدات الأزمة الداخلية في لقاء جرى، يوم الأحد، في قصر قرطاج.

وخاض الطرفان مطولاً في الوضع الداخلي التونسي والأزمة الليبية، لكن ذلك خلف انتقادات لاذعة حول "مدى قدرة تونس في إدارة أزمتها الداخلية دون تبعية، وجدارتها في لعب ورقة الوسيط الإقليمي في الأزمة الليبية".

وقالت الرئاسة التونسية، إن وزير خارجية فرنسا عبّر عن "تقدير باريس للجهود الكبرى، التي تقوم بها تونس على درب تكريس الديمقراطية وتحقيق النمو الاقتصادي، والتزامها بمواصلة الوقوف إلى جانب تونس."

وقال مراقبون تونسيون لـ"إرم نيوز" إن مضامين البيان الرئاسي حملت "مغالطة أخرى تمس النوايا الضمنية لفرنسا وأوروبا، التي لا تحتفي بأحد إلا لتنفيذ أوامرها".

ويأتي ذلك على خلفية الجدل المحتدم منذ فترة، بشأن شبهات تلاحق الدور الفرنسي في تونس، وخاصة أن مطالب نخب تونسية لا تزال قائمة لطرد السفير الفرنسي أليفي بوفوار دارفور.

وأعلن الوزير الفرنسي عودته في زيارة أخرى لتونس، في شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل، للمتابعة المشتركة لتنفيذ خريطة الطريق في عدد من مجالات التعاون، التي رسمت إثر زيارة الدولة التي أدّاها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تونس بداية العام الجاري، من استنكار مراقبين للتدخل الأجنبي في البلاد.

وقال محمد الصكوحي، رئيس منتدى المستقلين والخبراء الثوريين، "إن التدخلات الأجنبية أوروبية أو وغيرها ورغم الترحيب والتهليل بها هي للاستهلاك المحلي، والإيهام بصدق نية هؤلاء في دعم تونس والخوف عليها".

واعتبر الصكوحي في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن تونس تتحكم فيها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وصندوق النقد الدولي وغيرها من المنظمات النافذة عالميًا، مؤكدًا أن التونسيين فاقدون لأي استقلالية.

وأضاف "أنه بقدوم أوروبيين للحديث في الأزمة السياسية التونسية، التي تعد شأنًا داخليًا، دليل على افتقادنا للرأي والاستقلالية" فهم آتون لتعميق الأزمة وتحقيق أجندات مصالحهم وإملاءاتهم. حسب تعبيره.

وأرجع سبب الأزمة إلى التونسيين أولًا، بسبب شكواهم من الوضع، وتزايد التدخلات الأجنبية ثانيًا، مشدّدًا على أن الطبقة السياسية الحالية تحكم بعقلية ضيقة جدًا، قائمة على مصالح شخصية وحزبية تحت تأثير التدخلات الأجنبية.

ويواصل محمد الصكوحي " الأزمة الراهنة في حاجة إلى رجل وطني، وافتقاد تونس لرجل الدولة يدفع بالبلاد إلى الغرق، الذي بتنا نشعر به في الجانب الاقتصادي خصوصًا"، مؤكدًا أن هذا عادة ما يتم تحاشيه في الصحافة المحلية.

ونوه إلى أن الأوروبيين لا يمكن أن يساعدوا تونس بأي شكل من الأشكال فهم آتون "لتحقيق مصالحهم" والتي يتقدمها في الوقت الراهن ملف تركيز منصات للاجئين على الأراضي التونسية.

وفي ما يتعلق بتطرق اللقاء إلى آخر التطورات الميدانية والسياسية في ليبيا والجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي شامل، وفق المبادرة التونسية ومخرجات قمة باريس، قال الصحفي والخبير في الشأن الليبي نزار مقني: " حاولت تونس منذ بداية الأزمة الليبية إطلاق حوار جدي وفعال لإيجاد حلول ناجعة لتلافي تأزم الوضع وتفاقمه"

ويضيف مقني في تصريحات لـ"ارم نيوز" إثر ذلك اختارت تونس الجزائر ومصر شريكين إقليميين لها ووضعت معهما خريطة طريق لم تفرز إلا الفشل الذي حالف حتى مساعي تجميع الفرقاء إلى طاولة الحوار".

ويشير إلى أنه على الرغم من أن تونس تريد لعب دور المنسق العام لدول الجوار، مع الدول الغربية، اتضح أن الدور أكبر منها بما لا يمكن حلحلة الأزمة إلا بقيادة أطراف خارجية أخرى، أهمها: إيطاليا، وفرنسا، وبريطانيا، والولايات المتحدة، وروسيا، التي بدأت أخيرًا تلعب دورًا كبيرًا في الشرق الليبي، عبر دعم مسار قوات حفتر ضد حكومة السراج على حد قوله.

ويصر متابعون للشأن الليبي على أن تونس قد باتت قاصرة عن لعب دور محوري في معالجة الأزمة، بسبب عجزها عن تبوأ دور إقليمي هام وقدرتها على فرض التوجهات والحلول، والأكثر من ذلك أنها تقع تحت ضغط الاتحاد الأوروبي في ملفات هامة أولها ملف الهجرة السرية.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com