صمود تعز يبدد محاولات المخلوع صالح للثأر من المحافظة
صمود تعز يبدد محاولات المخلوع صالح للثأر من المحافظةصمود تعز يبدد محاولات المخلوع صالح للثأر من المحافظة

صمود تعز يبدد محاولات المخلوع صالح للثأر من المحافظة

يثير صمود أبناء محافظة تعز أمام غزو وحصار مليشيات الحوثي وصالح لشهور متصلة حيرة المراقبين للشأن اليمني، فأبناء المحافظة التي أعلنتها اليمن عاصمة لثقافتها في 2013، يعرف عنهم ميلهم الكبير للحياة المدنية، وعدم ملازمة السلاح لهم وقلة خبرتهم في حمله بعكس بقية محافظات شمال اليمن، لكن يبدو أن أهمية المعركة واستراتيجية موقع المحافظة، ورغبة الأهالي في عدم منح الرئيس المخلوع صالح فرصة الانتقام من أولى المحافظات التي خرجت ثائرة عليه فيما عرف بثورة الشباب اليمنية، كلها شكلت عاملاً حاسماً في صمود تعز حتى الآن.

ويرى الكثير من مواطني تعز أن المخلوع صالح يضمر حقداً كامناً ضد محافظة تعز، رغم أنها شكلت نقطة إنطلاق لحياته العسكرية، التي بدأها من معسكر خالد بن الوليد بمدينة تعز، ليترقى في الجيش وصولاً إلى منصب رئيس الجمهورية.

أهمية إستراتيجية واقتصادية

تمتلك محافظة تعز موقعاً إستراتيجياً هاماً يمنح معركتها أهمية كبرى لطرفي الصراع في اليمن، وهي تضم تعز المدينة بالإضافة إلى ريف تعز، وأشهر مدنها هي المخا بمينائها القريب من باب المندب، والراهدة والترية وغيرها.

وتطل تعز وتسيطر على باب المندب، وسواحل البحر البحر الأحمر، فضلاً عن أنها حلقة وصل بين شمال وجنوب اليمن، حيث تربط محافظات الحديدة وإب ولحج، والضالع، كما تطل جبالها على عدن التي لا يفصلها عنها سوى 170 كلم.

وتتوسط تعز أهم طريق بري في اليمن، وهو الطريق الرابط بين صنعاء - تعز – عدن.

وتضم تعز عدداً من القواعد العسكرية الهامة مثل قاعدة طارق الجوية في الجند، ومعسكر 22 حرس جمهوري، ومعسكر خالد بن الوليد، وقوات الأمن الخاصة، واللواء 35.

وتشكل السيطرة على تعز بالنسبة للتحالف والمقاومة اليمنية مفتاح العبور للعاصمة صنعاء، في حين ينظر إليها الحوثيون باعتبارها نقطة إنطلاق لغزو الجنوب مرة أخرى وخط دفاع لحماية بقية محافظات الشمال، وأهمها صنعاء.

واقتصاديا تمثل تعز المحافظة الصناعية الأولى في اليمن، وتتميز بصناعات المواد الغذائية والطلاء والبلاستيك، كما ينتمي لتعز أشهررجال الأعمال في اليمن، بمجموعاتهم التجارية مثل مجموعات هائل سعيد التي تعد الأكبر في اليمن، وشاهر عبدالحق وتوفيق عبدالرحيم ودرهم العبسي.

الأكبر كثافة سكانية والأكثر تعليماً

تشتهر تعز بكثافتها السكانية العالية، حيث يصل عدد أبنائها لنحو 5 ملايين نسمة (نحو 20% من سكان اليمن)، يقيم منهم نحو 3.1 مليون نسمة في المحافظة، وينتشر البقية منهم في محافظات اليمن المختلفة، خصوصا في عدن ومحافظات الجنوب، حيث يحظى أبناؤها بقبول نسبي كبير من الجنوبيين أكثر من غيرهم.

كما تعد تعز من المحافظات الأكثر اهتماماً بالتعليم، والذي عرفته المحافظة مبكراً لدرجة أن مدارسها القديمة تعد من المعالم السياحية، وهو ما أنعكس على واقعها الثقافي لدرجة أن أصبحت تعرف بعاصمة الثقافة اليمنية، وهي التي ينتمي إليها عدد من أبرز شعراء اليمن، وفنانيها مثل أيوب طارش.

خريطة السيطرة

تفرض مليشيات صالح والحوثي حصاراً خانقاً على المحافظة منذ أكثر من 6 شهور ممتدة، مما ساهم في تدهور الوضع الإنساني فيها، حيث تمنع المليشيات دخول حتى أنابيب الأكسجين للمستشفيات، لتضطر نحو 95% منها لإغلاق أبوابها بسبب عدم توفر الإمكانيات وانقطاع الكهرباء.

من واقع الأهمية الإستراتيجة تسيطر مليشيا الحوثي وصالح على أهم مناطق المحافظة، مثل مدينة وميناء المخا والطريق الرئيسي (صنعاء - تعز - عدن) ابتداءً من صنعاء وحتى منطقة كرش التي تعد المنطقة الحدودية بين تعز ومحافظة لحج باتجاه عدن.

كما تسيطر المليشيا على أطراف مدينة تعز ومداخلها وعلى منطقة الحوبان وشارع الستين ومدن الراهدة والدمنة. وعلى مستوى المدينة تسيطر مليشيا الحوثي على شارع الستين الذي يربط طرفي المدينة، كما تفرض طوقاً كاملا على مدينة تعز من جميع الاتجاهات، وتمنع دخول كافة أنواع البضائع بما فيها المشتقات النفطية والدواء والمواد الغذائية والفواكه والخضروات، رغبة منها في تركيع المدينة واجبارها على الاستسلام.

وتسيطر المقاومة على ريف تعز بشكل كامل تقريباً وعلى مدينة تعز نفسها عدا المداخل وأجزاء بسيطة من أطرافها في منطقة الحوبان، إضافة إلى مواقع استراتيجية مهمة في المدينة مثل جبل صبر وموقع العروس جبل جرة وغيرها.

ونسبة للحصار الخانق وقطع المليشيات لكل خطوط الإمداد للمقاومة في تعز يلجأ الأهالي لطرق التهريب الوعرة للحصول على بعض الاحتياجات، فضلاً عن عمليات إنزال جوي بدأ التحالف في تنفيذها مؤخراً لتوفير الدعم.

خطة التحالف لفك الحصار وتحرير المحافظة

بدأت قوات التحالف العربي اليوم بقصف مناطق الحدود بين تعز ولحج، عند منطقتي كرش والراهدة المحاذية لمحافظة لحج، في خطوة تستهدف فك الحصار وفتح خطوط الإمداد عبر الطريق البري الرئيسي (صنعاء - تعز - عدن)، كما ترابط قوات للتحالف على مقربة من منطقة كرش، وهو ما يشير بوضوح إلى السيناريو القادم بتطهير كامل الخط بدءاً من كرش ومروراً بالراهدة والدمنة وحتى الحوبان في مدينة تعز.

ودشن التحالف والمقاومة في الساعة الحادية عشرة من ظهر اليوم عملية عسكرية لتحرير المحافظة من ثلاثة محاور.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com