ما سر الدعم التركي لحكومة السراج في ليبيا؟
ما سر الدعم التركي لحكومة السراج في ليبيا؟ما سر الدعم التركي لحكومة السراج في ليبيا؟

ما سر الدعم التركي لحكومة السراج في ليبيا؟

أظهرت تركيا، خلال الأيام الأخيرة، تقاربًا ودعمًا لحكومة الوفاق الليبية، في مسعى لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، في إطار مشاريع إعادة الإعمار، وعقود تدريب وتسليح القوات الأمنية، التي من المنتظر أن تشهدها البلاد خلال الفترة المقبلة، مع وصول حكومة فائز السراج إلى طرابلس، حسب مراقبين ومحللين سياسيين.

ويأتي الحديث عن "التحول السريع لتركيا في مواقفها تجاه ليبيا، وتحرك لتسجيل موقف إيجابي لدى حكومة السراج"، عقب مؤتمر صحافي أجراه مبعوث أنقرة الخاص إلى ليبيا، آمر الله أشلر، في طرابلس، أشار خلاله إلى اجتماعات مكثفة أجراها مع رئيس المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، نوري أبو سهمين، ومفتي ليبيا السابق الصادق الغرياني، "لبحث سبل حل الأزمة، ومناقشة آليات دعم حكومة الوفاق الوطني".

ويرى محللون أن "تكرار أشلر لمفردات بذاتها أثناء المؤتمر الصاحفي، يعتبر محاولة تركية لمغازلة السراج، والتسابق نحو الثمار السياسية والاقتصادية في ليبيا".

وفي الإطار ذاته، يقول الباحث الليبي في شؤون الجماعات الإسلامية، محمد خوجة، في تصريح لـ إرم نيوز إن "التحول السريع لتركيا في مواقفها تجاه ليبيا، نابع من رغبة أنقرة في عدم تفويت الفرصة في المشهد الجديد في ليبيا، خاصة أن مصالحها السياسية والاقتصادية ليس لها حدود، حيث تسعى لضمان حصتها من عقود إعادة الإعمار وعقود تدريب القوات الأمنية والتسليح".

وأضاف الخوجة أن أنقرة "تحاول اللحاق بقطار المصالح الدولية، خاصة أن لديها تأثير على العديد من المجموعات على الأرض، ولن تضيع مفاتيح القوة التي بحوزتها، وستقاتل من أجل عدم التشويش على حكومة الوفاق، ليس لاقتناعها بها، بل لأنها مفتاح تحريك الأرصدة الليبية المجمدة في الخارج، والتي سيتم صرف جزء كبير منها، لتمويل صفقات تسليح الجيش والتحالف الغربي المتوقع لضرب داعش في ليبيا".

وأكد أن "معلومات وردت حول اجتماعات المبعوث التركي في ليبيا، أفادت بأن الأخير وجه رسائل شديدة اللهجة، طالبت بتأييد السراج وحكومته دون تردد، وطالب كذلك كافة المليشيات التي تدعم المؤتمر وحكومة طرابلس، بعدم إثارة أي مشاكل مع المليشيات الداعمة لحكومة الوفاق".

وفي السياق ذاته، أشار أحد أعضاء المؤتمر الوطني الليبي المنتهية ولايته، إلى أن تركيا "بدأت اتصالات مبكرة مع حكومة طرابلس، حتى قبل وصول حكومة السراج"، لافتًا إلى أن أنقرة "كانت مسؤولة عن إنهاء جزء كبير من الترتيبات الأمنية المتعلقة بدخول السراج ونوابه إلى العاصمة".

وأضاف عضو المؤتمر الوطني، أن تركيا "تتحرك وفق الأجندة الإقليمية والدولية التي تخدم مصالحها، وهي تدرك أهمية ليبيا بالنسبة لها في البعد الجيوسياسي".

وتعد زيارة المبعوث التركي الخاص، آمر الله أشلر، الأولى لمسؤول أجنبي إلى ليبيا عقب دخول السراج طرابلس. وأعلن خلال الزيارة عن ترتيبات لفتح سفارة وقنصلية أنقرة في طرابلس خلال أيام.

وينص الاتفاق السياسي الليبي الموقع في مدينة الصخيرات المغربية في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، على تشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة فائز السراج تقود مرحلة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات تشريعية في حدود عامين كحد أقصى، في حين فشلت التشكيلة الحكومية التي تقدم بها االسراج، في نيل الثقة من البرلمان الأمر الذي أجل انطلاق أعمالها حتى الآن.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com