غارتان إسرائيليتان على بلدتيْ "الخيام" و"دبين" جنوبي لبنان

logo
العالم العربي

خبراء: مقتل نصر الله لا يعني حربا شاملة والأمر يتوقف على "الرد الإيراني"

خبراء: مقتل نصر الله لا يعني حربا شاملة والأمر يتوقف على "الرد الإيراني"
الضاحية الجنوبية في بيروتالمصدر: رويترز
29 سبتمبر 2024، 12:26 ص

بعد مقتل الأمين العام لميليشيا حزب الله، حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية، تتصاعد وتيرة الحديث حول إمكانية توسع دائرة الحرب في المنطقة.

وفيما يتعلق بشكل الرد الإيراني المتوقع، سواء أكان مباشرًا أم عبر أذرعها في المنطقة، استطلعت "إرم نيوز" آراء عدد من المحللين والخبراء في الشأن السياسي والاستراتيجي والعسكري.

أخبار ذات علاقة

إيران تعلن مقتل قائد بالحرس الثوري في ضربة الضاحية

وأجمع الخبراء على أن شبح وقوع المنطقة في حرب واسعة لا يزال قائمًا، ولكنه احتمال ضعيف نظرًا لعدم قدرة إيران على الانخراط في حرب شاملة لا تصب موازين القوى فيها لصالحها.

واستبعد الخبير الاستراتيجي، الدكتور عامر السبايلة، وقوع حرب شاملة في المنطقة عقب مقتل نصر الله، قائلاً إن مناخات الحرب الشاملة كانت تهويلية، لأن إسرائيل تقوم بعمليات محددة ضد تنظيمات وليس دولًا.

وأضاف السبايلة لـ "إرم نيوز" أن سكوت إيران وعدم قدرتها على الرد كانا سببًا في تواصل العمليات الإسرائيلية ونوعيتها، وبالتالي فإن الحديث عن الحرب الشاملة هو مصطلح تهويلي، حيث تقوم إسرائيل بعمليات ممنهجة تنتقل فيها من جبهة لأخرى.

ووفق السبايلة، فإن الإدارة الأمريكية متوافقة تمامًا مع هذا الأسلوب الذي تنتهجه إسرائيل في تبديد الخطر القادم من الجبهات المتعددة. ولكن في اللحظة التي تعتقد فيها إسرائيل أن جبهة إيران يجب التعامل معها بنفس الطريقة، فقد نشهد انتقالًا مباشرًا لجبهة إيران وبنفس الأسلوب الذي اتبعته إسرائيل من عمليات نوعية.

إيران لن ترد وإسرائيل حذرة

من جانبه، قال الخبير والمحلل العسكري، العميد المتقاعد من الجيش الأردني ضيف الله الدبوبي، إن إيران لن تقوم بأي عمل عسكري ضد إسرائيل، وكان ذلك واضحًا منذ سكوتها على اغتيال إسماعيل هنية على أراضيها، وما تبعه من اغتيال لأبرز القيادات العسكرية في حزب الله. وهذا السكوت أدى في النهاية إلى مقتل نصر الله.

وأضاف الدبوبي لـ "إرم نيوز" أنه من المتوقع أن تلجأ إسرائيل خلال الأيام القليلة المقبلة إلى التهدئة مؤقتًا لامتصاص غضب جماهير وكوادر حزب الله، لكنها ستواصل عملياتها العسكرية حتى الوصول إلى نهر الليطاني، وإبعاد مقاتلي حزب الله، وخاصة قوات الرضوان. حيث إن تجاوز إسرائيل أراضي ما بعد الليطاني سيكون خطوة غير محسوبة، وقد تمثل مقبرة لإسرائيل.

وتابع الدبوبي بالقول: "لا أتوقع أي رد إيراني مؤثر في الجانب العسكري، حيث إن موازين القوى ليست في مصلحتها، وإيران معنية بالحفاظ على مشروعها النووي وعدم توجيه أي عمليات ضد قياداتها، مثلما فعلت إسرائيل بحق قيادات حماس وحزب الله. فهي تدرك أن طهران في مرمى النيران الإسرائيلية وأن مفاعلها النووي ليس محصنًا عن الاستهداف".

إعادة صياغة الخطاب السياسي

من جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي رياض منصور، إن إيران تلقت ضربة قوية بمقتل نصر الله، وهذه الحادثة ستسهم في إعادة صياغة الخطاب السياسي والدبلوماسي لطهران في الأيام المقبلة، نتيجة للضربات المتتالية التي تلقتها.

فهي لم تخسر نصر الله فقط في الضربات الإسرائيلية الأخيرة، بل فقدت عدة قادة، منهم قائد ملف لبنان في فيلق القدس، وأعضاء آخرين في الفيلق المسؤول عن الملف السوري، بالإضافة إلى عقول وقيادات في الصف الأول والثاني بحزب الله.

وأضاف منصور لـ "إرم نيوز": "لا أعتقد أن إيران قادرة على خوض مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وليس من مصلحتها أن تنجرّ لمخططات نتنياهو بسحبها نحو هاوية الحرب الشاملة. فهي تدرك أن إسرائيل ليست وحيدة، بل مدعومة بمعدات ومقاتلات أمريكية منتشرة في أكثر من دولة في الإقليم".

وفي هذا السياق، يقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، فيصل الرفوع، إن مقتل نصر الله لن يغيّر من معادلة السياسة الإيرانية، التي تقوم على التناقض بين الخطاب والواقع، على حد وصفه، مبينًا: "سوف نرى مزيدًا من الشعارات والخطابات الرنانة".

إيران تواصل التخلي عن حلفائها

وأوضح الرفوع لـ "إرم نيوز": "لا أستغرب ما جرى، حيث إن حزب الله مخترق أمنيًا. وما تفجير أجهزة البيجر إلا خير دليل على ذلك. وعلى الذين يراهنون على الرد الإيراني المزلزل أن يراجعوا حساباتهم، فطهران لم تحرك ساكنًا بعد اغتيال إسماعيل هنية على أرضها، وهي عملية في العرف والقانون الدولي تشكل انتهاكًا صارخًا لأراضيها. ومع ذلك، اكتفت بالوعيد والتهديد".

فيما يقول عضو البرلمان الأردني الأسبق، جعفر الربابعة: "لقد تحدثنا عبر "إرم نيوز" في الأيام القليلة الماضية بأن إيران تقدم مصالحها على أي اعتبار. ومقتل حسن نصر الله دليل واضح على ذلك، ولا نتوقع ردة فعل كبيرة من طهران على مقتله. طالما قلنا إن إيران ستترك حلفاءها بلا غطاء".

ويتساءل الربابعة بالقول: "ماذا نفهم من حديث الرئيس الإيراني قبل أيام عن أن بلاده راغبة في خفض التوتر والتصعيد مع إسرائيل؟ ألم يكن هذا الحديث مقدمة لكي تواصل إسرائيل عملياتها، والتي أفضت مؤخرًا إلى مقتل نصر الله؟ أليس هذا نوعًا من التفاهم والتنسيق غير المباشر؟".

ووفق الربابعة، فإن إيران تواصل التخلي عن حلفائها خشية على مشروعها النووي، الذي أصبح مهددًا بشكل كبير في ظل التطورات الجارية، والتي تشير إلى تنسيق أمريكي إسرائيلي مستمر. وأضاف أن طهران، مثلما تركت غزة في مواجهة التوحش الإسرائيلي، سوف تترك حزب الله وتكتفي بحرب الشعارات.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC