السيسي يطمئن المصريين: مفاوضات سد النهضة تسير جيداً
القاهرة- أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، أن المفاوضات مع إثيوبيا بشأن الآثار المحتملة لسد النهضة، "تسير بشكل جيد"، وذلك في محاولة لتهدئة مخاوف شعبه بشأن السد الذي تبنيه أديس أبابا على نهر النيل.
وقال وزراء الخارجية والري في مصر وإثيوبيا والسودان، أمس الثلاثاء، إن الدول الثلاث وقعت اتفاقاً يحدد بصورة نهائية الشركتين اللتين ستجريان دراسات حول الأثر المحتمل للسد على تدفق مياه النيل إلى السودان ومصر.
وكانت الدول الثلاث وقعت إعلان مباديء في الخرطوم في آذار/ مارس الماضي، مهد الطريق إلى نهج مشترك بشأن موارد المياه الإقليمية.
وقال السيسي، في كلمة نقلها التلفزيون الأربعاء، بمناسبة تدشين مشروع لاستصلاح مليون ونصف فدان للزراعة: "أعرف أنكم قلقون، وأنا معكم في هذا القلق، لكن أقول لكم اطمئنوا والأمور تسير بشكل جيد ومطمئنة".
وأضاف "صحيح أن المياه حياة أو موت لكن.. نحن نتفهم أنهم يريدون أن يعيشوا كما نريد نحن أن نعيش"، مؤكداً أن "هناك مفاوضات بيننا كي نحقق المصلحة المشتركة بيننا".
وتزايد قلق المصريين من بناء السد، خاصة في ظل استمرار أديس أبابا في أعمال بناء السد قبل إجراء الدراسات الفنية. ويقول مسؤولون إن 50% من إنشاءات السد، تمت بالفعل.
وكانت الدول الثلاث اختارت في نيسان/ أبريل الماضي، شركتي "بي.آر.إل" الفرنسية، "دلتاريس" الهولندية، لإجراء الدراسات، لكن الأخيرة انسحبت في وقت لاحق، مما جعل الأطراف الثلاثة تتفق في الخرطوم أمس الثلاثاء، على أن تحل شركة "أرتيليا" الفرنسية محلها.
وخاضت القاهرة وأديس أبابا في السابق، حرباً كلامية حول المشروع الإثيوبي، الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار.
واشتمل إعلان المباديء الذي وقع في آذار/ مارس الماضي، على إعطاء أولوية لدولتي المصب في الكهرباء المولدة من السد، وهي طريقة لحل الخلافات والتعويض عن الأضرار.
وتعهد الموقعون أيضاً بحماية مصالح دولتي المصب عند ملء خزان السد.
واشتكت إثيوبيا كثيراً من أن مصر تضغط على الدول المانحة والمقرضين الدوليين للانسحاب من المشروع الذي تبنيه شركة "ساليني إمبرجيلو"، والذي يقدر أن يولد ستة آلاف ميجاوات.
وسعت مصر -التي تعتمد بالكامل تقريباً على النيل في سد مختلف احتياجاتها المائية- للحصول على تأكيدات بأن السد لن يؤثر بشكل كبير على المياه المتدفقة إليها في النهر، خاصة مع النمو السكاني المتسارع لديها.
