13 يناير في اليمن.. من يوم أسود دام إلى يوم احتفاء دائم
13 يناير في اليمن.. من يوم أسود دام إلى يوم احتفاء دائم13 يناير في اليمن.. من يوم أسود دام إلى يوم احتفاء دائم

13 يناير في اليمن.. من يوم أسود دام إلى يوم احتفاء دائم



ظل يوم 13 يناير / كانون الثاني باليمن يوماً أسود، لاسيما في الجنوب الذي شهد في ذات اليوم من العام 1986 صراعا داميا بين فرقاء الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يحكم اليمن الجنوبي آنذاك، سقط فيه الآلاف بين قتيل وجريح ومفقود، قبل أن يصبح يوم احتفاء واحتفال كل عام.

ومثل ذلك اليوم الذي يعرف بجنوب اليمن باليوم الأسود نقطة فارقة ومفترق طرق في الدولة اليمنية الجنوبية التي كانت قائمة في ذلك الوقت، خاصة وأن عدن التي كانت العاصمة السياسية شهدت فيه حرباً طاحنة حملت الصبغة المناطقية بين جماعات من محافظتي أبين ولحج المجاورتين، على السلطة والحكم بالبلاد .

وبحسب عسكريين ومواطنين يمنيين فإن ذلك اليوم كان بداية انهيار دولة اليمن الجنوبي أو ما كانت تعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، لاسيما وأن معظم قطاعاتها تضررت كثيراً بفعل تلك الحرب التي لم تدم سوى أيام فقط، وخاصة القطاع العسكري الذي خسر أبرز القيادات العسكرية والأمنية وتدمرت ترسانته العسكرية التي كانت تصنف حينها بأحد أقوى الترسانات العسكرية في المنطقة العربية.

ولم تمض على الحرب سوى أربع سنوات حتى وقع رؤساء الدولتين آنذاك اتفاقية وحدة اندماجية بشكل سري في عدن في 22 مايو / أيار 1990 وبدون إجراء استفتاء للشعبين، الأمر الذي أثار حفيظة الحزب الحاكم بعدن حينها واعتبره خروجا على الإرادة والديمقراطية الشعبية.



أفعال صالح

وكانت حرب صيف 1994 هي الأخرى بسبب ما قيل حينها سياسات الإقصاء والتهميش التي مارسها نظام المخلوع علي صالح بالجنوب والجنوبيين، ونكوثه بمبادئ اتفاقيتي الوحدة والعهد والاتفاق، وسماها صالح بحرب الشرعية والقضاء على الانفصال.

ونجح صالح آنذاك في إشراك قيادات جنوبية احتضنهم عقب فرارهم من عدن في العام 1986 في حربه ضد الجنوب، لاسيما وأنه تمكن من تأجيج الشارع الشمالي وتحصنه بفتوى أصدرها شيوخ في حزب الإصلاح اليمني؛ اعتبرت فيها الجنوبيين شيوعيين كفارا يجب قتالهم،مما ساعد صالح على الانتصار في الحرب التي انتهت بدخول قواته إلى الجنوب وهروب قيادات الحزب الاشتراكي للخارج في يوليو/ تموز من العام ذاته.

ومضت سنوات على تلك الحرب التيما زال اليمن جنوبه وشماله يعاني ويلاتها كونها تسببت بزيادة شرخ النسيج الاجتماعي اليمني حتى بات جنوبيو اليمن يصفون الشماليين بالمحتلين.



تحول تاريخي

وكان العام 2006 وخاصة 13 يناير/ كانون الثاني يوماً تاريخياً كونه احتضن لقاء هو الأول من نوعه بين فرقاء الجنوب الذين تقاتلوا في العام 1986 ، واتفقوا على ما أسموه بالتصالح والتسامح ونبذ الفرقة والتشظي حتى يتمكنوا من استعادة دولتهم الجنوبية على حد وصفهم.

ويتحدث المحلل السياسي اليمني منصور صالح عن ذلك اليوم، ويقول إن المخلوع صالح كان حينها يمكث في القصر الرئاسي بمنطقة التواهي بعدن، وحينما سمع بهذا اللقاء من أحد مخبريه، امتعض كثيراً وتغيرت ملامح وجهه وطالب بسرعة إغلاق الجمعية التي تم فيها هذا اللقاء الجنوبي.

ويضيف منصور على صفحته في فيسبوك أن "المخلوع صالح استشعر حينها مدى خطورة تصالحهم على مشروع الفتنة والتفرقة التي يعمل عليها لإطالة أمد استعبادهم، وأدرك إن جنوب ما بعد 13 يناير 2006  لن يكون شبيها بقبله، فأصدرعقوبته على هذه الجمعية الخيرية الاجتماعية التي نفذ قرار إغلاقها من ساعتها حتى اللحظة بقرار سياسي.

ومنذ ذلك العام بات جنوبيو اليمن يحتفون بهذا اليوم الذي كانوا يسمونه بالأسود، وتمكنوا من تحويله الى احتفائية للتصالح والتسامح، ويتزاحمون صوب ساحة العروض بعدن للاحتفاء به على اعتبار أنه يوم تاريخي يستحق الاحتفال به كونه مثّل نقطة فارقة في مسار الجنوب اليمني.

ويؤكد منصور صالح أن "هناك جهات وشخصيات أخرى موالية للمخلوع صالح تقوم بتغذية هذا الصراع والمناطقية بين الجنوبيين، مشيراً إلى أنه يجب على الجنوبيين أن يدركوا أن في تفرقهم مصلحة لخصومهم وأن تقاربهم وتكاتفهم قوة وثبات والأهم أنهم تيقنوا ولو بعد فوات الأوان بأن الصراع والاقتتال الجنوبي لم يكن نزقا جنوبيا خالصا، بل كان هناك من يشعله ويغذيه ويحرص على بقائه مشتعلا وبأدوات جنوبية".

واليوم الجمعة احتشد جنوبيو اليمن كالعادة وسط ساحة العروض بعدن للاحتفاء بهذا اليوم وأقاموا صلاة الجمعة فيها، وسط هتافات ومطالبات باستقلال الجنوب وانفصاله عن الشمال.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com