مغازلة الحوثي.. أزمة قطر تضيّع بوصلة إخوان اليمن
يعيش حزب التجمع اليمني للإصلاح الإخواني في اليمن ضياعًا لبوصلته السياسية منذ أزمة قطر، حيث تكشف بيانات الحزب ومواقف قادته الأخيرة تخبطًا وتناقضًا يحول دون الاهتداء بوضوح لتموقعه السياسي.
وبين السعي لمحو أخطاء الحزب الإخواني تجاه دول التحالف العربي عبر بيانات بعض فروع حزبه، تأتي دعوة صريحة للحوثيين من أجل المصالحة، في تناقض سياسي يرى المراقبون أنه بسبب تضارب ربما في توجيهات قادته المرتهنين لجهات خارج اليمن.
ويُرجع مراقبون التخبط الذي يعيشه قادة الحزب، في بياناتهم المتضاربة إلى التأثر بالأزمة القطرية، إذ تؤثر العزلة التي أصبحت تعيشها الدوحة، على قرارات الحزب الذي درج على مراعاة مزاج السلطة في قطر عند إصدار مواقفه من القضايا السياسية في اليمن.
وتوفر قطر التي تحتضن عددًا من قادة التنظيم الدولي للإخوان رعاية رسمية، لأجنحة التنظيم في عدد من الدول، ومن بينها اليمن، ويتخذون من قناة الجزيرة في الدوحة منبرًا إعلاميًا للتأثير على الرأي العام في بلدانهم المختلفة.
وكان فرع حزب الإصلاح في تعز أصدر مؤخرًا بيانًا شكر فيه دول التحالف في اليمن، خاصة الإمارات وما تقوم به في الجانبين التنموي والاقتصادي في اليمن.
واعتبر فرع الحزب في تعز الإمارات شريكًا أساسًا في عملية التحرير، مشيرًا إلى أن هناك جهات تحاول بث الأكاذيب ونشر الشائعات لمحاولة تصوير حالة من القطيعة والخلاف بين الإخوة في الإمارات والجيش والمقاومة في تعز، بحسب تعبير البيان.
تأثر بأزمة قطر
الحوثي يتلقف الدعوة
وسريعًا تلقفت حركة الحوثيين هذه الدعوات الإخوانية، عبر هرم سلطتها، وقال رئيس اللجنة الثورية العليا في الجماعة محمد علي الحوثي إن جماعته ترحب بالدعوة التي أطلقها حزب الإصلاح.
وقال الحوثي: "نرحب بالتصريحات الإيجابية التي صدرت من بعض الإخوة في قيادات حزب الإصلاح بالدعوة للحوار والتفاهم والشراكة حفاظًا على استقرار اليمن ووحدته، ووقفًا لنزيف الدم اليمني في حروب يريدها الخارج لمصالحه".
الانسحاب من الجبهات
ويبدو أن الحوثيين بدأوا سريعًا بحصد نتيجة الدعوة الإخوانية في الميدان، إذ زعمت الجماعة أن مقاتلين محسوبين على الحزب من مديرية السلفية بمحافظة ريمة عادوا إلى ديارهم، وتركوا الجبهات الخاصة بقوات الشرعية.
وادعت الجماعة أن هذا الانسحاب جاء وفق اتفاق مصالحة شعبية أجرته حركة الحوثيين مع المقاتلين، يقضي بتخلي عناصر الإصلاح عن الجبهات التي كانوا يقاتلون فيها مقابل عدم ملاحقتهم أو اعتقالهم، من قِبل الانقلابيين.