عائلات فلسطينية تغادر الخليل خوفا من اعتداءات المستوطنين
عائلات فلسطينية تغادر الخليل خوفا من اعتداءات المستوطنينعائلات فلسطينية تغادر الخليل خوفا من اعتداءات المستوطنين

عائلات فلسطينية تغادر الخليل خوفا من اعتداءات المستوطنين

الخليل- قال سكان وحقوقيون، إن عائلات فلسطينية تسكن وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية بدأت بالرحيل من مساكنها جراء "اعتداءات المستوطنين اليهود والإجراءات الأمنية الإسرائيلية".

وتسيطر السلطات الإسرائيلية على البلدة القديمة في الخليل، حيث يعيش نحو 400 مستوطن تحت حراسة 1500جندي إسرائيلي.

وتقول الباحثة الميدانية في مركز "المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة" (بيتسيلم) منال دعنا، إن خمس عائلات فلسطينية على الأقل رحلت من شارع الشهداء وحي تل الرميدة في الخليل بسبب "اعتداءات المستوطنين اليهود واستمرار وتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية".

وأضافت دعنا لـ"الأناضول" أن "البلدة القديمة في الخليل باتت خالية من المارة، السكان يخشون على أنفسهم وأبنائهم، منهم من رحل ومنهم من يفكر بالرحيل، يوميا نرصد اعتداءات، كل فلسطيني مستهدف، قد يقتل وقد يتعرض لعملية اعتداء في ساعات النهار والليل".

وتقول الباحثة: "تتعرض المنازل لمحاولة الاقتحام وبات الرجال لا يأمنون على أبنائهم الذهاب إلى مدارسهم يرافقونهم يوميا، المحال التجارية مغلقة، الناس لا يخرجون إلا للضرورة وبحذر شديد".

وبحسب الباحثة، فإن السلطات الإسرائيلية تمنع أي فلسطيني من دخول البلدة القديمة، لافتة إلى أنها وثقت أسماء السكان وتمنع سواهم من دخول الأحياء الفلسطينية التي تسيطر عليها.

وأضافت دعنا أن قوات من الجيش الإسرائيلي استولت على عدة منازل فلسطينية في البلدة القديمة منذ أيام، وحولتها إلى ثكنات عسكرية بدواعي أمنية وتحتجز السكان في غرفة واحدة وتستخدم المنزل نقطة عسكرية لأيام.

ويقول سكان محليون، إن نحو ألف فلسطيني اضطروا إلى الهجرة من المكان خلال السنوات الماضية، نتيجة "الاعتداءات اليومية من قبل المستوطنين والجيش"، كما أُغلقت أسواق كاملة وشوارع رئيسية حيوية.

ويشير عماد شمسية (47عاما) الذي يسكن في حي "تل الرميدة" الخاضع للسيطرة الإسرائيلية وسط تجمع للسكان اليهود، إلى أنه يبحث عن بيت خارج البلدة القديمة.

ويضيف شمسية: "سأرحل ولو بشكل مؤقت، يستحيل العيش بهذه الظروف".

وأردف قائلا: "كانت ليلة أمس ليلة عصيبة، عشنا تحت نيران المستوطنين وحصار الجيش الإسرائيلي، وأطلق مستوطنون يهود أمس ثلاثة رصاصات على منزلي وتم محاصرته ساعات عديدة، أطفالي السبعة عاشوا ليلة مرعبة، كنا ننتظر الموت".

وقال الرجل الأربعيني: "لا أخفي أني أفكر بالرحيل ولو مؤقتا لخارج البلدة القديمة، هناك خمسة عائلات تسكن في الحي رحلت، استمرار الوضع الراهن ينذر بإفراغ المدنية القديمة من سكانها كافة".

وكان مقر تجمع "شباب ضد الاستيطان" الواقع في حي تل الرميدة بالبلدة القديمة في الخليل، قد تعرض أمس إلى اقتحام قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، بحسب منسق التجمع عيسى عمرو.

وقال عمرو إنه "تم احتجاز المتطوعين في التجمع في غرفة واحد وتحول المقر إلى نقطة عسكرية، وتم الاستيلاء على كافة معدات المركز من كاميرات تصوير وأجهزة كمبيوتر".

وأضاف أن "الاحتلال يرى في التجمع الذي يوثق اعتداءاتهم واعتداءات المستوطنين خطرا حقيقيا على أمنه، يريدون إخفاء الحقيقة التي نكشفها".

ولفت عمرو إلى أن إسرائيل حولت البلدة القديمة الى مدينة أشباح، مضيفا أن "الناس باتت تخشى الموت كل يوم، يسعون إلى تهجير ما تبقى من سكان".

من جانبه، يقول مفيد الشرباتي (50عاما) الذي يسكن في شارع الشهداء، إنه يقيم في "سجن حقيقي بكل ما للكلمة من معنى".

وأضاف الشرباتي: "يُمارس بحقنا التنكيل اليومي، نخشى على أنفسنا، لا نخرج للشوارع، يتم قتل الشبان بدم بادر بحجج واهمة، يطلقون النار دون سبب".

وكان مجلس الوزراء الفلسطيني قد أطلق في جلسته الأسبوعية الثلاثاء الماضي، 20 مشروعا بقيمة 7ملايين دولار لدعم البلدة القديمة في الخليل و"تعزيز صمود السكان الفلسطينيين في مواجهة الاستيطان ومحاولة ترحيلهم".

ويفرض الجيش الإسرائيلي إجراءات أمنية مشددة في البلدة القديمة، حيث قتل 13 فلسطينيا فيها منذ بداية أكتوبر الماضي.

وأصيب، الجمعة الماضية، مستوطنين اثنين بجراح أحدهم بحالة خطيرة جراء إطلاق النار عليهم من قبل قناص فلسطيني في البلدة القديمة من الخليل بحسب مصادر إسرائيلية.

ومنذ الأول من أكتوبر الماضي، قتل عشرات الفلسطينيين وأصيب نحو ثمانية آلاف آخرين بجراح بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة، برصاص الجيش الإسرائيلي.

وتقول السلطات الإسرائيلية إنها قتلت عددا من الفلسطينيين بعد تنفيذ عمليات طعن ودهس إسرائيليين أو محاولة طعن.

وتدور مواجهات في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة منذ الأول من الشهر الماضي، بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية اندلعت بسبب إصرار يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى تحت حراسة قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com