التوتر يتفاقم في الخليل مع تصعيد الانتهاكات الإسرائيلية
التوتر يتفاقم في الخليل مع تصعيد الانتهاكات الإسرائيليةالتوتر يتفاقم في الخليل مع تصعيد الانتهاكات الإسرائيلية

التوتر يتفاقم في الخليل مع تصعيد الانتهاكات الإسرائيلية

الخليل- ازداد التوتر بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال في الخليل جنوب الضفة الغربية، بعد أن أغلقت إسرائيل، اليوم الثلاثاء، محطة الإذاعة الرئيسية، وحولت جزءاً من المدينة إلى منطقة عسكرية مغلقة.

وعند حاجز تفتيش محصن بشكل شديد يتحكم في الدخول إلى جزء من الخليل يعيش فيه كثير من اليهود، يتخذ جنود الاحتلال موقف التأهب لإطلاق النار وأصابعهم قرب الزناد، ويفحصون بدقة الفلسطينيين ومنهم أطفال مدارس يحملون حقائبهم المدرسية، ويردون البعض على أعقابهم.

وكان حاجز التفتيش -وهو سياج حديدي مرتفع بواباته دوارة ذات اتجاه واحد وله برج مراقبة محصن- مسرحاً لمظاهرات في الأيام الأخيرة، شهدت قيام فلسطينيين بإلقاء الحجارة والمقذوفات الحارقة والإطارات المشتعلة.

وعلى مقربة يبيع التجار الباذنجان والموز والفاكهة الأخرى والخضراوات وقد استعدوا لإغلاق أكشاكهم الخشبية سريعاً عند أول علامة على وقوع اضطرابات.

مشاعر الغضب التي تعزى في جانب منها إلى التوترات بشأن مجمع المسجد الأقصى في القدس وفي جانب آخر للإحساس بأن الجهود السلمية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لم تحقق شيئا أذكت العنف في أنحاء القدس الشرقية والضفة الغربية منذ أواخر أيلول/ سبتمر والتركيز الآن على الخليل.

وفي تلك الفترة قتل 11 إسرائيليا في حوادث طعن بسكاكين وإطلاق الرصاص وهجمات أخرى. واستشهد 67 فلسطينياً، أغلبهم أطفال مراهقين.

وينحدر 25 من الشهداء الفلسطينيين، من مدينة الخليل، وبعضهم قتل رمياً بالرصاص قرب حاجز التفتيش. وكان الجنود عند الحاجز هدفاً عدة مرات لهجمات بسكاكين.

وحينما تفجَّر العنف وُصِفت معظم الهجمات التي نُفِّذت بأنها "هجمات منفردة" دون علامة على تنسيق بين الفصائل السياسية الفلسطينية كما كان الحال في الانتفاضات فيما مضى.

ولكن في الآونة الأخيرة تغيَّر هذا الوضع على الأقل فيما يتصل بمظاهرات إلقاء الحجارة في أنحاء الضفة الغربية مع حشد الفصائل السياسية المشاركين من الجامعات المحلية. وكان الحال كذلك في الخليل حيث تتمتع حركة حماس بوضع قوي.

وقال سكان محليون إن "محطة الإذاعة التي أغلقتها إسرائيل كانت تنقل رسائل تشجع الناس على المشاركة في المظاهرات"، لكنهم استدركوا بالقول إن "هذا أمر معتاد" ووصفوا المحطة بأنها "ليبرالية". وقال أحدهم "إنها تذيع الكثير من المقطوعات الموسيقية وهي الإذاعة المفضلة للجميع".

وقال الجيش الإسرائيلي إن "المحطة تمتدح الهجمات على الإسرائيليين".

مدينة مقسمة

كانت الخليل منذ وقت طويل مصدراً للتوتر بين اليهود والمسلمين وفي قلب المدينة موقع مقدس بين أتباع الديانتين، ويعرف باسم كهف الأنبياء عند اليهود وعند المسلمين باسم الحرم الإبراهيمي.

وقال يعقوب سلطان -وهو إسرائيلي عمره 21 عاماً ولد في مستوطنة في الخليل- إنه "لن برحل أبداً. ولديه وظيفة هي توصيل الأطعمة السريعة في أنحاء الحي الصغير المغلق. ويقول إن "الفلسطينيين يلقون عليه حجارة لكن ذلك لن يردعه.. نحن اليهود سنبقى هنا دائماً ولن نرحل أبدا".

وعلى الجانب الآخر من حاجز التفتيش، حيث تتناثر الحجارة وقطع الزجاج المكسور على الأرض وتنتشر الرسوم على الجدران قائلة "قاطعوا إسرائيل" و"الصهيونية =العنصرية"، يبدو أن عيسى عمرو -وهو فلسطيني من نشطاء حقوق الإنسان- غير مقتنع بأن المستوطنين سيبقون إلى الأبد.

ويقول إن "المستوطنين مجموعة هامشية متعصبة تورط كثير من أفرادها في أعمال عنف ضد الفلسطينيين. ومع أنهم يلقون تأييداً في الوقت الحالي فإنه يرى أن هذا التأييد سيتبدد في نهاية المطاف".

ويضيف مشيراً إلى حاجز التفتيش، "لا يمكنهم إبقاء الاحتلال بدون الفصل العنصري ويمكنك رؤية أنه فصل عنصري.. لا يمكن الإبقاء على هذا الوضع خاصة في عالم يتم فيه تسجيل كل شيء عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي"، مؤكدا أنه "في غضون أربع سنوات أو خمس سيرحل المستوطنون".

مساعدات

وفي سياق متصل، أقرت الحكومة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، مجموعة من القرارات لمساعدة سكان البلدة القديمة في الخليل.

وقالت الحكومة في بيان لها عقب جلستها الأسبوعية التي عقدتها في الخليل إنها "قررت صرف مساعدة مالية بقيمة 100 دولار شهرياً لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد تقدم إلى ألف و50 عائلة من المقيمين في البلدة القديمة وفي المناطق المحاطة بالمستوطنات في صورة قسائم لشراء مواد غذائية".

وأضافت الحكومة أنها قررت "تأسيس صندوق خاص لدعم البلدة القديمة تساهم فيه الحكومة بمبلغ 100 ألف دولار ويتكفل القطاع الخاص بمبلغ مماثل أو أكثر وإقامة مؤسسة استهلاكية تبيع المنتوجات الوطنية بأسعار مخفضة".

وتابعت "أن صمود شعبنا في مدينة الخليل دفع الحكومة الإسرائيلية إلى حملة انتقام أدت خلال الهبة الشعبية إلى استشهاد 29 شهيدة وشهيد من أبناء المحافظة رووا بدمائهم الزكية تراب فلسطين".

وجددت الحكومة الفلسطينية رفضها "لسياسة الابتزاز والشروط الأسرائيلية لتسليم جثامين الشهداء." ويقول مراقبون فلسطينيون إن إسرائيل لا تزال لديها 21 جثة.

ودعت الحكومة في بيانها "مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة إلى "إلزام إسرائيل بإزالة البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة، وفتح شارع الشهداء، وتمكين وقوات الأمن الفلسطيني من الانتشار في المنطقة لتوفير الحماية للمواطنين من اعتداءات وجرائم المستوطنين".

وبموجب اتفاقية الخليل التي وقعت في عام 1997 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، قسمت المدينة إلى قسمين أحدهما خاضع للسيطرة الكاملة للأجهزة الأمنية الفلسطينية والآخر خاضع للسيطرة الإسرائيلية، ويسكن فيه ما يقرب من 500 مستوطن وسط 40 ألف فلسطيني هم سكان البلدة القديمة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com