كيف ستوظف إسرائيل المساعدات العسكرية الأمريكية في حربها ضد حماس؟
تأمل إسرائيل أن تصلها المساعدات العسكرية الأمريكية، التي تقدر بقرابة 14 مليار دولار، بأسرع وقت ممكن، كي تتمكن من مواصلة الحرب في غزة، دون أن تُستنزَف، وتحسبًا من التصعيد على جبهات أخرى، دون أن تعاني نقصًا في المعدات والذخائر.
المساعدات الأمريكية غير المسبوقة لن تصل بصورة سيولة مالية، إنما ستستفيد منها شركات عسكرية بعينها سواء في إسرائيل أو الولايات المتحدة، فضلًا عن قسم سيذهب إلى مستشارين عسكريين وخبراء استخباريين.
الدفاع الجوي
وبحسب تقرير لصحيفة "معاريف" نشرته اليوم الثلاثاء، ستركز المساعدات العسكرية الأمريكية غير المسبوقة على تعزيز أنظمة الدفاع الجوي المضادة للصواريخ، ويُضخ قسم كبير منها باتجاه تصنيع المزيد من وحدات الإطلاق الخاصة بنظام "القبة الحديدية"، فضلًا عن الصواريخ الاعتراضية المستخدمة من طراز "تامير".
وتستهدف الخطوة نشر المزيد من وحدات نظام "القبة الحديدية" المضاد للصواريخ والمقذوفات قصيرة المدى، فضلًا عن المُسيَّرات، بنسبة الضعفين مقارنة بما هو حاصل حتى الآن، وسط حديث عن مضاعفة المخصصات المالية الأمريكية على تطوير تلك المنظومة التي تُصنَّعها بشكل مشترك مع إسرائيل.
ووفق الصحيفة "يُجرى الحديث عن توفير مخصصات مالية لتصنيع 100 وحدة جديدة لنظام القبة الحديدية (خطوة مستقبلية)، وما لا يقل عن 14 ألف صاروخ جديد من طراز تامر"، هذا من جانب.
الصحيفة أشارت إلى إن الحديث يجري عن إدخال 25 بطارية صواريخ جديدة إلى الخدمة، لكنها نقلت عن خبراء أنه "في حال استخدم الجيش البطاريات الجديدة بدلًا من تلك التي تعمل حاليًّا، فهذا الأمر يعني أن شيئّا جديدًا لم يحدث"، أي أنهم يطالبون بدمج البطاريات الجديدة والقديمة في الساحة وعدم التخلي عن المستخدمة حاليًّا.
وفي المجمل، تبلغ قيمة المخصصات المالية التي ستُضَخ في تجاه تعويض القسم المستهلك من وحدات "القبة الحديدية" وصواريخ "تامير"، إضافة إلى نظام "مقلاع داود" الدفاعي، قرابة 4 مليارات دولار، وفق "معاريف".
وفيما يتعلق بمبلغ الـ 4 مليارات دولار هذا، أوضحت الصحيفة أن وزارة الدفاع الأمريكية وافقت على تخصيص 3 مليارات لـ "القبة الحديدية"، ومليار واحد مخصص لنظام "مقلاع داود".
وفي الوقت ذاته، أكدت الصحيفة أن 3 مليارات دولار من بين المساعدات ستوجَّه لخط تصنيع الوحدات الجديدة (مستقبلًا) من نظام "القبة الحديدية"، مشيرة إلى أن هذا المبلغ يعادل كل ما صادق عليه الكونغرس الأمريكي بشأن تصنيع هذا النظام منذ عام 2010.
وسوف ينفق المليار دولار المخصص لنظام "مقلاع دواود" على شراء ما لا يقل عن 650 صاروخ "Stunner"، والمعدات الأخرى التي تحتاجها المنظومة، والتي تشارك في تصنيعها شركة RTX الأمريكية.
من المستفيد ؟
وذكرت الصحيفة أن كلًا من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وكذلك وزارة الدفاع الإسرائيلية، رفضتا الإدلاء بتفاصيل عن طبيعة السلاح الذي يفترض أن يصل إلى الجيش الإسرائيلي. لكنها حصلت على معلومات بأن حزمة المساعدات ستصب في النهاية لمصلحة شركتي أنظمة رفائيل الدفاعية المتقدمة (إسرائيل) وعملاق صناعة الدفاعات الجوية "RTX Corp" (أمريكا)؛ إذ ستباشر الشركتان تصنيع أجزاء الصواريخ.
مخصصات الأسرى والاستشارات
الصحيفة رصدت حجم طلبات الإنفاق على أنظمة الدفاع الصاروخي، والذي ورد في رسالة "الطلب الطارئ" التي قدمها البيت الأبيض، وخلصت إلى أن ما ورد في الطلب وكذلك حجم الإنفاق يؤشران على أن هدف واشنطن من هذا النوع من الصواريخ هو حماية المراكز السكنية الإسرائيلية ضد الصواريخ القادمة من قطاع غزة ولبنان.
وأوضحت أن تعزيز الدفاعات الصاروخية، وهو جزء فقط من المساعدات البالغة 14 مليار دولار، ستستفيد منها شركات مثل "بوينغ" الأمريكية، فضلًا عن الشركتين المذكورتين، أضف إلى ذلك أن جزءًا من المساعدات مخصص للتمويل شراء قنابل ذكية من طراز "SPICE" بقيمة 320 مليون دولار.
ومن بين المبالغ التي تندرج تحت بند المساعدات ما يتعلق بمخصصات ستُستقطَع للمستشارين العسكريين، من قيادة العمليات الخاصة الأمريكية، والذين يتعاونون مع إسرائيل لتحديد مواقع الأسرى الإسرائيليين وغيرهم من الجنسيات في غزة.
وأضافت أن ثمَّة مبالغ ستذهب أيضًا إلى خبراء أمريكيين يقدمون استشارات وتقييمات للموقف الإقليمي لحكومة إسرائيل، وهم في المجمل ينتمون لوكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية "DIA". كما تشمل المساعدات تسهيل استخدام المخزون الاحتياطي الإستراتيجي الأمريكي الموجود في إسرائيل.