القوميون الأتراك يزاودون على أردوغان في محاربة طموحات الأكراد
القوميون الأتراك يزاودون على أردوغان في محاربة طموحات الأكرادالقوميون الأتراك يزاودون على أردوغان في محاربة طموحات الأكراد

القوميون الأتراك يزاودون على أردوغان في محاربة طموحات الأكراد

لم يخفِ حزب الحركة القومية اليميني المعارض منذ الانتخابات النيابية التي جرت يوم 7 حزيران/يونيو الماضي امتعاضه من وصول الأكراد إلى المجلس الوطني الكبير (البرلمان التركي).

وكرر مسؤولو الحزب، الذي حاز على 80 مقعداً في البرلمان، في أكثر من مناسبة، عدم تفاؤلهم بقيام ائتلاف حكومي، في ظل وجود الأكراد في البرلمان.

ونجح حزب ديمقراطية الشعوب الكردي، المقرب من حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) من تجاوز عقبة الـ 10% الانتخابية، التي ابتدعها الانقلاب العسكري عام 1980، ووضعها جنرالات الجيش خصيصاً لمنع الأقليات من الدخول للبرلمان، ككتلٍ سياسية، ليحصل الحزب على 13% من الأصوات، ويكون بذلك أول حزب كردي يدخل البرلمان ككتلة سياسية في تاريخ تركيا.

وأكد مسؤولون في حزب الحركة القومية، أن قيادة الحزب تفضل اللجوء إلى انتخابات مبكرة، في حال عدم التوصل إلى تفاهم بين حزب العدالة والتنمية، وحزب الشعب الجمهوري، لتشكيل الحكومة الائتلافية.

وقالت صحيفة موالية للحكومة، اليوم الإثنين، إن "الحركة القومية" لا يمانع فتح باب المفاوضات مع حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية، في حال إعلانه قبول شروط الحركة القومية، بالتخلي عن فكرة عملية السلام والمصالحة الوطنية، التي يعتبرها حزب الحركة القومية "إهانة لسيادة الدولة".

وانطلقت عملية السلام الداخلي، عام 2012، بإشراف مباشر من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بصفته الوظيفية آنذاك، كرئيس للوزراء، لتبدأ جولات من المفاوضات، مع الزعيم الكردي، عبد الله أوجلان، المحكوم بالمؤبد منذ 15 عاماً، في محبسه الإنفرادي، في جزيرة إميرالي، في بحر مرمرة، ونجحت نسبياً في وقف العنف وإعلان هدنةٍ هشة، شهدت بعض الخروقات.

إلا أن الهدنة انهارت عقب تفجير سروج، يوم 20 تموز/يوليو الماضي، وتصاعد التوتر، لتقع هجمات يومية من قبل "الكردستاني" على مفارز ومخافر تابعة للجيش والشرطة، راح ضحيتها العشرات من ضباط وجنود الجيش وعناصر الشرطة، بالتزامن مع قصفٍ يومي تشنه القوات الجوية التركية على مواقع الحزب، الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون، على أنه "منظمة إرهابية" في حين يراه الكثير من الأكراد، مدافعاً عن قضاياهم، ومطالباً بحقوقهم.

ويبدو أن تصريحات القوميين الأخيرة؛ في قبول التفاوض مع الحزب الحاكم (عدو الأمس) تأتي بعد إعلان الحكومة، الحرب على حزب العمال الكردستاني، بعد تفجير سروج الدامي، جنوب البلاد، بالتزامن مع ضرب مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد (داعش) المتهم بتنفيذ التفجير.

وقوبل التحرك العسكري ضد معسكرات حزب العمال الكردستاني، شمال إقليم كردستان العراق، باستحسان من حزب الحركة القومية.

وسبق أن صرح زعيم الحزب، دولت بهجلي، يوم 18 تموز/يوليو الماضي، أن حزبه يفضل التوجه إلى انتخابات مبكرة، بدلاً من دعم حكومة أقلية.

ويقود رئيس الوزراء التركي، وزعيم حزب العدالة والتنمية، أحمد داوود أوغلو، المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، منذ أواخر تموز/يوليو الماضي، سلسلة مفاوضات مع حزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض، لبحث تشكيل الحكومة الائتلافية.

ويجتمع وفدا الحزبَين، اليوم الإثنين، لرسم ملامح المرحلة الأخيرة من المفاوضات التمهيدية، وتشكيل حكومة ائتلافية، في حال نجاحها.

وتأتي مساعي تشكيل الحكومة، في ظل اتهامات يوجهها معارضون، لأردوغان، بممارسة ضغوطات لدفع البلاد إلى انتخابات مبكرة، عله ينجح بتحويل نسبة من الناخبين الأتراك للتصويت للحزب الحاكم -الذي يدعمه- ليتمكن من الانفراد بالحكم مجدداً، وتغيير الدستور، وتحويل البلاد إلى نظام رئاسي، يمنح أردوغان مزيداً من السُّلطات، ويجعله أول رئيس تنفيذي لتركيا.

يُذكر إن الدستور التركي، يخوّل رئيس الدولة، إجراء انتخابات مبكرة، في حال فشل مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية، أو حكومة أقلية، خلال مهلة أقصاها يوم 23 آب/أغسطس الجاري.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com