موجة نزوح جماعي جديدة في عدن بسبب تردي الخدمات (صور)
موجة نزوح جماعي جديدة في عدن بسبب تردي الخدمات (صور)موجة نزوح جماعي جديدة في عدن بسبب تردي الخدمات (صور)

موجة نزوح جماعي جديدة في عدن بسبب تردي الخدمات (صور)

عادت موجة النزوح مجدداً إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، بعد عامين من النزوح الأول الذي شهدته المدينة خلال الحرب ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح.

ولم تكن القذائف ونيران الحرب هذه المرة أبرز دوافع الكثير من الأسر في عدن للمغادرة نحو حضرموت وأرياف المحافظات المجاورة، بل كانت "حرب الخدمات"، كما يصفها الأهالي، التي ازدادت سوءًا مع ارتفاع درجة الحرارة في المدنية الساحلية واقتراب حلول شهر رمضان.

وقال المواطن اليمني إبراهيم نصر: "أُجبرنا على المغادرة، لدينا أشقاء صغار السن يعانون من المرض، ولم يعودوا يطيقون الحر والانقطاع الطويل للكهرباء، حتى الماء أصبحنا نواجه مشاكل في وصوله إلى منازلنا خلال الفترة الأخيرة، فلا أعتقد أننا قادرون على مواجهة كل ذلك خلال شهر رمضان".

وقررت أسرة إبراهيم ترك منزلها المؤجر في عدن، رغم استمرارها بدفع 150 دولاراً شهرياً قيمة إيجار المنزل، واتجهت صوب منزل جده في مديرية "لودر"، بمحافظة "أبين" المجاورة، التي تعاني هي الأخرى من سوء الخدمات الضرورية.

وأضاف إبراهيم، في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن الخدمات الملحة كالكهرباء والماء والمشتقات النفطية متردية في معظم المناطق المحررة من المتمردين الحوثيين، في ظل عدم وجود حقيقي للحكومة، وعدم إحساسها بما يعانيه المواطنون في هذه المناطق، لكن على الأقل، نستطيع أن نجد جواً لطيفاً في بلدتنا بلودر، الحياة في عدن أصبحت لا تُطاق، وكل الخدمات باتت مرتبطة بالسياسة.

وتعاني العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، من تدهور بالغ في الخدمات الأساسية، كالكهرباء والمياه، ومؤخراً تفاقمت أزمة المشتقات النفطية، ما تسبب في حالة تذمر وإحباط واسعة لدى المدنيين، خاصة مع التجهيز لاستقبال شهر رمضان.

ويرى المواطن حلمي العقربي أن "السيل قد بلغ الزُّبى بالأهالي في عدن"، مضيفاً: "لم نعد نواكب ما نحتاجه، في ظل غياب الخدمات والسلطات أيضًا، وعدن لم نعد ندري من يديرها، فالمحافظ الجديد غائب، والحكومة كذلك غائبة، فمن أين ستشهد عدن تحسناً للأوضاع بعد الحرب التي أنهكت المواطن والمدينة".

وأشار في حديثه لـ "إرم نيوز" إلى أن ما تعيشه عدن اليوم، هو "بمثابة حرب أخرى، وكأن عدن لم تتخلص من معاناتها الدائمة والمفسدين فيها".

وعلى مدى الأيام الماضية، شهدت عدن، احتجاجات شعبية واسعة، ضد التردّي الكبير الذي تشهده الخدمات في عدن، حيث قطع محتجون طرقًا رئيسة، في حين عبّر نشطاء مدنيون من خلال وقفات احتجاجية متكررة على مدى اليومين الماضيين، عن احتجاجاهم بالشموع والمصابيح، داعين الجهات الرسمية للاضطلاع بدورها في تلبية حاجات المواطنين من الخدمات الأساسية.

وناقش الرئيس عبدربه منصور هادي، مع الحكومة اليمنية، في العاصمة السعودية الرياض، الخميس، خطة الحكومة للمرحلة المقبلة، وتوجهاتها في الإيفاء باحتياجات المواطن الملحة على مستوى الخدمات والحياة العامة في المحافظات المحررة، خاصة العاصمة المؤقتة عدن ودفع ما تبقى من مرتبات الجهاز الإداري للدولة من مدنيين وعسكريين، وتوفير الخدمات الأساسية ومتابعة تنفيذ قرارات مجلس الوزراء لتغطية النقص في الطاقة الكهربائية في عدن وحضرموت، ووضع حدّ لحالة الأزمة الراهنة وتداعياتها على المواطن والمجتمع بصورة عامة.

وقال رئيس مركز مسارات للاستراتيجيا والإعلام، باسم الشعبي، إنه يفترض على الحكومة أن تفي بوعودها للناس في إصلاح منظومة الطاقة في عدن، لا سيما ونحن مقبلون على شهر رمضان، وفي ظل صيف قائض.

ولفت في حديثه لـ "إرم نيوز"، إلى أن الحكومة ملزمة بالتفرغ للعمل العام والخدمي، وأن تترك العمل السياسي لقيادة الدولة والأحزاب، وهي بوضعها الحالي لن تستطيع أن تفي بالتزاماتها تجاه الشعب، مضيفًا : "صحيح هناك صعوبات وتحديات، وأن البلاد تمر بمرحلة صعبة ومعقدة، لكن كان يفترض أن توضع رؤية لمواجهة حالة الطوارئ هذه بالإمكانيات المتاحة".

وقال الشعبي إنه ليس من المعقول معاقبة الشعب بأكمله من أجل عدة أشخاص أبدوا موقفاً معارضاً للحكومة، أو لقيادة الدولة.

وأضاف :"الميدان الحقيقي لتحقيق المكاسب السياسية هو الناس، إذا أحسنت التعامل مع الناس وكنت قريبًا منهم تستطيع هزيمة خصومك، أمّا إذا أخفقت بذلك سيتم استقطابهم ضدك"، داعياً جميع الأطراف لدعم المحافظ الجديد لعدن، عبدالعزيز المفلحي، للعودة إلى عدن وممارسة مهامه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com