مصر.. رشاوي "الزراعة" تدفع الدولة العميقة لدفع الفواتير العكسية‎
مصر.. رشاوي "الزراعة" تدفع الدولة العميقة لدفع الفواتير العكسية‎مصر.. رشاوي "الزراعة" تدفع الدولة العميقة لدفع الفواتير العكسية‎

مصر.. رشاوي "الزراعة" تدفع الدولة العميقة لدفع الفواتير العكسية‎

يبدو أن فضيحة رشاوي وزارة الزراعة في مصر، التي وُصفت بأنها "ذرة رمل" في بحر من الفساد، وذلك بحسب مراقبين مصريين، ستفتح ملفات الدولة العميقة المرتبطه بالفساد، التي توورثت منذ أكثر من 50 عاماً، على الرغم من تعاقب الأنظمة، ولكن جاء الكشف عن الملف الأخير كبداية أولية لدولة يوصف بها الفساد بعبارة: "وصل للركب"، بمعنى أنه متحكم ومسيطر، ومواجهته بمثابة مهمة انتحارية.

وأشار مراقبون إلى أن الدولة العميقة ارتبطت في المقام الأول خلال العشرين عاماً الأخيرة، بالحزب الوطني المنحل الذي لم يكن منبراً حزبياً بقدر ما كان أرضية للفساد داخل المؤسسات الحكومية والمحليات، مروراً بالبرلمان بغرفتيه مجلسي الشعب والشورى في الماضي.

وأوضحوا أن قضية رشاوي وزارة الزراعة أبرزت أمثلة من هذه الدولة عبر أبرز المتورطين في الوقت الحالي، حيث كانوا محسوبين على الحزب الوطني، وكانت قيادات بارزة فيها، بداية من وزير الزراعة المستقيل صلاح هلال الذي تم القبض عليه على ذمة القضية، إلى محمد فودة الوسيط في هذه الرشوة، مساعد الوزير، محيي قدح، أيمن رفعت الجميل.

وكان وزير الزراعة أمينًا للتثقيف بالحزب الوطني بالقليوبية قبل ثورة 25 يناير، وكان مساعده "قدح" عضوًا بأمانة الشباب بالحزب الوطني المنحل، أما "فودة" فكان من القيادات البارزة بالحزب في محافظة الغربية، وأيضًا "الجميل" الذي كان قياديًا بارزًا بالحزب في محافظة دمياط.

وفي الوقت الذي قالت فيه مصادر مطلعة، إن هناك العديد من المتهمين على ذمة القضية في الوقت الحالي ستتم ملاحقتهم في الفترة المقبلة مع استمرار سير التحقيقات، من المنتمين إلى الحزب الوطني المنحل، وأكد مراقبون أن من تصدروا القضية - وهم، الوزير، فودة، قدح، أيمن الجميل - هم شريحة متأخرة في الترتيب بلغة الشارع السياسي داخل الحزب المنحل الذي مازال حاضرا عبر أشخاص على الرغم من نهاية وجوده كمؤسسة سياسية بحكم القضاء.

وأشاروا إلى أن المواجهة الحالية بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وفلول الحزب الوطني ستأخذ شكلاً شرسًا في الفترة المقبلة بعد أن أعلن "السيسي" الحرب على الفساد، ما سيجعل هذه التكتلات تعمل على افتعال المشاكل والأزمات وتضييق الخناق على "السيسي" لإفشال تجربته في مواجهة الفساد.

ولفت مراقبون إلى أن كل يوم يمر في حكم "السيسي" يأتي بتنفيذ أحد الأمور التي أعلن عنها في حملته الانتخابية، مشيرين إلى أن فلول "الوطني" قاموا بدعم "السيسي" في الشارع من خلال الدعاية الانتخابية التي رد عليها "السيسي" وقتها بأنه عندما يصل إلى كرسي الحكم، لن يعطي لأحد شيئًا مقابل هذا الدعم، لأنه لا يمتلك شيئًا حتى يعطيه، ووضح ذلك عندما قال في أحد البرامج التلفزيونية وقت حملته الانتخابية: "أنا محدش يعرف ياخد مني حاجة وكمان أنا مش معايا أديك منين"، وهي العبارة الشهيرة التي تسببت في حملة سخرية منه، ولكنها بدأت تنفذ على أرض الواقع".

وتابع مراقبون بالقول: إن "السيسي" يواجه ما قامت به تجمعات الدولة العميقة الممثلة للحزب الوطني من مساندة أو دعم خلال الدعاية الانتخابية بدفع الفواتير، ولكن بشكل عكسي، ليتضح الأمر لمثل هذه الشخصيات، بأنه يترك الحبل - بلغة الشارع - للفاسدين أو الطامحين لاستغلال موارد الدولة لمصالح خاصة، ليقوموا بخنق أنفسهم بهذا الحبل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com