لهذه الأسباب أخرجت السعودية أوباما عن صمته!؟
لهذه الأسباب أخرجت السعودية أوباما عن صمته!؟لهذه الأسباب أخرجت السعودية أوباما عن صمته!؟

لهذه الأسباب أخرجت السعودية أوباما عن صمته!؟

شكلت تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الأخيرة حول المملكة العربية السعودية في سلسلة مقابلات مع مجلة (ذي أتلانتك)، محطة فارقة في تاريخ التحالف بين البلدين، الممتد على مدى أكثر من 80 عامًا، ظلت فيها واشنطن تعتبر الرياض "حليفًا" أساسيًا ولاعبًا قويًا في منطقة الشرق الأوسط.

وحملت هذه التصريحات تصعيدًا، أثار التساؤلات حول توقيته ودلالاته، ولماذا انتظر أوباما حتى الأشهر الأخيرة من ولايته الثانية، ليثير هذا الموضوع، الذي تحاشى أسلافه الخوض فيه أو حتى الإشارة إليه؟.

ويذهب محللون إلى أن أوباما، تغاضى عن مبادرة السعودية قيادة عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية في اليمن، دون تنسيق كبير مع إدارته، إلا أن عزم السعودية على التدخل البري في سوريا أزعجه كثيرًا، خصوصا وأن إدارته تعاملت بما اعتبره البعض "حماقة سياسية" مع الأزمة السورية، خصوصًا عندما طرحت بريطانيا حليفة واشنطن، خطة للإطاحة بالأسد في العام 2013، والتي عارضها أوباما بشدة، محذرًا من سيناريوهات أفغانستان والعراق وليبيا، وهو ما يعني أنه تعلم كثيرًا من دروس الماضي.

وقال مراقبون، إن صانعي القرار في البيت الأبيض، فطنوا لدور سعودي – خليجي متصاعد، يعتمد على المبادأة بدل الرجوع لواشنطن، وهو ما عده خبراء أمريكيون خطوات متسرعة لن تحقق نجاحًا كبيرًا، لكن تقييم نجاحات التحالف العربي في اليمن، ومبادرة المملكة بتأسيس تحالف عسكري إسلامي لمحاربة الإرهاب، وتلويحها بالتدخل عسكريًا في سوريا، والإجماع والدعم العربي والإسلامي والالتفاف حول مركز صنع القرار الخليجي، أظهر سوء تقدير أمريكي آخر لمستجدات السياسة السعودية خصوصًا والخليجية عمومًا، ما جعل من دول مجلس التعاون الخليجي رقمًا صعبًا في معادلة تطورات الأحداث في المنطقة.

وأشار محللون، إلى أن أوباما يعترف أنه ليس من مصلحة أمريكا مواصلة السياسة الخارجية التقليدية، وفي نفس الوقت تلزمه تقاليدها الصارمة بمعاملة السعودية "كحليف"، مؤكدين أنه يدرك تمامًا أن قيادة الملك سلمان مختلفة تمامًا لما اعتادت عليه واشنطن في السابق.

الفيصل: منعنا هجمات إرهابية قاتلة بأمريكا

الرد السعودي، على انتقادات أوباما الحالية، وربما ملامح السياسة الخارجية لأمريكا تجاه الرياض لمرحلة ما بعد أوباما، جاء سريعًا، وعن طريق مدير المخابرات السعودية السابق تركي الفيصل، الذي كشف بالأدلة والوقائع، اليوم الاثنين - في مقال نشرته صحيفة "أراب نيوز" السعودية، الصادرة بالإنجليزية - أن استفادة أمريكا كانت ولا تزال أكبر من المملكة وليس العكس، مذكرًا الرئيس الأمريكي بأن السعودية ليست "من يمتطي ظهور الآخرين لتبلغ مقاصدها، نحن نقود في المقدمة ونقبل أخطاءنا ونصّححها. وسنستمر في اعتبار الشعب الأمريكي حليفنا".

وكشف الأمير السعودي، أن معلوماتهم "منعت وقوع هجمات إرهابية قاتلة على أمريكا".

مضيفًا: "نحن المبادرون إلى عقد الاجتماعات التي أدت إلى تكوين التحالف، الذي يقاتل فاحش (داعش) ونحن من ندرب وندعم السوريين الأحرار، الذين يقاتلون الإرهابي الأكبر، بشار الأسد، نحن من قّدم جنودنا لكي يكون التحالف أكثر فعالية في إبادة الإرهابيين".

وتابع: "نحن من بادر إلى تقديم الدعم العسكري والسياسي والإنساني للشعب اليمني، ليسترد بلاده من براثن ميليشيا الحوثيين المجرمة، التي حاولت، بدعم من القيادة الإيرانية، احتلال اليمن، ومن دون أن نطلب قوات أميركية".

ولأن الحس الاستخباراتي للرجل، جعله يجزم أن أوباما خرج عن صمته، لتنامي الدوري السعودي منذ استلام الملك سلمان مقاليد الحكم، خاطب تركي الفيصل سيد البيت الأبيض، بوضوح لا لبس فيه قائلا:" نحن الذين أسسنا تحالفًا ضم أكثر من ثلاثين دولة مسلمة، لمحاربة كافة أطياف الإرهاب في العالم. نحن الممولون الوحيدون لمركز مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، نحن من يشتري السندات الحكومية الأميركية ذات الفوائد المنخفضة التي تدعم بلادك. نحن من يبتعث آلاف الطلبة إلى جامعات بلادك، وبتكلفة عالية، نحن من يستضيف أكثر من ثلاثين ألف مواطن أميركي، وبأجور مرتفعة، لكي يعملوا بخبراتهم في شركاتنا وصناعاتنا".

كشف المستور

وتابع الأمير السعودي، مفندًا ادعاءات أوباما، لقد أكدت أنت: "دور المملكة القيادي في العالمين العربي والإسلامي. والآن تنقلب علينا وتتهمنا بتأجيج الصراع الطائفي في سوريا واليمن والعراق".

ويتساءل: "هل هذا نابع من استيائك من دعم المملكة للشعب المصري، الذي هّب ضد حكومة الإخوان المسلمين التي دعمتها أنت؟ أم هو نابع من ضربة مليكنا الراحل عبد الله- رحمه الله- على الطاولة في لقائكما الأخير، حيث قال لك: لا خطوط حمراء منك، مرة أخرى، يا فخامة الرئيس؟ أم أنك انحرفت بالهوى إلى القيادة الإيرانية إلى حّد أنك تساوي بين صداقة المملكة المستمرة لثمانين عامًا مع أميركا، وقيادة إيرانية مستمرة في وصف أميركا بأنها العدو الأكبر والشيطان الأكبر؟".

وماذا بعد؟

محللون سياسيون، اعتبروا أن تصريحات أوباما تجاه السعودية وتركيا وحلفاء أمريكا الآخرين، ستكشف الانتخابات الرئاسية الامريكية المنتظرة، ما إذا كان طرحًا واقعيًا سيتم تبنيه من قبل الإدارة المقبلة، أم أنه مجرد كلام في الوقت الضائع للتغطية على فشل إدارة أوباما في التعامل مع أحداث كبرى، كان الحضور الأمريكي فيها باهتًا.

وفي هذا السياق قال مراقبون، إن الوقائع لا تبشر بخير، خصوصًا إذا نجح الجمهوريون، أما إن كانت هيلاري كلينتون، التي دعمت الغزو الأمريكي في العراق 2003 والتدخل في ليبيا وقصف سوريا 2013. هي الفائزة، فحينها سيكون بوسع السعوديين ومؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية التنفس بشكل أكبر.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com