مصر.. الدولار يعلن العصيان ويرفض إجراءات البنك المركزي

تتصاعد معاناة الحكومة المصرية، من أزمة الدولار، الذي أعلن العصيان، متحديًا إجراءات البنك المركزي المصري، للسيطرة عليه، بعد أن وصل سعره بالسوق السوداء إلى 10 جنيهات.

أزمة الدولار المتصاعدة بمصر، ألقت بظلالها على مختلف القطاعات الاقتصادية بالبلاد، مع فشل كافة محاولات البنك المركزي، في إعادة خفض أسعاره، رغم حملات البنك التفتيشية على شركات الصّرافة المخالفة لتعليمات بيع العملة الصعبة، وفرض عقوبات على المخالفين، بالإغلاق لمدة تتراوح بين شهر و3 أشهر، وتصل إلى شطب الشركة نهائيًا في حال تكرار المخالفات.

و أكدت مصادر اقتصادية امتناع شركات الصرافة عن بيع العملة الأمريكية، مؤكدة أن شركات الصرافة في مصر تحاول أن تستحوذ على أكبر قدر من المكاسب في ظل تلك الأزمة.

وتعليقا على الأزمة قال الدكتور يوسف محمد، الخبير الاقتصادي المصري، لـ"إرم نيوز" إن أهم أسباب ارتفاع الدولار، هو انخفاض تحويلات المصريين في الخارج، وارتفاع الدولار أمام العملات الأخرى كالجنيه الإسترليني واليورو، والين الياباني، واليوان الصيني، وأنه في 16 ديسمبر 2015، جاء قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، برفع سعر الفائدة على الدولار، لأول مرة منذ تسع سنوات، بمقدار ربع في المئة، ليرتفع سعر الدولار مجددًا، مضيفًا أن انخفاض أعداد السياحة الوافدة لمصر أثر بالسلب على الجنيه المصري، وعلى سعر الدولار بالسوق السوداء.

وأكد الخبير الاقتصادي المصري، على ضرورة إسراع وزارة السياحة في إيجاد حلول لعودة السياحة إلى مصر، مشيرًا إلى أن عودة السياحة تعد بمثابة شريان حياة للجنيه المصري، في ظل الأزمة الراهنة.

وأوضحت مصادر بقطاع إنتاج الأدوية، أن القطاع يشهد أزمة طاحنة بسبب ارتفاع أسعار الدولار، مؤكدة أن بعض شركات الأدوية باتت مهددة بتوقف الإنتاج بها وإغلاق أبواب مصانعها، بسبب ارتفاع سعر الدولار، وعدم قدرة جميع الشركات على استيراد المواد الخام المستخدمة في صناعة الأدوية.

وأضافت، أن الأدوية التي يعاني السوق من غيابها، بلغت 800 صنف، مثل عقاقير أمراض القلب والسكر والضغط والأمراض العصبية، وعدد من الأمصال، وبعضها اختفت بدائله أيضًا، وهو ما ينذر بأزمة تهدد حياة ملايين المرضى بالبلاد.

ارتفاع في سعر الذهب

وعلى صعيد سوق الذهب، اتجهت أسعار الذهب نحو الارتفاع بشكل ملحوظ في الأسواق، خلال تعاملات اليوم، مدعومة بارتفاع الدولار بشكل جنوني أمام الجنيه المصري بالسوق السوداء.

وأشار نادي نجيب، سكرتير شعبة الذهب بالغرفة التجارية بالقاهرة لـ"إرم نيوز"، إلى أن أسعار الذهب اشتعلت بالسوق المصري، متأثرة بصعود الدولار أمام الجنيه بالسوق السوداء، منوهًا إلى أن أسعار الذهب اتجهت إلى الارتفاع بشكل ملحوظ منذ بداية الأسبوع.

يذكر، أن تراجع قطاعي السياحة والاستثمار بمصر، انعكس سلبًا على الجنيه، وأن حساب المعاملات الجارية، يظهر خللًا في الميزان التجاري الذي يعبر عن الفارق بين الصادرات والواردات، وكذلك الميزان الخدمي الذي يرصد محصولات الدولة من الصناعات الخدمية كالسياحة والنقل، بالإضافة إلى التحويلات الجارية الشاملة للمساعدات والمنح.

ووفقًا لبيانات البنك المركزي المصري، سجل الميزان التجاري عجزًا بنحو 10 مليارات دولار، بسبب تأثر الصادرات والواردات المصرية بانخفاض الأسعار العالمية للبترول، وغيره من السلع الأساسية الأخرى.

و خلال الربع الأول من العام المالي الجاري، تراجعت حصيلة الصادرات السلعية بنحو 26.5%، لتقتصر على نحو 4.6 مليار دولار، بعد أن كانت عند حدود 6.3 مليار دولار في الربع الأول من العام المالي الماضي، كما أن بيانات هيئة قناة السويس المصرية، المنشورة على موقع الهيئة، أظهرت أن إيرادات البلاد من القناة تراجعت إلى 408.4 مليون دولار في نوفمبر، بعد أن كانت 449.2 مليون دولار في أكتوبر 2015، لتسجل بذلك أدنى مستوياتها منذ فبراير الماضي، حين بلغت 382 مليون دولار، وهو ما يفقد البلاد نحو 40.8 مليون دولار.