مصر.. "سوق الجمال" ببرقاش عالم ساحر  (صور)
مصر.. "سوق الجمال" ببرقاش عالم ساحر (صور)مصر.. "سوق الجمال" ببرقاش عالم ساحر (صور)

مصر.. "سوق الجمال" ببرقاش عالم ساحر (صور)

"برقاش" أشهر سوق للجمال في الجيزة، على مساحة 25 فدان، لحظة الدخول عبر بوابته تشعر بأنك في عالم آخر، ربما يعود بك إلى سنوات أو عقود مضت، حيث تمتزج صفرة رمال الصحراء بصفرة وبر الإبل، في مظهر جمالي خلاب، ولكنه عالم يعكس كل متغيرات وسمات السوق الحالي.


وإن كان الوصول إليه يستلزم التحرك في طرق ملتوية نصف ممهدة، تظهر عقب مغادرة الكتل الخرسانية التي تحاصر أطراف العاصمة.


وللإبل مكانة شديدة الخصوصية عند العرب، وهو ما عبر عنه النويري عام (721 هجرية) في كتابه "نهاية الأرب في فنون الأدب" حينما قال: "لم يخلق الله تعالى نعمًا خير من الإبل، إن حملت أثقلت، وإن سارت أبعدت، وإن جلست أورت وإن نحرت أشبعت"، وأظن أنه لو كان النويري قد رأي سوق الجمال المصري والنشاط والحركة به خلال موسم عيد الأضحى المبارك، لاستلهم منه أضعاف ما كتب.


ويروي صبري الحاج، أحد أشهر وأكبر تجار الجمال بهذا السوق التاريخي لـ"إرم" في رحلتها المصورة، داخل سوق "برقاش" قصة وصول الجمال إلى السوق من السودان، عبر رحلة طويلة تقطعها الإبل كعادتها في صبر وهدوء شديدين، فيقول: "يضم السوق الجمال البلدية والمستوردة وأغلبها يأتي من شمال السودان، قاطعة رحلة طويلة تمتد إلى 1600 كيلو متر عبر الصحراء في نفس الطرق التي سلكتها القوافل منذ مئات بل آلاف السنين لتحط في سوق "برقاش".


ويوضح التاجر الشهير، أن السوق يضم كافة أنواع الجمال كـ"البيشاري، الدنقلاوي، الزمكلي، الألعناني والعنافي" وغيرها من أنواع الجمال، فكلها موجودة بالسوق تباع وتشترى، مضيفًا أن حجم تداول الجمال بالسوق حوالي 10 آلاف رأس في الشهر، وهو ما يرتفع خلال موسم عيد الأضحى المبارك، إلى 15 ألف رأس معظمها مستورد من السودان، والباقي من دول عربية أخرى كأثيوبيا والصومال.


ويؤكد سلامة المصري، التاجر الأقدم ببرقاش، أنه يعمل بالسوق منذ أن كان مقره بقرية البراجيل، حيث تم نقل السوق إلى برقاش عام 1995، مضيفًا أن العمل مستمر بالسوق 24 ساعة يوميًا، لكن الذروة تكون في أيام الجمعة، وخلال موسم عيد الأضحى المبارك، حيث يعد السوق المكان الأمثل للحصول على أفضل الأنواع بأفضل الأسعار، فجميع أنواع الجمال موجودة مع تنوع كبير في الأسعار يوافق كافة الأغراض.


ويشير، إلى أن السوق شهد رواجًا خلال السنوات الأخيرة، بفضل ارتفاع سعر اللحوم البتلو والضأن، ليقبل المواطنون على شراء اللحوم الجملي باعتبارها أرخص في الأسعار، مضيفا وهو يبتسم: "أزمة أسعار اللحوم رفعت حجم الإقبال على السوق، وكما يقول المثل: "مصائب قوم عند قوم فوائده"، موضحًا أن سعر كيلو اللحم الجملي لا يتجاوز 40 جنيه في حين يتجاوز سحر اللحوم الأخرى حاجز الـ 100 جنيه، بالإضافة إلى ظهور أمراض الحمى القلاعية، وأنفلونزا الطيور، وهي أمراض وأوبئة بعيدة عن الجمال التي تتربى بطرق طبيعية وفي بيئة نظيفة تجعلها بعيدة تمامًا عن التعرض لمثل هذه الأوبئة، وهو ما زاد من ثقة الناس وإقبالها على اللحم الجملي.


ويضم السوق أيضًا جمال السباق والحمولة، فهو ليس مخصصًا فقط للحوم الجمال، وهو ما يوضحه محمد عبدالهادي، التاجر الشاب الذي ورث المهنة أبًا عن جد، ويقول: "يتراوح سعر الجمال المعدة للذبح والأكل بين 7 و9 آلاف جنيه حسب الحجم والوزن والعمر، فيما يفضل البدو شراء الجمال الصغيرة لتربيتها بأنفسهم واستخدامها في أغراض النقل والسفر عبر الصحراء".
وأضاف، أن البدو يشترون أيضًا جمال يستخدمونها في السبق كسباق "الهجن" الأكبر والأشهر في مصر والمنطقة العربية، والذي يقام كل عام في نويبع جنوب البحر الأحمر ويشارك به مصريين وعرب بجمال معدة مخصوص لهذا الغرض، ويتجاوز سعرها حاجز الـ 10 آلاف جنيه، كل حسب عمره وقوته وسرعته في العدو.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com