مع استمرار تهريب المواشي.. تونس تواجه أزمة حادة في الحليب
مع استمرار تهريب المواشي.. تونس تواجه أزمة حادة في الحليبمع استمرار تهريب المواشي.. تونس تواجه أزمة حادة في الحليب

مع استمرار تهريب المواشي.. تونس تواجه أزمة حادة في الحليب

ظهرت منذ بداية الصيف أزمة حادة بقطاع الحليب والألبان في تونس، خلفت حالة قلق كبيرة تعمقت في شهر رمضان، وسط نقص في الإمدادات وتوقعات بانهيار منظومة برمتها في السنين المقبلة بعد اكتفاء دام 18 عامًا.

وسجل مخزون الحليب والألبان للموسم الحالي في تونس تراجعًا حادًا بقيمة 38 مليون لتر، ليستقر في حدود 19 مليون لتر في السنة الحالية مقابل 53 مليونًا السنة الماضية.

وقال المكلف بالقطاع الحيواني في اتحاد الزراعة منور الصغايري "إن الأزمة الحالية تعد الأشد والأشرس على الإطلاق، وقد تمثل فعليًا بداية نهاية القطاع".

ارتفاع التكاليف

وأكد الصغايري أن "تراجع القطاع سببه نقص الإنتاج بنسبة 95%، والذي يعود إلى ارتفاع تكاليفه على الفلاح؛ نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف واليد العاملة والمواد البيطرية".

وأضاف أن "الـ450 ألف بقرة الموجودة في تونس، 250 ألفًا فقط منها مؤصلة، وهي رأس المال الحيواني الإجمالي الذي يتعرض حاليًا إلى نزيف التهريب نحو الجزائر وسكين الذبح العشوائي، الذي يفتك بالعجول الفتية".

من جهته قال محمد زيادية، وهو مزارع تونسي من ولاية نابل شمال شرق تونس في تصريح لـ"إرم نيوز": إن "أسعار الأبقار ارتفعت هذه السنة بحوالي 30-40%، فناهز سعر البقرة الحلوب 2500 دولار بعد أن كان في حدود 1500 دولار، ومردّ ذلك للنقص الحاد في إناث العجول القابلة لإنتاج الحليب".

وتعليقًا على نية تونس إمضاء اتفاقية "الأليكا" مع الاتحاد الأوروبي، قال زيادية: إن "دخول تونس هكذا اتفاقيات بموازين قوى غير متكافئة سيعمق من معاناة الفلاح والمستهلك على حد سواء، ذلك أن المزارع التونسي بعيد كل البعد عن الفلاح الأوروبي، وغير قادر على المنافسة في الاتحاد الأوروبي من حيث الدعم الحكومي وتوفر الإمكانيات التقنية والطبية".

وأشار إلى أن "التحدي الحقيقي الذي يواجه المزارع اليوم هو ارتفاع أسعار المواد العلفية التي يسيطر على مسالكها أباطرة المال المتحكمة في مجالي الاستيراد وأسعار السوق".

آفة التهريب

وأكد اتحاد المزارعين أن مشكلة تهريب الأبقار إلى الجزائر تعد ثاني أكبر مشكلة بعد ارتفاع تكلفة الإنتاج، مشيرًا إلى أن أكثر من 30 ألف رأس بقر تم تهريبها إلى الجزائر خلال التسعة أشهر الأخيرة.

وقال عضو اتحاد الزراعة والصيد البحري يحيى مسعود في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن الوضع الهش الذي يعانيه الفلاح يدفعه تدريجيًا إلى التخلص من قطيعه سواء إلى المهربين أو الوسطاء الذين يدفعون أسعارًا مضاعفة.

وانتقد مسعود غياب رقابة وزارة التجارة وفرقها الاقتصادية، مستغربًا من "تجاهل السلطات الأمنية التي غضت الطرف عن خروج عشرات الآلاف من الأبقار في وقت قياسي وبطريقة مفضوحة عبر الحدود".

ويتهم مزارعون ومراقبون الأجهزة الأمنية بـ"تسهيل حركة مهربي الأبقار، معللين ذلك بارتفاع حجم الظاهرة رغم صعوبة نقل الحيوانات التي يعسر إخفاؤها ونقلها بصفة سرية دون أن يستشعر الأمن ذلك في مسار طويل من الطرقات المدعمة بلجان أمنية".

ويطالب اتحاد المزارعين الحكومة بزيادة أسعار الحليب لحماية صغار الفلاحين من التفقير والتهميش والحفاظ على حيوية قطاع الألبان، في الوقت الذي تصر فيه الحكومة على رفض هذا المقترح تعللًا بتضرر المقدرة الشرائية لدى المواطن التونسي.

ويؤكد المزارعون أن قرار رفع أسعار الحليب قرار حمائي لا بد منه، وأن تجاهله سيدفع الحكومة إلى خيار التوريد، الذي سيعمق من عجز الميزان التجاري وزيادة حجم ضرر الانزلاق المتواصل في قيمة الدينار التونسي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com