شبح داعش يخيم على عدن اليمنية بعد تحريرها من الميليشيات الحوثية
شبح داعش يخيم على عدن اليمنية بعد تحريرها من الميليشيات الحوثيةشبح داعش يخيم على عدن اليمنية بعد تحريرها من الميليشيات الحوثية

شبح داعش يخيم على عدن اليمنية بعد تحريرها من الميليشيات الحوثية





عدن (اليمن) - استطاعت محافظة عدن التخلص من وجود "الحوثي" في فترة قياسية بمساندة التحالف العربي، لكن المدينة الساحلية التي أعلنتها السلطات "عاصمة مؤقتة"، باتت تحت رحمة تنظيم داعش، وشهدت 5 عمليات اغتيال في 24 ساعة فقط.

وكانت عملية الاغتيال التي طالت المحافظ "جعفر محمد سعد"، صباح الأحد، الماضي، عبر سيارة ملغومة وضعت في طريقه إلى مقر عمله بمديرية " التواهي"، هي الأعنف منذ تصاعد الاضطرابات في أغسطس/آب الماضي، عقب دحر مسلحي الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وتصاعدت موجة الاغتيالات خلال يومي السبت والأحد الماضيين بشكل لافت، واستهدفت بجانب المحافظ "سعد"، قاضي الشعبة الجزائية المعنية بمحاكمة جماعات إرهابية "حسن علوان"، وعسكريين وضباط، لكن "داعش"، تبنى على الفور الحادثة الأبرز التي استهدفت موكب الرجل الأول في عدن، وتوعد بالمزيد.

وعجزت السلطات اليمنية، التي تطمح لتحرير كامل البلاد من الحوثيين، عن تطهير عدن من عناصر "داعش"، الذين يتحركون بسهولة في بعض مناطقها، وسبق أن أجبروا الحكومة على الرحيل بعد مهاجمة مقرها في 6 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال سكان محليون للأناضول، إن مسلحي "داعش"، يوجدون في مديرية "التواهي" الاستراتيجية حيث القصر الجمهوري ومباني المخابرات والتلفزيون والمنطقة العسكرية الرابعة (مركز قيادتها في عدن وتشمل محافظات عدن ولحج والضالع وأبين وتعز)، منذ أغسطس/آب الماضي، و يتجولون فيها بحرية تامة.

وذكر السكان، بأن السلطات تعرف بذلك، ومنذ عودة قيادات الدولة اليمنية إلى عدن، قاموا بزيارة غالبية المديريات ماعدا "التواهي"، المديرية التي كانت مسرحاً لتصفية المحافظ جعفر سعد، صباح الأحد.

ويوجد في عدن، منذ عودة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إليها منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قوات برية إماراتية وسعودية وبحرينية وسودانية، لكن هذه التوليفة المزوّدة بأحدث الأسلحة المتطورة، أخفقت ومعها "المقاومة الشعبية"، في تثبيت الاستقرار، وكبح جماح "داعش".

ولم تكن حادثة إغتيال المحافظ كفيلة بتغيير الاستراتيجية الأمنية للحكومة تجاه الأوضاع في عدن، ووفقا لشهود عيان، لم يكن هناك أي تشديدات في أعقابها، فيما تكفلت قوات التحالف بحماية قصر "معاشيق" الرئاسي بمدينة " كريتر"، والانتشار غربي المدينة.

ويرى مراقبون، أن الجيش الموالي لهادي مسنودا بقوات التحالف البرية، ليس بمقدورها مجابهة "داعش"، و سيظل التنظيم خطرا يهدد عدن ويشتّد كلما لاحت بوادر اتفاق سياسي.

وبحسب "نبيل الشرجبي" وهو أستاذ علم الأزمات الدولية في جامعة الحديدة اليمينة (حكومية)، فإن جميع القوات العسكرية المنتشرة في عدن، غير مؤهلة إطلاقاً لمواجهة الجماعات "الإرهابية"، وتحديدا تنظيمي "داعش" والقاعدة.

وقال الشرجبي، في تصريحات للأناضول "القوات الموجودة مجهزة لخوض معارك مع جيوش نظامية، فيما تتطلب مواجهة التنظيمات "الإرهابية" قوة تمتلك نوعا مختلفا من التدريب والعتاد، وأسلوب تفكير مختلف أيضاً".

وكما ألمحت الرئاسة اليمنية إلى تورط الحوثيين والرئيس السابق في اغتيال محافظ عدن من خلال استخدام تنظيم "داعش"، يرى الباحث "الشرجبي" أن هناك أطرافاً تسعى لخلط الأوراق قبيل مفاوضات "جنيف 2" المرتقبة، منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وقال الشرجبي "هناك أطراف تعرف أنها ذاهبة نحو مفاوضات نهائية ستحدد مستقبل البلد، ولا تريد أن تذهب وهي تخسر على الأرض، بل تحقق إنتصارات تساعدها بأن تكون شريكة في إدارة أوضاع المناطق المحررة".

وأضاف"الجماعات المتطرفة حصلت على السلاح من قبل الطرف المهزوم، و نعرف أنها مخُترقة من قبل النظام السابق، القادر على استخدامها أينما يريد و وقت ما يريد. أتوقع استخدامها في الأيام القادمة بدقة أكبر، وإيلام أشد".

وتقول مصادر حكومية، أن تحالف الحرب الداخلي (الحوثي وصالح) جعل من التنظيم الطارىء" داعش"، رأس حربة لنشر الإضطرابات وتنفيذ ما عجزوا عنه، بعد تسليمهم مخازن السلاح في عدن وأبين، قبيل أشهر.

ووفقا لمصدر حكومي رفيع تحدث للأناضول، فإن تحالف (الحوثي وصالح) عندما شعروا أن معركة تعز في صالح الجيش الوطني والتحالف العربي، لجأوا إلى الطعن في الظهر، والدليل ظهور "جهاديين" في مدن أبين، واغتيال الرجل الذي قاد معركة تحرير عدن منهم (محافظ عدن جعفر محمد سعد).

واستغل الحوثيون الواقعة لتأكيد رفض القرار الدولي (2216) القاضي بإنسحابهم من المدن وتسليم السلاح، وأعلن ناطقهم محمد عبدالسلام، بأنهم لن يسلموا السلاح لحكومة ضعيفة لا تستطيع تأمين نفسها، ورئيس وزراء لا يعرف من هم وزراءه، وفقا لبيان على صفحته الرسمية في "فيسبوك ".

وينشط تنظيم "داعش"، الذي يتخذ لفروعه مسميات "ولاية صنعاء، ولاية عدن، ولاية أبين،.."، في عدن بشكل علني، فيما اكتفى بتنفيذ عمليات خاطفة استهدفت مساجد ومقرات حوثية في صنعاء، ولا يُعرف ما إذا كان سيتوسع لمناطق جديدة.

‎ويتوقع المحلل السياسي" عبدالناصر المودع" ، أن يكون لداعش والقاعدة حضور قوي في اليمن خلال الفترة القادمة، طالما أن الأوضاع تسير على ما هي عليه حاليا، في غياب وجود حقيقي للسلطة الشرعية في المناطق التابعة لها، وهو ما يعني وجود فراغ سياسي وأمني تستثمره القاعدة و"داعش" والقوى الفوضوية الأخرى.

‎وقال المودع في تصريحات للأناضول "الطريقة التي تدار بها المعارك من قبل التحالف في مواجهة الحوثيين تساعد على نشاط "داعش" والقاعدة، حيث يُلاحظ اعتماد هذه الدول على العديد من المجاميع السياسية التي تلتقي مع القاعدة في الكثير من القواسم الفكرية، وهو ما يعني زيادة نفوذ هذه الجماعات على حساب القوى السياسية المدنية، ويصب في صالح القوى المتطرفة والحوثيين ".

 


الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com