الصدر يدخل في مواجهة حاسمة مع العبادي بجمعة "عض الأصابع"
الصدر يدخل في مواجهة حاسمة مع العبادي بجمعة "عض الأصابع"الصدر يدخل في مواجهة حاسمة مع العبادي بجمعة "عض الأصابع"

الصدر يدخل في مواجهة حاسمة مع العبادي بجمعة "عض الأصابع"

بغداد ـ دخل الصراع بين رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مرحلة حاسمة، مع بدء أنصار الصدر اعتصاما على أسوار المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد اليوم الجمعة، للضغط على الحكومة من أجل القضاء على الفساد المستشري في البلاد.

وفي استعراض لقدرته على الحشد يضغط الصدر على رئيس الوزراء حيدر العبادي لاستبدال وزراء حاليين بخبراء تكنوقراط ليس لهم انتماءات حزبية لمكافحة ما يعتبره محسوبية سياسية ممنهجة تقوي شوكة الفساد.

ورفض الصدر أمس دعوات لإلغاء اعتصام اليوم الجمعة خشية أن يؤدي الاعتصام إلى اشتباكات مع القوات التي تحرس مداخل المنطقة الخضراء التي تضم مكاتب حكومية ومبنى البرلمان وسفارات.

وقال إبراهيم الجابري مساعد الصدر إن الاحتجاج "قد يستمر عشرة أيام إذا لزم الأمر وحتى تنتهي مهلة الخمسة وأربعين يوما التي حددها الزعيم الشيعي للعبادي في 12 فبراير شباط لإجراء تعديل حكومي".

ويستنفد الفساد الموارد المالية للحكومة المركزية في وقت تراجعت فيه العائدات بسبب الانخفاض الكبير في أسعار النفط ويحتاج فيه العبادي لزيادة التمويل لتغطية نفقات الحرب على تنظيم داعش.

وفي 11 مارس آذار طلب العبادي من الكتل السياسية في البرلمان والشخصيات المؤثرة في المجتمع ترشيح تكنوقراط لحكومته لكن قدرته على المناورة تبدو محدودة نتيجة الضغوط التي تمارسها الفصائل السياسية خوفا من انحسار نفوذها.

العبادي يتخذ إجراءات إمنية جديدة 

من جهته أصدر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمراً بتكليف قيادة العمليات العسكرية المشتركة بدلا من عمليات بغداد بفرض الأمن في العاصمة وتخويلها الصلاحيات اللازمة لذلك.

وقال مكتب العبادي في بيان، إن "القائد العام للقوات المسلحة أصدر أمرا بتكليف قيادة العمليات المشتركة بفرض الأمن في بغداد وتخويلها الصلاحيات اللازمة لذلك".

وتضم قيادة العمليات المشتركة صنوف القوات المسلحة العراقية، بالإضافة إلى ممثلين عن التحالف الدولي، بقيادة الفريق الركن طالب شغاتي.

وكشف مصدر إعلامي مقرب من دائرة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن الأخير أبلغ المسؤولين العسكريين بإقالة قائد عمليات بغداد الفريق الركن عبد الأمير الشمري، بسبب فتح جسر الجمهورية أمام المتظاهرين للوصول إلى بوابات المنطقة الخضراء.

وقال المصدر الذي تحدث لمراسل شبكة "أرم" الإخبارية، إن "العبادي قرر إعفاء قائد عمليات بغداد الفريق عبد الأمير الشمري من منصبه، وتعيين الفريق أول ركن طالب شغاتي رئيس جهاز مكافحة الإرهاب لحماية أمن بغداد".

وقال مستشار رئيس الجمهورية العراقية القيادي في حزب الدعوة شيروان الوائلي لشبكة "إرم"، إن "المعلومات المتوفرة لديه أن إعفاء عبد الأمير الشمري من منصبه جاء بسبب إعطاء أوامر لفتح جسر الجمهورية وسط بغداد أمام المتظاهرين، وتجميد عمل عدد من الضباط".

ورجحت مصادر عراقية أن "خلافا اندلع بين وزير الداخلية الذي ينتمي إلى منظمة بدر محمد سالم الغبان، وقائد عمليات بغداد الفريق الركن عبد الأمير الشمري ترتب على أثارها إقالته بعد فتحه جسر الجمهورية وسط بغداد أمام متظاهري التيار الصدري للوصول إلى بوابات المنطقة الخضراء".

المنطقة الخضراء

أقيمت المنطقة الخضراء في بادئ الأمر العام 2003 لحماية القوات الأمريكية التي أطاحت بصدام حسين من التفجيرات الانتحارية وغيرها من هجمات المتشددين ثم أبقت الحكومات العراقية المتعاقبة عليها لاعتبارات أمنية.

وأدى آلاف المتظاهرين صلاة الجمعة في شارع رئيس يؤدي إلى المنطقة الخضراء القريبة وبعدها نصبوا خياما ليقيم فيها المشاركون في الاعتصام.

وقالت الداخلية العراقية إنها لم تصرح بالاعتصام وسدت قوات الأمن في البداية الطرق والجسور المؤدية إلى المنطقة الخضراء قبل أن تسمح بعد ذلك للمتظاهرين بالسير حتى قرب مدخل المنطقة.

وعلى جسر الجمهورية فوق نهر دجلة تنحت قوات الأمن جانبا وسمحت للمتظاهرين بإزالة الأسلاك الشائكة. وردد المتظاهرون هتافات تدعو للتخلص من "الحرامية" أثناء تحركهم فوق الجسر وأخذوا يرددون "نعم نعم للعراق.. كلا كلا للفساد".

ونشر الصدر بيانا على موقعه الإلكتروني شكر فيه الشرطة على تعاونها وإخلاصها للشعب. وكان قد وصف المنطقة الخضراء أمس الخميس بأنها "معقل لدعم الفساد".

وعززت السلطات الإجراءات الأمنية في بغداد ونشرت نقاط تفتيش ودوريات شرطة إضافية خوفا من تعرض جموع المحتجين لهجوم من تنظيم داعش الذي يسيطر على مناطق في شمال وغرب العراق.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com