"الغارة الغامضة".. لماذا لم يتبنَّ أحد استهداف "إسكوبار" السوري؟

"الغارة الغامضة".. لماذا لم يتبنَّ أحد استهداف "إسكوبار" السوري؟

عندما نفَّذ طيران حربي "مجهول"، غارة على الجنوب السوري فجر الاثنين، ثارت تكهنات حول هوية الدولة المنفذة للعملية، لكن دون يقين.

ولم تتبنَّ أي دولة، الغارة الجوية التي استهدفت منزل مرعي الرمثان أحد أبرز تجار المواد المخدرة في الجنوب السوري، وأدت لمقتله وزوجته وأطفاله.

وكان الرمثان يلقب بـ"بابلو إسكوبار" الجنوب السوري، في تشبيه بتاجر المخدرات الكولومبي الشهير.

الأحد الماضي أي قبل الغارة الجوية بيوم أعلن الجيش الأردني عن إحباط محاولتين للتسلل وتهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن.

إلّا أن وكالة "رويترز"، نقلت عن مصادر محلية ومن المخابرات قولها، إن "الأردن نفَّذ ضربتين جويتين نادرتين الاثنين على جنوب سوريا حيث أصاب مصنع مخدرات مرتبطًا بإيران وقتل مهربًا يُزعم أنه كان وراء عمليات تهريب كبرى عبر الحدود بين البلدين".

وأضافت الوكالة أن "إحدى الضربتين أصابت مصنع مخدرات مهجورًا في محافظة درعا بجنوب سوريا مرتبطًا بجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والمتحالفة مع الحكومة السورية".

وتسببت الضربة الثانية على قرية الشعاب في محافظة السويداء المجاورة بالقرب من الحدود الأردنية في مقتل مهرب المخدرات السوري البارز مرعي الرمثان وأفراد أسرته في أثناء تواجدهم بالمنزل، بحسب "رويترز".

وكانت محكمة أمن الدولة في الأردن (محكمة عسكرية)، أصدرت حكمًا بحق الرمثان في وقت سابق، قبل إمهاله 10 أيام لتسليم نفسه للسلطات الأردنية، في تموز/ يوليو الماضي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن "الرمثان يعد من أبرز تجار المخدرات في المنطقة والمسؤول الأول عن تهريبها إلى الأردن من قرية الشعاب الحدودية، وهو مرتبط بشكل رئيس بقيادات من حزب الله اللبناني".

الأردن لا يؤكد

ولم يؤكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ما إذا كانت عمّان نفَّذت هذه الضربة فعلًا، وذلك بعد أيام من حديث أكد فيه استعداد بلاده لتنفيذ عمل عسكري داخل سوريا للتصدي لتهريب المخدرات.

ويعد الأردن، من أكثر الدول المحيطة بسوريا تأثرًا بتهريب المخدرات.

والأحد الماضي، أي قبل الغارة الجوية بيوم، أعلن الجيش الأردني عن إحباط محاولتين للتسلل وتهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن.

ولدى سؤال الصفدي، خلال مؤتمر صحفي مساء الاثنين في عمّان، رفض تأكيد أن بلاده نفَّذت الغارة الجوية.

وقال: "عندما نتخذ أي خطوة لحماية أمننا الوطني ومواجهة أي تهديد له سنعلنها في الوقت المناسب".

"أردنية على الأرجح"

ورجَّح الخبير العسكري الأردني اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار، أن تكون مقاتلات أردنية نفَّذت الضربة التي استهدفت الرمثان.

وقال لـ"إرم نيوز"، إن "الاحتمال الأكبر أن الضربة أردنية".

ولفت أبو نوار- الطيار السابق بسلاح الجو الأردني- إلى أن "تنفيذ العملية، قد يكون جرى من داخل الأردن، لتجنب خرق السيادة السورية، ولكن بتنسيق بين عمّان ودمشق".

ورأى أن عمّان استخدمت "الدبلوماسية المدعومة بالقوة"، وذلك عبر عقد اجتماع تشاوري حول سوريا الأسبوع الماضي، ومن ثم تنفيذ هذه العملية.

وكان وزراء خارجية الأردن والسعودية والعراق ومصر وسوريا، عقدوا اجتماعًا تشاوريًّا في عمّان، الأسبوع الماضي، تبعه عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

وتوقع أبو نوار، أن يتبنى الأردن العملية في المستقبل، لكن "هناك اعتبارات سياسية ودبلوماسية وعسكرية، تحول دون ذلك حاليًّا".

"الغارة الغامضة".. لماذا لم يتبنَّ أحد استهداف "إسكوبار" السوري؟
مقتل المسؤول الأول عن تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن

"فخ الإعلان"

ورأى المحلل السياسي الأردني عامر السبايلة، أن الهدف من عدم تبني الضربة الجوية "ناتج عن الرغبة في تحقيق إنجاز مباشر وخلق حالة من الفوضى"، لدى مهربي المخدرات.

وقال السبايلة لـ"إرم نيوز"، إن "هذه الحرب على المخدرات، تكتيكية وليست مباشرة أو معلنة".

وأضاف أن الهدف "تحقيق إنجازات تكتيكية على الأرض، وضرب أهداف مهمة، وليس الوقوع في فخ الإعلان".

ورأى السبايلة أن العملية حدثت بالتوافق بين الأطراف المعنية كافة.

ولفت إلى أن قرب بدء الولايات المتحدة تطبيق قانون مكافحة الكبتاغون، قد يدفعها إلى "الدخول في عمليات ضد تجارة المخدرات بالمنطقة".

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن وقّع على قانون "مكافحة الكبتاغون"، بعد إقراره من قبل الكونغرس، بانتظار بدء تطبيقه.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com