الشاباك: إيران جندت إسرائيليين اثنين لاغتيال مسؤولين إسرائيليين

logo
العالم العربي

"الأخطبوط الإيراني".. تقرير إسرائيلي يكشف طرق تهريب السلاح للضفة وغزة

"الأخطبوط الإيراني".. تقرير إسرائيلي يكشف طرق تهريب السلاح للضفة وغزة
عنصر مسلح تابع لسرايا القدس قرب منظومة صاروخيةالمصدر: (أ ف ب)
06 سبتمبر 2024، 2:41 م

في تقرير خطير موجه من حيث المحتوى والتوقيت، روجت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية لكثير من المعلومات حول الطرق المختلفة التي تتبعها إيران  لتهريب الأسلحة إلى حركة حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية.

وجاء تقرير الصحيفة العبرية، رغم اعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن الأسلحة الفلسطينية تصنع في الغالب محليًا من خامات ومواد تدخل من إسرائيل وبموافقتها.

ونسبت "يديعوت أحرونوت" المعلومات الواردة في تقريرها إلى مخابراتيين إسرائيليين متخصصين في الشأن الإيراني، ومنهم رئيس قسم إيران في المخابرات الحربية الإسرائيلية السابق.

"الأخطبوط الميت"

وشبه التقرير الحصار الإيراني لإسرائيل بـ"الأخطبوط الميت"، إذ تحاصر إيران إسرائيل، من خلال ميليشيا الحوثي في اليمن، وميليشيا حزب الله في لبنان، والميليشيات في كل من سوريا والعراق، إضافة إلى الفصائل الفلسطينية في غزة والضفة، وحتى البحر الميت.

ووفق "يديعوت أحرونوت"، تم تحذير  إسرائيل من أذرع الأخطبوط الإيراني، التي تحرك العنف في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، لافتة إلى أن السر المكشوف للجميع هو تهريب الأسلحة من إيران إلى وكلائها بالمنطقة.

وهاجمت إسرائيل مرارًا وتكرارًا مثل هذه الشحنات في كل من سوريا والعراق، كجزء مما يسمى "الحرب بين الحروب"، لكن، في الحرب الحالية، أصبح من الواضح للإسرائيليين أنه رغم هذه الهجمات، تمكن الإيرانيون من محاصرة إسرائيل بحلقة نار فعالة، وتبين أن طرق التهريب كانت فعالة أيضًا، بحسب التقرير.

أخبار ذات علاقة

"للهجوم على إسرائيل".. ما قصة شاحنات الأسلحة الإيرانية التي دخلت سوريا؟

 

طرق تهريب الأسلحة

ونقلت الصحيفة عن الباحث المشارك في برنامج إيران بمعهد دراسات الأمن القومي، والرئيس السابق لفرع إيران في قسم الأبحاث في "أمان"، داني سيترينوفيتش، قوله: "عند النظر إلى طرق تهريب الأسلحة، فإن الشيء الأكثر لفتًا للانتباه هو الإبداع الإيراني: الشعور بأن طهران مستعدة للقيام بأي شيء".

وأوضح أن "المفهوم الإيراني يقول إنه من أجل نقل الأسلحة سأستخدم البحر والجو والبر، بكل الأشكال الممكنة".

ووفق سيترينوفيتش، فإن الذخيرة التي تقوم إيران بتهريبها متنوعة، وتختلف بين الساحات، كما أنها موجودة في الضفة الغربية، لافتًا إلى أن التركيز الأساسي هو على محاولات تهريب الشحنات والمتفجرات والتكنولوجيا اللازمة لتصنيع الأسلحة في قطاع غزة.

ويعتقد أن تهريب الأسلحة من إيران هو مسؤولية الوحدة 190 من فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وهي الوحدة التابعة للوحدة 1800 التي كان يرأسها سابقًا، حسن مهداوي، الذي قُتل في القنصلية الإيرانية في دمشق.

ويوضح سيترينوفيتش أنه في الطريق إلى هذا الهدف، يعرف الإيرانيون كيفية الاستفادة من المناطق الصحراوية الواسعة في الشرق الأوسط، والبحر الذي يتيح سهولة الوصول إلى بعض البلدان، والطائرات بدون طيار المتقدمة التي يصعب اكتشافها في الجو، وقبل كل شيء، والحقيقة هي أن الفوضى السياسية تسود في جزء كبير من أهدافهم.

وقال: "اليوم، يمكن العثور على الأسلحة الإيرانية الفعالة بشكل رئيس في لبنان والعراق وسوريا واليمن، ولكن أيضًا في السودان والأردن والضفة، وبالطبع في قطاع غزة"، وفق تعبيره.

وأكد أن الطريق إلى الدول المجاورة لإيران، ومن هناك إلى ميليشيا حزب الله بسيط نسبيًا، فهو محور منكسر، كما يسمونه، أي مخترق، من إيران إلى العراق، ومن هناك إلى سوريا، ومن ثم إلى لبنان، وهو ما لا يجعل من الصعب تهريب الأسلحة.

 وبحسب الباحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، بيني سباتي، فإن "هذا الطريق مخصص لحزب الله، وهو الطريق الشمالي الأسهل بالنسبة لهم"، متهمًا "نظام الأسد، الأب والابن، يتعاونان".

وتابع: "منذ الحرب الأهلية، في الواقع سوريا ليست دولة، بل مقاطعة إيرانية، لافتًا إلى أن شحنات الأسلحة تصل إلى الأردن عبر سوريا والعراق، ومنها إلى الضفة الغربية. 

وفي هذا الصدد، بين الخبير المخابراتي الإسرائيلي، أنه "في سوريا نفسها، قام الإيرانيون بتسليح جميع الميليشيات التي تركوها هناك خلال الحرب الأهلية".

وعلى نفس المنوال، لكن من ناحية جغرافية مختلفة، فإن طريق إيران إلى اليمن بسيط نسبيًا عبر البحر، غير أنه في ظل وجود قوات أخرى تعمل في المنطقة، بقيادة التحالف الذي أنشأته الولايات المتحدة في بداية حرب غزة، أصبح الوصول إلى غرب اليمن صعبًا، وأحيانًا يتم الاستيلاء على شحنات أسلحة ومكونات لإنتاج الصواريخ مخصصة للحوثيين، وفق سيترينوفيتش.

ويشير التقرير الإسرائيلي إلى الطريق إلى غزة والمنظمات الفلسطينية، الممتد على مر السنين، وكانت بدايته عبر البحر إلى لبنان أو قطاع غزة، لكن تم إحباط الكثير من سفن الشحن المسلحة، وفق زعمه.

أخبار ذات علاقة

مصدر مصري: نتنياهو "يروج للأكاذيب" بشأن تهريب السلاح من فيلادلفيا

 

خزانات عائمة

 وبحسب سيترينوفيتش، فإن إيران كانت لديها خطة لنقل الأسلحة إلى غزة عن طريق البحر، باستخدام خزانات عائمة خاصة سيتم تجميعها قرب الساحل، لكنها باءت بالفشل، لذلك، بحثت إيران عن طرق أخرى للوصول إلى غزة، عبر أفريقيا.

فيما يقول سباتي، إن إيران "وجدت محطات تحويل مثل جيبوتي والسودان، في السنوات التي كانت علاقاتهما مع إسرائيل أقل جودة، ومنها إلى سيناء، ثم غزة".

وينتقل المهربون إلى قطاع غزة إما عن طريق الأنفاق التي تمر تحت محور فيلادلفيا، أو فوق الأرض، مثلًا عبر معبر رفح، حسبما يزعم المصدر الإسرائيلي، ورغم النفي المصري في عدة مواقف.

ويضيف التقرير الإسرائيلي نقلًا عن مصادر مخابراتية، أن السودان هو مستودع أسلحة إيراني للصواريخ والطائرات بدون طيار، وغيرها من وسائل الحرب.

وفي الطريق إلى هناك، وفق سيترينوفيتش، مرت الأسلحة الإيرانية أيضًا عبر اليمن.

وعلى مر السنين، نسبت هجمات في السودان لإسرائيل، حيث كانت تستهدف أهدافًا تشكل جزءًا من محور التهريب الإيراني، بما في ذلك شاحنات ومصانع الأسلحة.

 وأضاف سيترينوفيتش أن الإيرانيين يسلمون الحاكم العسكري السوداني، عبد الفتاح البرهان، طائرات مسيرة مقابل الحصول على موطئ قدم في مدينة بورتسودان الساحلية.

وقد يكون هذا حدثًا يغير قواعد اللعبة، وبالتأكيد عندما نخشى تجدد قوة حماس، علينا أن نتأكد من عدم حدوث ذلك مرة أخرى، لأنه خطر كبير للغاية على إسرائيل، وفق تعبيره.

وفي الأيام التي كان فيها محور فيلادلفيا يتصدر عناوين الأخبار في إسرائيل، يقول سباتي إنه في مرحلة معينة لم يعد الإيرانيون بحاجة إلى نقل الأسلحة عبر الأنفاق إلى غزة، وقاموا ببساطة بنقل التكنولوجيا إلى المنظمات الفلسطينية، كل المخارط وكل الأشياء التي سمعنا عنها هي تكنولوجيا إيرانية وصلت إلى هناك، وقامت المنظمات الفلسطينية ببناء المصانع، وفعلت كل شيء بنفسها، ولم تعد هناك حاجة لعمليات النقل الإيرانية، بحسب تقرير الصحيفة.

وقال التقرير إن حركة حماس وصلت إلى مستويات عالية من الإنتاج، وإنتاج جيد، مستخدمة التكنولوجيا الإيرانية لإنتاج أسلحة محلية، وصواريخ يصل مداها إلى مدى معين، وقذائف "آر بي جي"، وعبوات ناسفة.

نقل التكنولوجيا

وبحسب سيترينوفيتش، فإن الشيء الكبير الذي نقله الإيرانيون إلى غزة ليس الأسلحة، بل التكنولوجيا.

ويقول: لقد غادر الناس غزة عبر مصر إلى إيران، وتدربوا في إيران وعادوا بالعلم".

ولفت التقرير إلى أنه بهذه المعلومات، تمكنت حماس من تجميع قدراتها؛ مما كان موجودًا في قطاع غزة، وبسبب صعوبة النقل اللوجستي، وبالتأكيد بعد سقوط السودان، كان المكسب الرئيس هو المعرفة.

وفي أغسطس/آب الماضي، كشفت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية عن وثيقة صادرها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، تتضمن تفاصيل خطة عمل حركة حماس لتطوير قوة جوية من الطائرات الشراعية.

 وبحسب سباتي، كل هذا جزء من نقل "النو هاو".

وقال: "قبل سنوات كانت هناك أخبار معلنة باللغة الفارسية، تفيد بأن مسؤولي حماس جاءوا إلى إيران للتدريب على الطائرات الشراعية الآلية، وهو ما رأيناه في نهاية المطاف في 7 أكتوبر".

ولكن ليس فقط عن طريق السفن والأنفاق، حاول الإيرانيون تهريب الأسلحة إلى غزة، بل تم الكشف عن حادثة غير عادية في مارس العام 2022 ، عندما ورد أن طائرات "F-35" التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية اعترضت قبل عام طائرات بدون طيار إيرانية تحمل أسلحة في طريقها إلى قطاع غزة، وكان يُعتقد أن هذا كان اختبارًا إيرانيًا لتهريب الأسلحة إلى غزة بهذه الطريقة، وفق التقرير.

أما عن التهريب إلى الضفة، فكانت حادثة العام 2018، كافية لمعرفة الطريقة الإيرانية للتهريب إلى الضفة، ما أدى إلى سلسلة من الأحداث بلغت ذروتها بإسقاط طائرة إسرائيلية من طراز "F-16" بطائرة مسيرة سورية، عندما دخلت طائرة بدون طيار إيرانية من طراز "شهد 141" الأراضي الإسرائيلية، واعترضتها مروحية أباتشي.

وردًا على ذلك، هاجم الجيش الإسرائيلي أهدافًا إيرانية في سوريا، وأطلقت عشرات الصواريخ المضادة للطائرات على الطائرات، واضطر طيارو إحداها إلى مغادرة الطائرة، بحسب "يديعوت أحرونوت".

وبعد مرور ما يقرب من أربعة أعوام، كشف الوزير السابق في حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني غانتس، أن الطائرة بدون طيار التي تم إسقاطها كان من المفترض أن تصل إلى نقطة ما في الضفة الغربية، ومن المحتمل أن يتم استلامها من قبل حماس، وكانت قد أقلعت الطائرة بدون طيار من مطار "T4" في سوريا، وكانت تحمل متفجرات من نوع "TNT".

ووفق سيترينوفيتش، فإنه "على مدى سنوات، حاول حزب الله وإيران شن هجمات خارج الضفة الغربية، عبر سوريا، كمنصة لنقل الأسلحة.. هذا ليس أمرًا جديدًا". 

وقالت "يديعوت أحرونوت": هو سلاح إيراني يأتي من إيران إلى سوريا، أو سلاح موجود في أيدي حزب الله، ويتم نقله إلى تنظيمات العنف الفلسطيني في الضفة"، وفق تعبيرها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC