كوارث الأنفاق تشعل فتيل أزمة شعبية في قطاع غزة
كوارث الأنفاق تشعل فتيل أزمة شعبية في قطاع غزةكوارث الأنفاق تشعل فتيل أزمة شعبية في قطاع غزة

كوارث الأنفاق تشعل فتيل أزمة شعبية في قطاع غزة

تسود قطاع غزة حالة من الاستياء والغضب المكبوت وغير المعلن، عقب وفاة 7 شبان فلسطينيين، إثر انهيار نفق فوق رؤوسهم بفعل الأمطار الغزيرة التي سقطت خلال الأيام الماضية.

واعتبرت شريحة واسعة من الأهالي، أن تكرار تلك الحوادث فجعت الكثير من العائلات بأبنائها خاصة من كان منهم في مقتبل العمر، كالدفعة الأخيرة التي تراوح عمر معظم أفرادها بين العشرينات، بحسب مصادر محلية.

ويرى كثير من أهالي الضحايا الذين يفقدون أبناءهم في بواطن الأرض، أن القائمين على تلك الأنفاق يفتقرون لمعايير السلامة والأمان ويزجون بالشباب في عمليات حفر الأنفاق بغض النظر عن الظروف المحيطة، مؤكدين أن الأمطار كانت كفيلة بتشكيل مصدر خطر حقيقي على حياة من يتواجدون داخل الأنفاق.

ويشدد مراقبون على أن كافة الأنفاق الموجودة في قطاع غزة غير آمنة حاليا، وتتعرض لعمليات تقويض واسعة، سواء تلك التي في رفح جنوب القطاع ويتم إغراقها بمياه البحر من جانب الجيش المصري، أو التي في شمال قطاع غزة وشرقه والتي تداوم إسرائيل على اكتشافها وضخ الغازات السامة والمياه العادمة فيها أو قصفها بالطيران الحربي وتدميرها فوق من بداخلها.

وعلقت حركة حماس على وفاة 7 من عناصر جناحها المسلح، جراء الانهيار الأرضي الأخير الذي طال أحد الأنفاق، بأن مقاتليها التابعين لما يسمى "وحدة الإعداد"، كانوا في مهمة لترميم نفق قديم تضرر مؤخرا بفعل العوامل الجوية وسبق استخدامه في تنفيذ عدة عمليات في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، فيما نجا 4 شبان من عناصر الحركة، بحسب بيان لها وزعته الخميس.

واشتدت حدة الحرب الكلامية على إثر تلك الحادثة، بين حركتي فتح وحماس، عبر بيانات نشرتها الحركتان في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اتهمت "فتح" بالتفريط في أرواح الشباب الفلسطيني في غزة مقابل مكاسب مادية مؤقتة، فيما هاجمت "حماس" منافستها معتبرة أن تلك التصريحات تساهم في شق الصف الفلسطيني ولا تفيد إلا الاحتلال.

وقالت "فتح" عبر منشور في صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك: "جولة إعلامية جديدة الآن تُعد في أروقة شبكة حماس الإعلامية التي يقودها مجموعة من تجار الحروب ومن الذين لا يعرفون شيئا عن الحياة سوى دفن شبابهم بالرمال وطمس معاني العيش بحرب أو انتظار حرب جديدة غير مبالين لأي معادلة لها علاقة بالضحايا الجدد".

وأضافت الحركة: "ندرك جيدا حجم الوجع الذي ضاقت به حماس اليوم من جراء مسنا لما لا يريدون من مكاشفة لهذه المواضيع التي يريدونها غائبة عن الشارع الفلسطيني، محاولين خفض الصوت وطمس الحقيقة تماما كما طمست أبناءها في الرمال، وتحاول طمس غيرها من الحقائق التي لا تستطيع مواجهة الشارع بغزة وتذهب بغزة في كل مرة بحرب جديدة وقتل ودمار دون أدنى مرجعية سياسية تحقق من خلالها أمانا ليوم واحد".

في المقابل، ردت حماس في بيان لها بالتأكيد على أن بعض القادة المتنفذين في حركة فتح وأبواقها، تحاول النيل من دماء الشهداء الأبرار الذين يرسمون لفلسطين المستقبل الحر ويدفعون من دمائهم ثمن حرية شعبنا وعزته، على حد قولها.

واعتبرت "حماس" أن النيل من دماء الشهداء، انحراف خطير في العلاقات الوطنية ويمثل خروجا عن كل قواعد الإجماع الوطني، داعية "فتح" إلى التوقف عن هذا السلوك والخطاب المشين الذي لا يخدم سوى الاحتلال وأعداء الفلسطينيين، بحسب البيان.

في ذات الإطار، نقل موقع صحيفة "الرسالة" المقربة من حركة حماس، تصريحات لعضو المكتب السياسي للحركة الأسير المحرر روحي مشتهى، قال فيها: "مرحلة الإعداد للمعركة المقبلة لن تتوقف بارتقاء شهداء القسام السبعة، والمقاومة تعرف طريقها جيدا".

فيما نشر موقع "المجد الأمني"، المقرب من حماس، تحذيرات لأهالي القطاع جاء فيها: "نحذر أبنائنا في قطاع غزة من ذكر أي تفاصيل تتعلق بالمقاومة الفلسطينية وعمل وحدة الأنفاق وما شابه، وننوه إلى أنه يمنع ذكر أي تفاصيل تتعلق بعمل الشهداء السبعة المقاوم ما لم تتحدث به المقاومة بشكل رسمي، ويحظر نشر صور الشهداء السبعة في أماكن العمل المقاوم أو برفقة مقاومين آخرين حتى لو تم معالجتها".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com