حملات أمنية واجتماعية لنفض غبار الحرب‎ عن عدن
حملات أمنية واجتماعية لنفض غبار الحرب‎ عن عدنحملات أمنية واجتماعية لنفض غبار الحرب‎ عن عدن

حملات أمنية واجتماعية لنفض غبار الحرب‎ عن عدن

شكلت التفجيرات والأعمال الإرهابية الأخيرة في عدن، تحدياً كبيراً للسلطات الشرعية ومنظمات المجتمع المدني في المدينة، التي مر على تحريرها من ميليشيا الحوثي وصالح أكثر من سبعة أشهر .

وسعت السلطات الأمنية في عدن منذ أشهر، الى تفعيل دور الأجهزة الأمنية ومراكز الشرطة في مديريات المحافظة الثمان، إلا أن العائق الذي وقف أمامها كان يتمثل في عدم وجود قوات متدربة تخضع للشرعية ولاسيما في عدن، التي خلت معسكراتها ومراكزها الأمنية من القوات الموالية للانقلابيين، الذين كانوا يشكلون أكثر من 90% من أجهزة عدن الأمنية.

وكان على السلطات الشرعية تنفيذ القرار الرئاسي القاضي بدمج عناصر المقاومة الشعبية في الأجهزة العسكرية والأمنية، بعد إخضاعهم لدورات تدريبية وتأهيلية في معسكرات داخلية وكذا خارجية خصصتها دول التحالف العربي لها في أراضيها .

وباتت الأجهزة الأمنية في مدينة عدن تزخر اليوم بالآلاف من الجنود المتدربين بعد أشهر من التأهيل، ورفدت قوات التحالف العربي هذه الأجهزة بكافة أنواع الأسلحة والمعدات والمستلزمات الأمنية، في إطار جهودها الرامية لتشكيل قوات عسكرية وأمنية وطنية بعيدة عن الولاءات الحزبية والشخصية كما كان عليه الحال سابقاً .

ومع ذلك برزت إلى الواجهة تحديات أمنية أكثر خطورة خلال الآونة الأخيرة في مدينة عدن وبعض المحافظات المجاورة وخاصة محافظتي أبين وشبوة، وهو ظهور جماعات مسلحة متشددة تعددت أسماءها وولاءاتها، واختلفت توجهاتها، إلا أن جميعها تشترك في زعزعة الأمن والاستقرار وخلق فوضى في المحافظات المحررة من الحوثيين، وهو ما جعل الكثير من التقارير المحلية والخارجية تنسب تلك الجماعات إلى الانقلابيين وتبعيتها للمخلوع صالح وما يعرف بخلاياه النائمة .

ونفذت تلك الجماعات العديد من عمليات الاغتيال والتفجير طالت جلها قيادات وكوادر عسكرية وأمنية وكذا مقرات حكومية خلال الأيام السابقة، سقط على إثرها العشرات من المدنيين بعضهم نساء وأطفال .

حملات أمنية

استشعرت السلطات في عدن ذلك التحدي الأمني، الذي بات يهدد أمن واستقرار المدينة، وشنت حملات دهم واعتقالات عديدة في عدن ونشرت نقاط تفتيش في معظم مديرياتها، وشددت من إجراءاتها في مداخل ومخارج مناطق عدن مع فرضها حظراً للتجوال ليلاً .

وارتفعت حدة التفجيرات والاغتيالات الإرهابية في عدن خلال شهري ديسمبر ويناير الماضيين، وكان يناير الأكثر ضراوة، مع عودة نائب الرئيس رئيس الوزراء المهندس خالد بحاح الى المدينة .

وتمكنت الأجهزة الأمنية في عدن، من ضبط الاف الأطنان من المتفجرات والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة خلال الأيام القليلة الماضية، لعل أبرزها ضبط أكبر مخزن لصناعة المتفجرات والسيارات المفخخة في مديرية البريقة قبل نحو شهر، ومعامل أخرى في مديريات التواهي و دار سعد .

وكان مدير شرطة عدن العميد "شلال علي شائع"، قال في وقت سابق إنه ثبت من خلال التحقيق مع عدد من المضبوطين تورط دول إقليمية في دعم وتمويل هذه الجماعات الإرهابية، ولديهم الأدلة على ذلك .

وقبل أيام تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط سيارة ممتلئة بالمتفجرات الضخمة في شارع رئيسي مزدحم بالسكان في مديرية المعلا جنوب عدن، فيما تضبط قوات الأمن عبوات ومتفجرات أخرى بشكل شبه يومي في عدد من مديريات عدن .

وقال محافظ عدن العميد الزبيدي، إن الاسلوب الجبان التي تنتهجه هذه الجماعات يهدف إلى اجهاض الانتصار الذي تحقق في العاصمة عدن، وأضاف أن عملياتها الانتحارية تؤكد أنها فقدت البوصلة وتسعى جاهدة إلى تسجيل حضور إعلامي على حساب الأبرياء ..لأنها تدرك تماماً أن لا مكان لها في عاصمة السلام .



ومساء الأحد، صدت قوة أمنية في احدى نقاط التفتيش بمديرية دار سعد، وتحديداً في منطقة البساتين شمال عدن، هجوماً مسلحاً شنه مسلحون على متن ثلاث سيارات، ما أسفر عن إصابة اثنين من جنود الأمن، وفرار المسلحين باتجاه مديرية المنصورة المتاخمة، وهي آخر عملية مسلحة تنفذ في المدينة .

وقام فريق نزع الألغام أمس الأحد، بتمشيط منطقة العريش شرق عدن ونزع مخلفات الحرب والألغام، التي زرعها الحوثيون أثناء احتلالهم للمدينة قبل أشهر، وهي الألغام التي حصدت أرواح الكثير من المدنيين كان آخرها مقتل رجل واثنين من أبناءه صباح السبت .

حملات مجتمعية

وكان الجانب الاجتماعي في عدن يسير بشكل موازي للجانب الأمني، فلم تتوقف الحياة والأنشطة والمبادرات المجتمعية نتيجة لما تعيشه المدينة من حوادث أمنية، حيث نظمت العشرات من الحملات والمبادرات المجتمعية، التي تهدف إلى تحدي الإرهاب وإعادة وجه عدن المشرق ونفض غبار الحرب وتطبيع الحياة في المدينة .

ونفذت منظمات المجتمع المدني وعدد من الناشطين الحقوقيين في عدن خلال الأيام الفائتة، الكثير من الحملات المجتمعية وفي مختلف المجالات منها الثقافي والرياضي والاجتماعي والصحي وكذا التوعوي والبيئي .

الوفاء لعدن

ويعتزم ناشطون حقوقيون في عدن، إقامة مهرجان كبير في 13 فبراير / شباط الجاري، تحت مسمى "الوفاء لعدن" في معلم الصهاريج التاريخي بمديرية كريتر، وهو المهرجان الذي يقام للعام الثاني على التوالي بعد نجاحه العام السابق في رصيف السواح بمديرية التواهي.



وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان "وديع أمان" لشبكة إرم الإخبارية، إن هذه السنة هي الثانية التي نقيم فيها مهرجان الوفاء لعدن الأرض والإنسان، مشيراً إلى أن هذا المهرجان كان عبارة عن فكرة ثم تحول الى واقع وأصبح اليوم لدينا يوم خاص يعبر فيه أهل عدن عن حبهم ووفائهم لمدينتهم، ويعرض فيه شباب وشابات عدن إبداعاتهم وأعمالهم الفنية والأدبية والإبداعية .

وعن سبب اختيار تاريخ 13 لجعله يوما للمهرجان، قال "أمان"، كان هدفنا هو إبعاد شباب عدن عن المناسبة النصرانية المسمية بعيد الحب، وصادف العام السابق يوم الجمعة للمهرجان، فيما يصادف هذا العام يوم السبت .

وأضاف، أن المهرجان سيكون مخصصاً للعائلات فقط، وسيتضمن العديد من المحطات الثقافية والأدبية والاجتماعية بالإضافة إلى معرض للصور و معرض للموروث الشعبي و معرض للكتب وآخر للدمى، وكذا معرض لوحات زيتية وابداعات في فن الرسم باستخدام الرمال علاوة عن أسئلة وجوائز وإطلاق مجسم في الهواء لكلمة (عدن) طوله 7 أمتار مصنوع من البالونات المعبئة بغاز الهليوم، وسيصاحبه إطلاق عدد 1000 بالون في الهواء (عمل شركة BUBBLY BALLOON) المتخصصة في تنظيم الحفلات، وأخيرا إطلاق ألعاب نارية في ختام المهرجان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com