قللت والدة الصحفي التونسي المختطف في ليبيا، نذير القنطاري، من جدوى تصريحات وزير خارجية بلادها خميس الجهيناوي، بشأن تشكيل لجنة تحقيق مشتركة مع الجانب الليبي.
واعتبرت سنية رجب أنها ”خطوة متأخرة جدًا، ومسرحية جديدة لمحاولة إغلاق الملف، وإسكات عائلتي الصحفيين والرأي العام التونسي“.
وقالت رجب في تصريحات لـ“إرم نيوز“ إنها ”حاولت منذ 2014 إقناع الجهات الرسمية بضرورة التواصل مع الحكومة الليبية في الشرق“، مبينة أنها ”تمتلك معلومات خاصة، على أن نذير وسفيان في منطقة شرق ليبيا”.
وأضافت أن ”الدولة التونسية تجاهلتها وأصرت على التعامل مع حكومة الوفاق، وهو ما أزم وضعهما أكثر وأطال مدة مكوثهما هناك دون أي تقدم يذكر، إلى حين تدويل القضية الآن واضطرار الوزير للتحرك“.
وأكدت والدة نذيرالقطاري، التي سافرت إلي ليبيا العام الماضي في رحلة بحث عن ابنها وصفت بـ“البطولية“، أنها ”لم تعد تثق في مساعي الحكومة الوهمية، وأنها قد تولت زمام الأمور منذ اليوم الأول“.
وأعلن وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، الخميس، أنه ”قرر مع نظيره الليبي تشكيل لجنة مشتركة للتقصي والبحث في قضية اختفاء الصحفيين التونسيين المختطفين منذ سنوات، من طرف ميليشيات ليبية مسلحة“.
وقال الجهيناوي إنه ”بحث مع وزير الخارجية في حكومة الوفاق الوطني محمد الطاهر سيالة، قضية اختفاء الصحفيين التونسيين سفيان الشورابي ونذير القطاري“، بحسب ما وكالة ”تونس أفريقيا“ للأنباء.
وأشار الوزير إلى أنه ”تم الاتفاق على إيفاد لجنة من المصالح المختصة التونسية إلى طرابلس لتجتمع مع المصالح المختصة الليبية، لمقارنة المعلومات المتوفرة وتمكين ذوي الصحفيين من معرفة مصيرهما“.
من جانبه أكد الصحفي المتخصص في الشأن الليبي نزار مقني، أن ”هذه الخطوة جاءت متأخرة جدًا من الطرف التونسي، خاصة بعد حوالي عامين من اعتراف السلطات الليبية في الغرب باعتقال أحد الذين اختطفوا سفيان القطاري ونذير الشورابي“.
وأضاف مقني في تصريح لـ“إرم نيوز“، أنه ”كان ينبغي حينها تشكيل لجنة مشتركة بين الخارجية التونسية وسلطات الغرب وبين الخارجية التونسية وسلطات الشرق وفق لجنتين اثنتين لتقصي حقيقة مصير الصحفيين المجهول إلى حد اللحظة“.
ورأى أن ”الوضع الاستثنائي الذي تمر به ليبيا سيفشل أي عمل تحقيقي أو استقصائي في الوصول إلى نتيجة أو جدوى في علاقة بهذا الملف المعقد“.
يذكر أن سفيان الشورابي ونذير القطاري اختفيا منذ أيلول/ سبتمبر 2014 بعد دخولهما برًا إلى ليبيا بغية إجراء عمل صحفي استقصائي حول النزاع الدائر في ليبيا منذ 2011.