تحالف ضمني بين واشنطن وطهران لدعم العبادي
تحالف ضمني بين واشنطن وطهران لدعم العباديتحالف ضمني بين واشنطن وطهران لدعم العبادي

تحالف ضمني بين واشنطن وطهران لدعم العبادي

 تشير تسريبات غربية إلى دخول الولايات المتحدة وإيران في تحالف ضمني لدعم رئيس وزراء العراق حيدر العبادي، في مواجهة لوبي الفساد الذي يحاول منع تشكيل حكومة تكنوقراط للنهوض بواقع البلاد.

 ويقول سياسيون ودبلوماسيون ومحللون إن الخصمين العتيدين - واشنطن وطهران- مارسا ضغوطا على حلفائهما في العراق كي لا يسعون لتنحية العبادي في وقت يسعى فيه لتشكيل حكومة تكنوقراط.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر وصفتها بالقريبة من دوائر صنع القرار، أن المساعي الأمريكية والإيرانية ساعدت على وأد محاولة في الأسبوع الماضي لإبعاد العبادي عن منصبه قام بها المالكي الأمين العام لحزب الدعوة الذي يسيطر على حوالي ثلث مقاعد البرلمان.

وقدم العبادي للبرلمان يوم الخميس الماضي، قائمة تضم 14 اسما -كثيرون من أصحابها أكاديميون- في خطوة تهدف لتخليص الوزارات من براثن نخبة سياسية استغلت نظام الحصص العرقية والطائفية الذي أرسي بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة العام 2003 في تكوين الثروات والنفوذ بطرق ملتوية.

وأحدثت تلك الخطوة التي تهدف إلى إضعاف شبكات المحسوبيات التي تبقي على الثروة والنفوذ في أيدي الصفوة صدمة في المؤسسة السياسية التي تحكم العراق منذ الإطاحة بصدام حسين ومنها حزب الدعوة الذي ينتمي إليه العبادي نفسه والمجلس الأعلى الإسلامي العراقي والائتلاف الكردي.

وقالت مصادر على دراية بسير الأمور إن جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي والجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ، أوضحا بالفعل قبل الإعلان عن التشكيل الوزاري العراقي الجديد أنه ينبغي عدم القيام بأي محاولة لتنحية العبادي حفاظا على قوة الدفع في الحرب على تنظيم داعش.

ورغم أن أراضي العراق تحوي بعضا من أكبر الاحتياطيات النفطية في العالم، يعاني أبناؤه البطالة وانقطاع الكهرباء وسوء الخدمات العامة مما زاد من مشاعر الاستياء من الفئة الحاكمة التي تنهال عليها الاتهامات بتبديد الإيرادات التي تحققت خلال نحو عشر سنوات شهدت ارتفاعا في أسعار النفط حيث بات العراق في المرتبة 161 من بين 168 دولة على مؤشر منظمة الشفافية الدولية للفساد.

وقبل ساعات من إعلان العبادي عن تشكيلته الوزارية الجديدة، أشار المالكي إلى أن رئيس الوزراء قد يطاح به بموافقة تكتلات أخرى وذلك حسبما صرح مسؤولون كبار.

وقال حسين الشهرستاني وزير التعليم العالي في الحكومة المنتهية ولايتها، إن المالكي كان يطالب بتغيير كامل لمجلس الوزراء يشمل العبادي نفسه، وذكر النائب الشيعي البارز موفق الربيعي أن الأمر بلغ بالمالكي حد أنه كان مستعدًا لقبول شخصية تحل محل العبادي حتى ولو من خارج حزب الدعوة.

ونفى متحدث باسم المالكي أنه حاول إبعاد العبادي يوم الأربعاء الماضي، لكنه قال إن ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه لن يمنع أحزابا أخرى من أن تحل محله ما دام سير العملية السياسية محفوظا.

وقال دبلوماسي غربي إن المساعي الأمريكية لضمان عدم سقوط العبادي كانت "حثيثة" في الأيام التي سبقت إعلان يوم الخميس، وقال الربيعي إن الأمر يتطلب استمرار هذا خلال الأسبوع الحالي لاقتناص موافقة الأكراد والسنة على الحكومة الجديدة.

وناقش بريت مكجيرك المبعوث الأمريكي للتحالف المناهض لتنظيم داعش الأزمة السياسية مع مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان العراق يوم الأحد قبل أن يزور بغداد لإجراء محادثات مع مسؤولين آخرين.

وقال دبلوماسي أمريكي كبير في بغداد لرويترز، إن هناك رغبة في وجود حكومة عراقية قوية يرأسها العبادي يمكنها أن تواصل الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.

ونقلت إيران رسالة مماثلة للمسؤولين العراقيين، وقال سياسي شيعي إن سليماني اجتمع مع ممثلين للمالكي ومع عمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي.

ويتوقع مشرعون ومحللون أن يرفض البرلمان ما يصل إلى نصف المرشحين بالقائمة، لكن هذا لن يمثل مشكلة كبرى للعبادي ما دام سيكون لديه في النهاية عدد كاف من الخبراء المستقلين سياسيا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com