وفاة أحمد الجلبي.. مهندس الغزو الأمريكي للعراق
وفاة أحمد الجلبي.. مهندس الغزو الأمريكي للعراقوفاة أحمد الجلبي.. مهندس الغزو الأمريكي للعراق

وفاة أحمد الجلبي.. مهندس الغزو الأمريكي للعراق

بغداد - توفي أحمد الجلبي - السياسي العراقي الذي أقنع واشنطن بغزو العراق في عام 2003 بمعلومات غير ذات مصداقية عن القدرات العسكرية لصدام حسين - اليوم الثلاثاء على أثر اصابته بأزمة قلبية فيما يبدو.

وقال هيثم الجبوري أمين اللجنة المالية في البرلمان التي كان يرأسها الجلبي ان المرافقين له عثروا عليه ميتا في سريره بمنزله في بغداد.

وقال نبأ عاجل في التلفزيون الحكومي العراقي ان سبب الوفاة أزمة قلبية.

وصعد نجم الجلبي وهو شيعي علماني كزعيم للمؤتمر الوطني العراقي في المنفى آنذاك الذي لعب دورا رئيسيا في تشجيع الادارة الامريكية للرئيس السابق جورج بوش على غزو العراق والاطاحة بصدام.

وقال رئيس الوزراء السابق إياد علاوي انه يوجد بعض الناس الذين سيتذكرونه بشكل جيد لكن للامانة هناك آخرين لم يحبوا سياساته أو يرغبون فيها.

وأضاف انه رغم ذلك فان العراق فقد رجلا كان له اسهام مهم والتزامات مهمة نحو الامة وحاول ان يقدم ما في امكانه لهذا البلد.

ولد الجلبي عام 1944 لاسرة ثرية في بغداد وعاد الى العراق بعد فترة قصيرة من سقوط صدام متوجا سنوات من العمل في الخارج لاقناع واشنطن بالاطاحة بالرجل الذي حكم العراق بقبضة حديدية على مدى عشرات السنين.

ونجح في نهاية الامر في أعقاب هجمات 11 سبتمبر ايلول باقناع الولايات المتحدة بأن صدام له صلة بتنظيم القاعدة وان لديه أسلحة دمار شامل وثبت في وقت لاحق انها لا تستند الى اساس.

وبعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق كان يشاهد كثيرا في بغداد محاطا بعشرات الحراس الشخصيين حيث أقام علاقات مع شخصيات سياسية ورجال دين أقوياء.

وبعد ان كان ينظر اليه في واشنطن على انه الزعيم الذي يفضلونه للعراق في المستقبل فقد التأييد بين داعميه وسط اتهامات بأنه نقل معلومات الى خصم واشنطن اللدود ايران.

وقال مثال الالوسي وهو برلماني علماني ان الجلبي سلك جميع الطرق لتحقيق هدف كان يؤمن به وهو الاطاحة "بالنظام القمعي" لصدام وبناء دولة مدنية. وقال انه سلك كل الطرق الممكنة سواء كانت مقبولة أم لا.

وكلف الجلبي بعد ذلك بقيادة عملية تطهير حزب البعث الذي كان يتزعمه صدام في اجراء ثبت انه باهظ التكاليف.

واستغل تنظيم القاعدة الفراغ الامني الذي تلى ذلك وفجر حربا أهلية طائفية بهجمات على غالبية السكان الشيعة مما دفع العراق نحو الفوضى لسنوات عديدة.

وفي مرحلة ما طرح اسم الجلبي كمرشح لمنصب رئيس الوزراء بعد ان تمكن بمهارة من الابحار في السياسة العراقية العبثية وكون تحالفات مع معظم القوى القوية آنذاك.

لكنه لم يتمكن قط من الصعود الى قمة السياسة العراقية التي تدفعها عوامل طائفية. وخلافه مع حلفائه الامريكيين أضر بفرصه لتزعم العراق.

وقال الالوسي ان الجميع كانوا ضده واتهموه بأنه عميل لكنهم جميعا تقربوا منه سرا وسعوا اليه ليكون جسرا بينهم وبين الامريكيين.

كانت مسيرة الجلبي متقلبة. كان مصرفيا كبيرا سابقا وأدانته محكمة في الاردن بالاختلاس وحكم عليه غيابيا بالسجن لفترة تزيد على 20 عاما.

لكن سمعته التي لوثت لم تكبح طموحاته أبدا.

وقال مساعد مقرب منه لرويترز إن الجلبي في الشهور الاخيرة كان يعمل في تحقيق في مزاعم عن مخالفات في تعاملات مصرفية في العراق.

وكان يجري بانتظام مناقشات بشأن العراق مع أكاديميين ومؤيدين سياسيين واصدقاء وصحفيين كانوا يتجمعون في منزله.

ووصفه السياسي البارز موفق الربيعي الذي قال ان الجلبي كان في صحة جيدة عندما التقوا معه آخر مرة في مطلع الاسبوع بأنه شخص شديد الذكاء.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com