في الذكرى الخامسة لانتخاب هادي رئيسًا.. اليمن بين مرحلتين
في الذكرى الخامسة لانتخاب هادي رئيسًا.. اليمن بين مرحلتينفي الذكرى الخامسة لانتخاب هادي رئيسًا.. اليمن بين مرحلتين

في الذكرى الخامسة لانتخاب هادي رئيسًا.. اليمن بين مرحلتين

تحل اليوم الثلاثاء الذكرى الخامسة لانتخاب عبدربه منصور هادي رئيساً توافقياً لليمن، والذي تسلم الرئاسة كنتاج للمبادرة الخليجية التي وضعتها دول مجلس التعاون الخليجي، عقب ثورة شبابية شعبية أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

ومرت السنوات الخمس بمرحلتين فارقتين سيخلدهما التاريخ اليمني، الأولى هي الحوار والتنسيق والعمل على بناء الدولة عقب حقبة صالح، وشهدت انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وهو الحدث الأبرز في تلك المرحلة.

فيما شهدت المرحلة الثانية تحولات كبيرة ومتسارعة أفضت في النهاية إلى انقلاب على الشرعية اليمنية في تحالف أبرمه خصوم الماضي القريب، الحوثيون وصالح، ما أدخل البلاد في دوامة الحرب التي لا زالت مستمرة حتى اللحظة.

21 أيلول/ سبتمبر من العام 2014، هو التاريخ الذي يفصل بين المرحلتين، وهو اليوم الذي تم فيه اجتياح صنعاء من قبل مسلحين يتبعون للحوثي، ليشهد اليمن بعد ذلك فصلاً جديداً لا تزال مشاهده الدامية تُعرض حتى الساعة على المسرح اليمني.

الموالون للرئيس هادي، يحمّلون الحوثيين وأتباع صالح، وزر كل الأحداث التي مرت على اليمن خلال فترة رئاسة هادي للبلاد، لا سيما الحقبة الثانية من حكمه، بينما يتهم الحوثيون هادي بإيصال البلاد إلى الوضع الذي تعيشه اليوم.

وأكدت الناشطة السياسية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام في العام 2011، أن "هادي رئيس توافقي انتقالي جاءت به ثورة شبابية شعبية شاملة، عززت باستفتاء شعبي، قال نعم لهادي".

وقالت كرمان لـ"إرم نيوز": "وسيبقى كذلك حتى إنجاز كافة استحقاقات العملية الانتقالية".

مشروع هادي 

وقال الصحفي عبدالرحمن أنيس: "منذ انتخاب هادي رئيسًا توافقيًا قبل 5 سنوات سعى بخطى ثابتة نحو مشروع سياسي واضح المعالم وأنجز فيه الكثير، لولا أن القوى الانقلابية كشرت أنيابها وانقضت على مشروع الدولة مستغلة نفوذها الذي بنته منذ أكثر من ثلاثة عقود داخل الجيش والأمن".

وأضاف أنيس في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن " مشروع الرئيس هادي كان واضحاً بعد انتخابه، فعلى الصعيد العسكري هيكلة الجيش وتوحيده وتوزيعه على 4 مكونات (برية وبحرية وجوية وحرس حدود).

وأوضح أنه "وعلى الصعيد السياسي كان مؤتمر الحوار، الذي التقت فيه مختلف الفئات السياسية وخرجت بمشروع يرسم معالم المستقبل السياسي، وهو مشروع اليمن الاتحادي من عدة أقاليم".

ولفت إلى أن "الرئيس هادي حاول تحقيق جزء كبير من مطالب ثورة التغيير التي انطلقت في 2011، وأصدر قرارات جمهورية بتغييرات جذرية في القطاعين المدني والعسكري، وسارت الأمور بتوازن ممتاز".

وشدد على أن "هادي لا يتحمل مسؤولية الحرب الدائرة الآن، فلو عدنا بالذاكرة إلى أحداث العام 2014، لوجدنا أن هادي ظل يضرب بسيف السلم ويقدم التنازلات لمنع اندلاع الحرب حتى اتهمه الكثيرون بالضعف، لكن القوى الانقلابية لم تترك له مجالاً للسلم، وتوجت عمليتها الانقلابية بتجييش المليشيات واجتياح المدن".

مقاطعة الحراك الجنوبي للانتخابات

في جنوب اليمن، قاطع غالبية الجنوبيين المنتمين لمكونات الحراك الجنوبي، الانتخابات التوافقية لرئاسة هادي، وحاولت مجموعات منهم منع إقامتها في مدينة عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى، ووصل الأمر حد اقتحام بعض لجان الاقتراع والفرز الانتخابية.

وقال القيادي في الحراك والمقاومة الجنوبية عبدالسلام بن عاطف جابر: "عندما قاطع الجنوبيون الانتخابات وسعوا بكل إمكانياتهم لمنع التصويت في المحافظات الجنوبية لم يكن ذلك بغضاً للرئيس هادي أو عدم ثقة به، بل لأنه لم يكن أمام الشعب الجنوبي من خيار غير ذلك، سواء كان المرشح جنوبيًا أو شماليًا"، متابعاً "كون الشعب الجنوبي حدد قراره بكل وضوح أن الوحدة اليمنية انتهت ولن يقبل بإعادة إنتاجها برئيس جنوبي أو شمالي مهما كان".

وأضاف جابر لـ"إرم نيوز": "وما كان قبول الرئيس صالح بالانتخابات إلا التفاف على ثورة التغيير وخروج من الواجهة حتى يدير البلاد من وراء الكواليس بدولته العميقة"، على حد تعبيره.

وأكد أن هادي "حاول بكل جهد أن ينقذ اليمن (دولة الوحدة) لكنهم يفشلونه مرة تلو أخرى، وحاول بكل الوسائل تجنيب اليمن الحرب والدمار لكنهم أفشلوه وأرادوا انتزاع السلطة بالحرب، وحاول بناء أجهزة سلطة قادرة وذات كفاءة في المناطق المحررة من الانقلابيين، لكنهم جعلوها أكثر فساداً وقتامة".

وشدد على أن القتال "لن يحل مشاكل اليمن، وعلى الطرفين تقديم التنازلات لوقف الحرب والعودة إلى طاولة الحوار، لحل القضية اليمنية بمفاوضات أخوية بينهما، إلى جانب حل القضية الجنوبية بالتفاوض المتكافئ والندي مع الجنوبيين".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com