حاليموف..من عميل أمريكي إلى  أبرز قادة تنظيم داعش
حاليموف..من عميل أمريكي إلى أبرز قادة تنظيم داعشحاليموف..من عميل أمريكي إلى أبرز قادة تنظيم داعش

حاليموف..من عميل أمريكي إلى أبرز قادة تنظيم داعش

نشرت صحيفة وول ستريت جورنال قصة غولمورد حاليموف الذي كان في يوم من الأيام يعمل في جهاز الأمن في طاجكستان، وحصل على تدريب في الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن ينضم إلى داعش.

وغادر حاليموف منزله في قريته الواقعة خارج العاصمة دوشنبيه في أبريل/نيسان الماضي، وأخبر أسرته أنه ذاهب في رحلة عمل روتينية، وبعد شهر، ظهر في أحد مقاطع الفيديو الدعائية لتنظيم داعش.

ووعد حاليموف الذي كان يرتدي الرداء الأسود للتنظيم ويحمل بندقية قنص أن ينقل الجهاد إلى مسقط رأسه في طاجكستان، وضد الأمريكيين الذين تدرب على أيديهم.

وقال حاليموف في مقطع الفيديو مخاطباً الأمريكيين بلكنة روسية:"ذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية ثلاث مرات، وشاهدت كيف تدربون المقاتلين ليصبحوا قادرين على قتل المسلمين".

وأضاف حاليموف وهو يشير إلى بندقيته: "إن شاء الله سأصل بهذا السلاح إلى مدنكم ومنازلكم لأقتلكم".

وفي الوقت الذي تعمل الولايات المتحدة على تعزيز حملتها العسكرية ضد تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق، من خلال نشر وحدات إضافية للعمليات الخاصة لملاحقة أفراد التنظيم، تأتي قصة حاليموف لتسلط الضوء على أشخاص حصلوا على تدريب عالي المستوى من قبل الحكومة الأمريكية ومن أموال دافعي الضرائب، قبل أن ينضموا إلى التنظيمات الإرهابية.

وكان حاليموف البالغ من العمر 40 عاماً قد  إنضم إلى وحدة "أمون" وهي وحدة خاصة تابعة لوزارة الداخلية في طاجكستان، وذلك بعد أن خضع لخمس دورات تدريبية في الولايات المتحدة وطاجكستان برعاية من وزارة الخارجية الأمريكية، وتدرب على مهارات الاستجابة للأزمات، والتفاوض بخصوص الرهائن، بالإضافة إلى تأمين الحماية في المناسبات الرسمية الخاصة.

وتدرج حاليموف في منصبه ليصل إلى رتبة قائد لوحدة مكافحة الإرهاب التي تستجيب للتهديدات الإرهابية في طاجكستان، ليتحول فيما بعد إلى أحد أفراد واحد من أهم التنظيمات الإرهابية في العالم.

ولم يكن العقيد السابق في الشرطة الطاجيكية الوحيد من دول الاتحاد السوفييتي السابق الذين انضموا إلى داعش، بعد أن حصلوا على تدريب في الولايات المتحدة، حيث يقاتل الضابط السابق في جورجيا طرخان باتيراشفيلي مع داعش تحت اسم عمر حسن الشيشاني، بعدما اكتسب مهارات قتالية عالية في الجيش الجورجي الممول من قبل الولايات المتحدة.

ويؤكد تحول حاليموف من شخص موثوق به من قبل الأمريكان، إلى طفل داعش المدلل، صعوبة تدريب قوات الأمن المحلية في أماكن مثل طاجكستان ، وهي جمهورية فقيرة تقع في آسيا الوسطى ويقطنها 8 ملايين نسمة على حدود أفغانستان.

وقبل سفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في التدريب، خضع العقيد حاليموف لفحص دقيق لخلفيته بحثاً عن أدلة محتملة لتورطه في انتهاكات لحقوق الإنسان، وذلك ضمن نظام دقيق يخضع له أي شخص يستفيد من التدريب العسكري في أمريكا، بالإضافة إلى الفحص الروتيني الذي يخضع له أي طالب لتأشيرة دخول الولايات المتحدة.

وأظهرت التحقيقات أن حاليموف يعيش حياة بسيطة في منزل ريفي صغير مكون من طابق واحد مع حديقة صغيرة، ووفقاً لشقيقه سلطان فقد كان شرطياً نزيها، وهو أمر نادر في بلد يستشري فيه الفساد بشكل كبير بين ضباط وأفراد الشرطة. وكان دائماً يقول لشقيقه: "إذا ارتكبت فعلاً مخالفاً للقانون لا تعتمد علي أبدا".

وتقول عائلة حاليموف إنه لم يظهر أي علامات للتطرف الديني قبل رحيله، ولا تزال كيفية وصوله إلى الشرق الأوسط للالتحاق بتنظيم داعش لغزاً حتى هذه اللحظة، لكن التنظيم يمتلك شبكة واسعة لتجنيد المقاتلين من جميع أنحاء أوروبا، وانضم إليه آلاف المقاتلين من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق.

ويقدر خودوبيردي كوليكنازار رئيس مركز البحوث الاستراتيجية الذي يعد جزءاً من إدارة الرئيس الطاجيكي علي رحمانوف عدد المقاتلين الطاجيك الذين التحقوا بداعش بحوالي 600 مقاتل، ومعظم هؤلاء المقاتلين تشربوا الفكر المتطرف من المساجد أثناء عملهم في معسكرات اللاجئين بروسيا.

ويضيف كوليكنازار: "كان النظام السوفييتي يمتلك أيديولجية مؤثرة، وبعد انهيار الاتحاد تبددت جميع هذه الأفكار مخلفة فراغاً كبيراً حاول الإسلاميون المتطرفون استغلاله".

ووفقاً لوكالة المخابرات المركزية، يعمل أكثر من مليون طاجيكي خارج البلاد، وخصوصاً في روسيا، ويرسل هؤلاء العمال تحويلات مالية ضخمة تشكل حوالي 50% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. ومع ذلك تشكو العمالة الطاجيكية من العنصرية ومضايقات الشرطة الروتينية في روسيا، والتي ينتج عنها تجنيد العديد من العمال لصالح داعش.

ويقول حاليموف في مقطع الفيديو الذي تصل مدته إلى حوالي 10 دقائق وتم بثه في مايو/أيار من العام الماضي: "لقد أصبحتم عبيداً للكفار، ويحب أن تكونوا عبيداً لله وحده".

وأشار سلطان شقيق حاليموف الذي عمل شخصياً في روسيا، إلى إن ضباط الشرطة الروس ينعتون الأمريكان بصفات سيئة، لكنه يحترم الأمريكان لأنهم يحترمون القانون، في حين أن الروس يعاملونه بشكل سيء عند السفر بمهمة عمل إلى روسيا.

ويقول المراقبون إن الحملة على المعارضة السياسية وخنق حرية التعبير الدينية ظاهرة عامة في دول آسيا الوسطى، مما يدفع الكثيرين للانضام إلى الجماعات المتطرفة.

وبالإضافة إلى تقلص هامش المنافسة السياسية في طاجكستان، وضعت الحكومة قيوداً مشددة على المسملين الملتزمين، ويقول السكان إن الحكومة تمنع إطلاق اللحية التي ترمز إلى التدين في البلاد.

ففي وسط سوق شاه منصور دوشانبي، قال الموردون والمشغلون لعربات اليد إن الإدارات حذرتهم بعدم إطلاق لحاهم، لأن هذا الأمر مخالف للقانون، وأشار سائق سيارة أجرة إلى إنه حصل على تنبيه من الشرطة بضرورة تقصير لحيته، وفي حال تكرار المخالفة يضطر المخالف على دفع مبلغ يعادل 6 دولار، بالإضافة إلى إرغامه على الذهاب إلى الحلاق لتقصير لحيته.

ويقول منتقدون للحكومة إنها تتبع سياسة تدمج بين التهديدات المتمثلة بداعش من جهة، وبين المعارضة السياسية من جهة أخرى، وذلك لتبرير حملات القمع التي تنفذها ضد المعارضة أمام الانتقادات الغربية. ويقول مراقب سياسي مستقل: "لقد بدأت حملات القمع ومن المستحيل أن تتوقف".

ولا تعرف عائلة حليموف أي شيء عن مكان تواجده وحالته الصحية، وفي نفس الوقت يتوقع شقيقه سلطان اتساع دائرة الحرب في الشرق الأوسط، بعد تدخل روسيا بتوجيه ضربات جوية داخل الأراضي السورية بحجة محاربة تنظيم داعش.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com