الرئيس الإيراني: إسرائيل تتصرف بهذه الطريقة لأنها تعلم أن أمريكا والاتحاد الأوروبي يقفان وراءها

logo
العالم العربي

بعد "نفاد صبر" أعضائه.. ما خيارات مجلس الأمن بشأن الهدنة في غزة؟

بعد "نفاد صبر" أعضائه.. ما خيارات مجلس الأمن بشأن الهدنة في غزة؟
جانب من الدمار الذي تسببت به إسرائيل في غزةالمصدر: رويترز
04 سبتمبر 2024، 6:14 م

أثارت تصريحات مبعوث سلوفينيا لدى الأمم المتحدة، رئيس مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي، صامويل زبوجار، يوم أمس الثلاثاء، حول نفاد صبر أعضاء مجلس الأمن من تعثر مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، تساؤلات حول خيارات المجلس المقبلة.

 ونقلت وكالة "رويترز"، عن زبوجار قوله إن "هناك قلقا متزايدا في المجلس إزاء ضرورة التحرك بشكل أو آخر، إما أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، وإما أن يدرس المجلس ما يمكن فعله لتحقيق وقف إطلاق النار".

وردًا على سؤال حول  الإجراء الذي يمكن لمجلس الأمن اتخاذه، إذا لم يُنفّذ قريبًا قرار مجلس الأمن رقم 2735، قال زبوجار إن "هناك العديد من الأدوات الموجودة تحت تصرف المجلس".

أخبار ذات علاقة

رئاسة مجلس الأمن: صبر الأعضاء "ينفد" بشأن غزة وهناك إجراء قريب

 

واستطرد قائلًا: "لكن بداية.. أعتقد أن الأمر يتطلب تأكيد أننا يجب أن نمضي قدمًا من القرار 2735، لأن المجلس كان ينتظر طوال الأشهر الثلاثة الماضية تنفيذه".

وفي يونيو/حزيران الماضي، تبنى مجلس الأمن القرار رقم 2735، الذي أيد خطة من 3 مراحل طرحها الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع، لكن جهود الوساطة، التي تقودها الولايات المتحدة ومصر وقطر، لم تسفر بعد عن اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس.

فرض عقوبات

وحول خيارات مجلس الأمن حال فشل التوصل لاتفاق هدنة، أوضح أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، الدكتور حسن المومني، أن مجلس الأمن يمتلك صلاحيات واسعة لوقف إطلاق النار في غزة، لكن اللجوء إليها مشروط بتوفر الإرادة لدى الدول الأعضاء، لا سيما الخمسة الدائمين.

وأضاف المومني، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه إذا رأى مجلس الأمن أن الحرب، أيًا كانت، باتت تهدد الأمن والسلم الدوليين، فإن لديه خيارات اللجوء إلى تطبيق الفصلين السادس والسابع من ميثاق الأمم المتحدة، موضحًا أن الفصل السادس يتعلق بحل المنازعات حلًا سلميًا، من خلال الوساطة، وهو الدور الذي تضطلع به حاليًا الولايات المتحدة ومصر وقطر.

أما الفصل السابع، فإنه يتعلق باتخاذ قرار ملزم بوقف إطلاق النار، مع فرض عقوبات على أي طرف من طرفي الصراع لا يلتزم بذلك، وفق الدكتور المومني.

وبين أن هذا القرار يتطلب موافقة 9 أعضاء في مجلس الأمن، بما فيهم الخمسة الدائمون، الذين يمتلكون حق النقض "فيتو"، الأمر الذي لا يعتقد المومني حدوثه، في ظل الانقسام داخل المجلس.

ولفت إلى احتمالية إبرام اتفاق يطرح مسألة القوات متعددة الجنسيات، أو نشر قوات فلسطينية مدربة أمريكيًا، في محور فيلادلفيا، في ظل تعنت طرفي النزاع بشأن السيطرة عليه.

وتراوح محادثات الهدنة مكانها منذ أشهر، بسبب خلافات بشأن الوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، الفاصل بين قطاع غزة ومصر، على وجه الخصوص.

أخبار ذات علاقة

صحيفة: الوساطة الأمريكية لوقف حرب غزة في "منعطف حرج"

 

فشل أممي

 من جانبه، قال أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، الدكتور وليد أبو دلبوح، إن مجلس الأمن الدولي لم يخدم أزليًا القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الأمم المتحدة أخفقت باحتواء الحرب على غزة، في ظل وجود الفيتو الأمريكي واللوبي الصهيوني الغربي.

واستبعد أبو دلبوح، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "يعول أي عاقل على الأمم المتحدة، بقدر ما أن القوة العسكرية على الأرض هي التي ستسير دفة المفاوضات".

وأوضح أن "صمود حركة حماس في وجه الجيش الإسرائيلي، المدعوم أمريكيًا، هو الذي أجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على الانخراط بالمفاوضات، ولو شكليًا، مع الأخذ بالاعتبار ضغط أهالي الرهائن في الداخل الإسرائيلي لإبرام الصفقة".

وأكد أن مكانة طرفي الصراع على أرض المعركة، هي التي ستحدد إطار الاتفاق، لا سيما في ظل انعدام أي دور عسكري لمجلس الأمن.

ولم يستبعد أبو دلبوح أن يكون هناك دور أممي رسمي في محور فيلادلفيا بعد انتهاء إبرام الاتفاق وسط انعدام أي دور عسكري لمجلس الأمن.

وتابع: "قد يكون هناك دور أممي رسمي في محور فيلادلفيا، ولكن بعد إبرام اتفاق الهدنة"، لافتًا إلى أن نشر قوات دولية في هذا المحور قد يكون أكبر تنازل تقدمه حركة حماس، في ظل صمود المقاومة على الأرض.

متغيرات على الأرض

وقال أبو دلبوح إن المرحلة الحالية تتسم بكثير من التعقيدات، وترتهن إلى متغيرات يومية على أرض المعركة، لافتًا إلى أن اختفاء بعض المتغيرات أخيرا، كالتردد الإيراني في الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، واكتفاء ميليشيا حزب الله بالضربة الأخيرة للرد على اغتيال قائدها العسكري فؤاد شكر، ترك لحركة حماس القول الفصل في إبرام الاتفاق، أمام القوة العسكرية الإسرائيلية.

ومع استمرار قتل الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، قال أبو دلبوح إن ضغط الشارع الإسرائيلي لإبرام صفقة تفرج عن الرهائن، ينعكس سلبًا على الحكومة الإسرائيلية، وليس على مجلس الأمن، ما يترك القرار أمام نتنياهو للامتثال لإرادة شعبه، أو القبول باستمرار قتل الرهائن.

جلسة طارئة

ومطلع سبتمبر/أيلول الجاري، ذكرت "القناة 12" الإسرائيلية أن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، طالب مجلس الأمن بجلسة طارئة لبحث وضع المحتجزين في قطاع غزة، بالتزامن مع بدء الإسرائيليين إضرابًا عامًا تضامنًا مع ذوي المحتجزين في غزة، ورفضًا لعرقلة نتنياهو إبرام صفقة.

وأخيرا، انتشلت إسرائيل جثث 6 رهائن من نفق في جنوبي قطاع غزة، ما أثار احتجاجات ودعوات للإضراب في إسرائيل بسبب الفشل في إنقاذهم.

وقال الجيش إن جثث هيرش جولدبرج بولين، وهو إسرائيلي أمريكي، وكرمل جات، وعيدن يروشالمي، وألكسندر لوبنوف، وألموج ساروسي، وأوري دانينو أعيدت إلى إسرائيل.

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن واشنطن تخطط لتقديم مقترح اتفاق نهائي لوقف الحرب في قطاع غزة، لافتين إلى مشاورات مع الدوحة والقاهرة بشأن ملامح الاتفاق.

ورجحت هيئة البث العبرية، اليوم الأربعاء، أن ينشر الوسطاء يوم الجمعة المقبل، مقترح "حل وسط" للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل أسرى.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC