صورة تطيح بمدير التلفزيون التونسي
قررت رئاسة الحكومة التونسية، اليوم الأحد، إعفاء مدير عام التلفزيون العمومي الرسمي، مصطفى باللطيف، وتعيين رشاد يونس، مشرفاً على تسيير شؤون مؤسّسة التلفزيون الوطنيّ بالنيابة، دون ذكر الأسباب.
وكان مدير عام التلفزيون العمومي، أقال، يوم أمس، رئيس تحرير الأخبار، حمادي الغيداوي، نتيجة ارتكابه "خطأ مهنياً" في نشرة الأخبار، وذلك بتمرير تقرير حول اغتيال الراعي ذي الستة عشر عاماً، بقطع رأسه، بمنطقة جلمة من ولاية سيدي بوزيد، من طرف إرهابيين في جبل المغيلة.
وفي نشرة الأخبار، ظهر رأس الضحية في كيس بلاستيكي داخل ثلاجة العائلة، ما أثار غضب الرأي العام التونسي، الذي استنكر ذلك المشهد المريع.
واعتبر التلفزيون الرسمي التونسي، بث صورة مخلّة بكرامة الذات البشرية تتعلق بالطفل الراعي الشهيد بولاية سيدي بوزيد، "خطأً مهنياً فادحاً".
وندّدت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، بالحادثة، واعتبرتها "غريبة"، مشيرة إلى أنّها أعادت إلى الأذهان "تغطيتها السيئة لحادثة ذبح الجنود بجبل الشعانبي".
وأكدت النقابة في بلاغها، أنّ البرمجة والخط التحريري للقناة الرسمية، في مجال الأخبار "لم يرتق إلى التطور الذي شهده القطاع في مجال التعاطي الإعلامي مع الإرهاب.".
وأشار البلاغ إلى أنّ صحيفة "أخبار الجمهورية" "عمدت إلى بثّ ذات الصورة تحت عنوان مثير "حصري".
ودعت إلى "التحقيق في هذا الخطأ المهني الجسيم واتخاذ الإجراءات اللازمة"، مجددة الدعوة إلى "التزام اليقظة تجاه المعايير الأخلاقية لممارسة المهنة واحترام الذات البشرية وحرمتها الجسدية وعدم صب الماء في طاحونة الإرهاب".
وكانت مجموعة إرهابية قطعت رأس الراعي الشاب (16 عاماً) قبل يومين، قريباً من جبل المغيلة بولاية سيدي بوزيد، وأٍرسلته مع مرافقه إلى عائلته.
وقبل نحو شهر، تعرض أحد الرعاة إلى قطع رأسه من طرف إرهابيين، وترك مرافقة حيّاً ليعود إلى العائلة ويخبرها بما حصل.
