مكائد الإخوان المسلمين في وسائل الإعلام المصرية
مكائد الإخوان المسلمين في وسائل الإعلام المصريةمكائد الإخوان المسلمين في وسائل الإعلام المصرية

مكائد الإخوان المسلمين في وسائل الإعلام المصرية

القاهرة ـ عندما يستند الخطاب السياسي على الأيديولوجية والتحيزات الشعبية، فمن الضروري اللجوء إلى وسائل الإعلام من أجل فهم الواقع، على الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين تشكو من تحيز وسائل الإعلام المصرية المملوكة للدولة والخاصة، لصالح الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ويرى عدد من خبراء الإعلام في مصر، أن أداء وسائل الإعلام الموالية للإخوان المسلمين التي أُنشئت في أعقاب تنحي الرئيس حسني مبارك في 2011، تتحمل مسؤولية خسائر الإخوان وقت الحكم، كما أنها وراء تزايد الفوضى العامة في مصر، حيث أحاطت الإخوان نفسها بالكثير من الصحف والقنوات الفضائية والأنشطة ووسائل الإعلام الاجتماعية، وكانت كل مؤسسة موالية للإخوان تهتف للرئيس مرسي ولقادة المنظمة.

ومع صعود محمد مرسي إلى السلطة في يونيو عام 2012، أصبح جهاز إعلام الإخوان عدوانياً جداً ضد من يعارض مرسي أو حزب الحرية والعدالة، حيث كانت الإخوان تزعم أن وسائل الإعلام تتآمر ضد مرسي، ولكن الحقيقة أن الجماعة فشلت في تسويق نفسها إعلامياً أمام الشعب، حيث كشفت القنوات المعارضة خداع للخطاب الإخواني، وفي النهاية تم إسقاط مرسي.

يقول د.سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام في جامعة القاهرة "سابقا": "إن 5 ديسمبر 2012، كانت لحظة فاصلة في تاريخ الإخوان، حيث اندلعت اشتباكات أمام القصر الرئاسي، بعد قيام ميليشيات الإخوان بمهاجمة المعارضين المعتصمين خارج أسوار القصر، حيث بررت وسائل إعلام الإخوان فض الاعتصام بعيداً عن أجهزة الأمن أو مؤسسات الدولة، رغم مقتل أحد عشر شخصاً وإصابة المئات".

ويضيف: "إن وسائل الإعلام المعارضة سوّقت الحدث بأن الإخوان تحرّض على العنف، وتقع عليهم نفس المسؤولية الجنائية التي يحاكم عليها حسني مبارك وهي قتل المتظاهرين، وبالتالي كانت الجماعة أمام لحظة فاصلة في تاريخ بقائها في الحكم، حيث عرف المصريون أن الإخوان لم تعد جماعة دعوية ترفع شعار (نحمل الخير لمصر)، ولكنها بدّلت الشعار إلى (إما الحكم أو القتل)، لكن هذا الوصف لم يستمر كثيراً، وعملت الجماعة على إظهار ضعفها أمام وسائل الإعلام الدولية، وهو ما أظهر الانحياز التام في هذه المؤسسات نحو الإخوان".

على الرغم من جرأة وسائل إعلام جماعة الإخوان وقت وجودها في السلطة، كان أداؤها بعد الإطاحة بمرسي أكثر كارثية، حسب ما يصف د. ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامي،وأضاف: "رغم قيام الحكومة بإغلاق قنوات الإخوان بعد عزل مرسي، مثل مصر 25 وبعض القنوات الموالية أبرزها الناس والرحمة، لكن ظهرت قنوات أكثر تشدداً مثل قناة رابعة، الشرعية، مكملين، وتعتبر شريكا في جرائم الفوضى والقتل والتدمير التي تقع بين الحين والآخر، بسب المحتوى الموجّه التي تبثه هذه القنوات على مدار اليوم".

وتابع: "هذه القنوات قامت بسلسلة من الحملات منذ فض اعتصام رابعة العدوية في أغسطس عام 2013، والمدهش أن تقرير هيومن رايتس ووتش حول كيفية فض الاعتصام استند على صور وفيديوهات من قنوات الإخوان، ولذلك وصف التقرير ما حدث بأنها أخطر حادثة قتل جماعي في التاريخ المصري الحديث، حيث تجاهلت المنظمة شهداء الشرطة وتحذير قوات الأمن المتواجدين بضرورة إخلاء المكان قبل فض الاعتصام، لكن الواقع يؤكد أن الجماعة صنعت الكثير من المكائد نحو السلطة الحالية، ونجحت في التأثير على الرأي العام الإقليمي والعالمي".

وفي الإطار نفسه توضح د. نرمين خضر أستاذ الإعلام الدولي بجامعة القاهرة، أن وسائل الإعلام التابعة للإخوان اختارت أن تصوّر الجماعة وأعضاءها كضحية، وتتساءل، ما هو المبرر الإسلامي وراء ترك الآلاف من الرجال والنساء والأطفال في ساحة رابعة؟.. إن الفائدة هي المتاجرة بدماء الشهداء في وسائل الإعلام.

وأضافت: " الإخوان وحلفاؤها مارسوا ضغوطاً على وسائل الإعلام الخاصة وعلى المؤسسات الإعلامية التي تديرها الدولة لتكون تحت جناح السلطة، نظراً لأن الجماعة كانت تريد من وسائل الإعلام الحكومية والخاصة الخنوع لتعليمات المرشد".

وزادت"إن الجماعة اكتسبت النفوذ على السياسة الإعلامية من خلال التعيينات، كما أوقفت بث عدد من القنوات الفضائية، في حين تمت مصادرة بعض الصحف التي كانت تهاجم الإخوان، ومنذ تنحي مبارك في فبراير 2011، كانت الجماعة تتهم باستمرار وسائل الإعلام بأنها تتبنى موقفاً عدائياً تجاهها، حتى أن المكائد وتصيّد الأخطاء كانت على أشدها بين الطرفين، ولهذا السبب تم تعيين صلاح عبد المقصود عضو جماعة الإخوان، وزيراً للإعلام في محاولة لانتزاع السيطرة على وسائل الإعلام الرسمية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com