الجيش اللبناني يعلن مقتل اثنين من جنوده في استهداف اسرائيلي لأحد مراكزه
طالب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، اليوم الخميس، المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإلزامها بوقف فوري لإطلاق النار على كل الجبهات وإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة، ووقف "الحرب القذرة"، على حد تعبيره.
وقال ميقاتي، في كلمته خلال اجتماع لمجلس الأمن، في نيويورك، إن ذلك يتطلب "حلاً جدياً يقوم على تضافر جهود جميع أعضاء المجلس"، مرحباً بالمبادرة الأمريكية الفرنسية المدعومة أوروبياً وعربياً، لإرساء وقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان.
وشدد ميقاتي في كلمته، التي أوردتها الوكالة الوطنية للإعلام، على أن "العبرة تبقى في التطبيق عبر التزام إسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية"، مطالباً في الوقت نفسه بـ"وضع نهاية لهذه الحرب القذرة"، على حد تعبيره.
وأكد أن "لبنان اليوم ضحية عدوان إلكتروني، سيبراني، جوي وبحري، وقد يتحول إلى عدوان بري، بل إلى مسرح لحرب إقليمية واسعة"، مضيفاً: "ما نشهده اليوم هو تصعيد غير مسبوق، مع اللجوء إلى وسائل وآليات جديدة، لا سيما الإلكترونية لإلحاق الأذى بأبناء شعبي".
وتساءل: "من يضمن عدم حصول اعتداءات كهذا على دول أخرى إذا لم تُتّخذ إجراءات رادعة وعقابية حاسمة بحق المعتدي؟"، مطالباً "بالعمل الجاد والفوري لضمان انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة، ووقف الانتهاكات التي تتكرر يومياً".
وأكد ميقاتي "ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل فوري؛ لأن تداعيات ما يجري هناك تنعكس بشكل مباشر على الوضع في لبنان والمنطقة وهي لن تقف عند حدوده، وإنما قد تشمل كل الشرق الأوسط إن لم يتم معالجتها بالسرعة الممكنة، حسب قوله".
وشدد على أن "الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة تقوض كل جهود الاستقرار، وتعرض المنطقة كلها لخطر الانفجار في أي لحظة"، وفق تعبيره.
ورداً على سؤال من وكالة "رويترز" عما إذا كان من الممكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار قريباً، قال ميقاتي: "نعم نأمل ذلك".
ودعت أمريكا وفرنسا وعدد من الحلفاء، الأربعاء، إلى وقف فوري لإطلاق النار، لمدة 21 يوماً، على الحدود بين إسرائيل ولبنان، كما عبّرت عن دعمها لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعد مناقشات مكثفة في الأمم المتحدة.
وجاء في بيان مشترك للدول، أصدره البيت الأبيض: "ندعو جميع الأطراف، بما في ذلك حكومتا إسرائيل ولبنان، إلى الموافقة على وقف إطلاق النار المؤقت فوراً".
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن وقف إطلاق النار سيسري على "الخط الأزرق" بين إسرائيل ولبنان، بما يشير إلى الحدود بينهما، وسيسمح للطرفين بالتفاوض للتوصل لحل دبلوماسي.
ورحبت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، اليوم الخميس، بالدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً لإتاحة الفرصة لنجاح المساعي الدبلوماسية.
من جهتها، نقلت شبكة "سي أن أن" عن مسؤول أمريكي قوله إن "مقترح وقف إطلاق النار في لبنان جهد شامل لمنع توسع الصراع إلى حرب إقليمية"، وعبّر مسؤولون آخرون عن أملهم في "أن يؤدي وقف إطلاق النار في لبنان إلى الدفع باتفاق وقف إطلاق النار في غزة".
ونقلت "رويترز" عن مسؤول كبير في البيت الأبيض قوله إن "واشنطن كانت على مدى الأشهر القليلة الماضية تتواصل مع المسؤولين في إسرائيل ولبنان لخفض الأعمال القتالية".
وقال: "أجرينا هذه المناقشات على مدى فترة طويلة"، مضيفاً أن "واشنطن وحلفاءها يهدفون إلى تحويل هذه المناقشات إلى اتفاق أوسع خلال فترة وقف إطلاق النار التي تستمر 21 يوماً".
وأشار المسؤول إلى أن "بايدن ركز على مسعى التوصل لوقف إطلاق النار في كل محادثة تقريباً أجراها مع زعماء العالم" في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع.
وأضاف المسؤول أنه "بناء على مناقشات مع الإسرائيليين واللبنانيين، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها شعروا أن هذا هو الوقت المناسب للدعوة إلى وقف إطلاق النار".