logo
العالم العربي

هل دفع حزب الله ثمن "جهله" بقدرات الذكاء الاصطناعي؟

هل دفع حزب الله ثمن "جهله" بقدرات الذكاء الاصطناعي؟
نقل جرحى هجوم "البيجر" من عناصر حزب اللهالمصدر: رويترز
01 أكتوبر 2024، 5:43 م

قال خبير عسكري إن الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله وقع ضحية "استخفافه أو جهله" بالتطورات التي حصلت في العالم، في السنوات الأخيرة، لجهة النقلة التكنولوجية الهائلة فيما يتعلق بالحروب، إذ كان يعتقد أن ما جرى في حرب 2006 يمكن أن يتكرر اليوم، ولم يعلم أن إسرائيل استخلصت العبر من حرب 2006.

وأضاف الخبير الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن إسرائيل تحضر لهذه الحرب منذ عام 2006 ولديها هدف واحد وواضح، وهو شل قدرة حزب الله على الحركة والفعل والقدرة على إلحاق الضرر بها، ويبدو أن الهدف يتطور يوميًّا إلى مرحلة القضاء المبرم على الحزب، وكل الميليشيات التي تشكل خطرًا على إسرائيل، ودائمًا باستخدام عصارة التكنولوجيا. 

ويلفت إلى أن هذا التوجه الإسرائيلي، ظهر بشكل جلي، عبر عمليات تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي التي سببت "عمى" في أوساط الحزب، ثم تواصلت من خلال استهداف رؤوس الحزب وقادة كل المفاصل المهمة فيه وصولًا إلى حسن نصرالله. 

أخبار ذات علاقة

خبراء: التفوق الاستخباري الإسرائيلي سيحسم الحرب مع "حزب الله" (فيديو)

 

 ويعرب المصدر عن اعتقاده بأن "انكشاف مكان نصرالله، تم بطريقة غير تقليدية، أي عبر المراقبة الجوية المستمرة على مدار الساعة، لعدد كبير من عناصر وقادة حزب الله، وتخزين صورهم على مدار أشهر وسنوات، ومعالجتها، وبالتالي عملية تمييز الوجوه بالذكاء الاصطناعي، والتي يبدو أن إسرائيل استخدمتها كثيرًا في حرب الاغتيالات في غزة ولبنان.

ومن هنا، يخلص الخبير، إلى أنه "حتى لو لم يكن نصرالله مكشوفًا أو مصوَّرًا سابقًا، فإن وجود مساعديه ومرافقيه الذين كانوا برفقته، - والتي أكدها نائب نصرالله نعيم قاسم- ساعد الإسرائيليين على تمييز وجوههم ومعرفة مكان وجوده". 

ويشير المصدر إلى فيديو جرى تداوله خلال الأيام القليلة الماضية، لموقع المقر المركزي لحزب الله الذي قصفته إسرائيل في الـ27 من سبتمبر/أيلول وهو في حارة حريك في الضاحية الجنوبية، والذي لقي نصرالله وبعض قادة الحزب مصرعهم فيه.

الفيديو يُظهر بوضوح - وفقًا للمصدر - بناءً من بضع طبقات تحت الأرض (بالمقارنة مع مستوى الشارع) باستخدام كتل خرسانية عملاقة. بناء هذا المقر، الممتد تحت عدة أبنية، والذي يستخدم شبكة من المداخل أو الأنفاق، استغرق فترة غير قصيرة بعد حرب 2006. وهذه العمليات - خصوصًا الحفريات الهائلة- كانت كافية للفت الانتباه. وكلها جرت تحت الشمس. ولو لم تلفت الانتباه آنذاك، فستكون ظهرت خلال مراجعة تطبيقات الذكاء الاصطناعي الإسرائيلية (مثل Gospel) لصور الأقمار الصناعية التي التقطت خلال السنوات الماضية. 

ويتابع: موقع ومحيط المقر في حارة حريك - المعقل التاريخي لـ"حزب الله" - يجعله في رأس قائمة المواقع التي ستراقبها إسرائيل استباقيًّا، وخلال أي مواجهة مع "حزب الله". وهذه المراقبة تشمل بطبيعة الحال مراقبة كل مداخل الأنفاق المؤدية إليه. ما يبقى هو أن ترصد إسرائيل وصول القيادات إليه، اللبنانية والإيرانية منها، عبر تمييز وجوههم أو تمييز وجوه مرافقيهم المعروفين (عبر تطبيق Lavender الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي). وهذا ما تكفلت به القدرات الجوية المختلفة.

ويلفت الخبير إلى أنه "في الأيام السابقة لضرب المقر رصدت بالعين طائرات مسيرة إسرائيلية تحلق فوق بيروت". 

ويرى الخبير العسكري أن "حزب الله" لم يبذل في الحقيقة جهدًا كبيرًا لإخفاء تحركات كوادره. وحتى قبل ساعات من استهداف المقر الرئيس، أجريت مراسم تشييع في الضاحية الجنوبية لأحد القياديين، بما في ذلك استخدام موكب وفرقة موسيقية وحضور بعض القادة. حصل هذا دون اكتراث للمراقبة الإسرائيلية. وهذا طبعًا مثّل خدمة إضافية لإسرائيل. 

وخلص المصدر إلى أن زعيم حزب الله دفع ثمن بقائه في عام 2006، فراكم الصواريخ وحذر من الجواسيس، بدل أن يراكم العلم، ويعتمد على التكنولوجيا، بينما قفزت إسرائيل قفزة هائلة في الزمن منذ ذلك الحين، فاستطاعت التفوق تكنولوجيًّا ثمًّ استخباراتيًّا، وغيرت مفهوم الحرب التقليدية لتدشن أولى حروب المستقبل، وفقًا للخبير.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC