العميد عمر الصبيحي.. تفاصيل نهاية رجل شجاع
العميد عمر الصبيحي.. تفاصيل نهاية رجل شجاع

العميد عمر الصبيحي.. تفاصيل نهاية رجل شجاع

من أعلى التلال القريبة لجبل "خمسة قرون"، شرقي باب المندب، أدرك أحد قناصة الحوثيين أن فداحة الخسائر التي تلقونها في جبهة كهبوب، غربي لحج، المطلة على باب المندب، يقف خلفها ذلك الرجل الذي ظهر على منظار بندقيته، وهو يتقدم مقاتليه، فلم يتردد بإطلاق رصاصته لقتل الحافز في الآخرين، ظناً منه أنه نجح في ميل كفة المعركة لصالح فريقه.

الهجوم المتناسق الذي شنته قوات الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية على أكثر من محور، في مديرية باب المندب، غربي محافظة تعز، أفضى إلى استعادة السيطرة على منطقة ذوباب، مركز المديرية، على بعد 40 كليو مترًا من ممر الملاحة الدولية، جنوبي البحر الأحمر، في ظل تهاوي مواقع المتمردين الحوثيين، حتى وصلت القوات الموالية للشرعية إلى معسكر "العمري"، في أقل من 24 ساعة، كانت تلك كلفة الجولة التي ربحها القناص.

وأكدت مصادر ميدانية لـ "إرم نيوز" أن العميد عمر الصبيحي، قائد "اللواء الثالث حزم"، قُتل برصاص قناص، أسفل جبل "الخمسة قرون"، شرقي باب المندب؛ وظلّت جثته في مكانها لمدة طويلة، بسبب قيام القناص باستهداف أفراد "اللواء الثالث حزم"، وترصد كل من يحاول انتشال جثة قائد اللواء، حيث تمكن من إرداء أكثر من 3 جنود آخرين قتلى، تراصت جثثهم إلى جانب جثة الصبيحي.

وولد العميد ركن عمر سعيد الصبيحي، في العام 1956م، بقرية "صيح الفرشة"، بمدينة "طور الباحة"، عاصمة محافظة لحج، التي تلقى فيها تعليمه الابتدائي، وأمضى سنوات حياته الأولى مكافحًا بين معول الزرع مع أسرته الفقيرة، والقلم الذي قاده للتفوق، حتى نال الماجستير بدرجة الامتياز في العلوم السياسية، من الاتحاد السوفييتي، عام 1986م.

وترأس الصبيحي ما يسمى "مجلس الحراك الجنوبي" في عدن، بعد أن كان أحد مشعلي جذوة ثورة المتقاعدين العسكريين الذين أقصاهم نظام صالح، وبدلاً من إجراء الإصلاحات جابهتم القوات الأمنية بالقمع والاعتقال، ما أخمد قومية الصبيحي العربية، رغم مشاركته ضمن بعثة جيش جمهورية اليمن الديمقراطية المشاركة في قوات الردع العربية في لبنان عام 1977م.

وفي العام 2009م، حاول قائد المنطقة العسكرية الجنوبية، حينها، اللواء مهدي مقولة الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح، محاباة العميد الصبيحي من خلال تعيينه قائداً لأحد الألوية العسكرية في المنطقة الجنوبية، وتوظيف 3 من أبنائه في شركة "مصافي عدن"، لكن الصبيحي بقي على موقفه  الرافض لتولي أي منصب عسكري حكومي يناقض دعوته إلى "استقلال الجنوب"؛ وعلى إثر ممانعته تمت مداهمة منزله واعتقل للمرة الثالثة وأوقف مرتبه الشهري.

وحين بدأت مليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح، أواخر مارس من العام 2015، بالتوغل نحو المحافظات الجنوبية، سرعان ما استعاد الصبيحي مخزونه العسكري، وبدأ يقود قوة من المقاومة الشعبية الجنوبية في مدينة "البريقة"، وأصبح أحد قيادات المجلس العسكري.

وبدأ العميد اليمني، منتصف العام 2016، بقيادة جبهة قتالية في منطقة "كهبوب" الاستراتيجية، غربي محافظة لحج، التي لا تكاد تهدأ المواجهات فيها بسبب إطلالتها على مديرية "باب المندب"، قرب ممر الملاحة الدولي، غرب محافظة تعز.

وبلغت المواجهات، مساء الجمعة الماضية، أشدّها في هذه المنطقة، بعد أن اشتعلت جبهات القتال على الجزء الجنوبي من الشريط الساحلي الغربي لليمن على البحر الأحمر، ما أحدث إرباكاً لقوات الحوثيين، ودفع القوات الموالية للشرعية إلى تحقيق الانتصارات من خلال السيطرة على  ذباب، مركز مديرية باب المندب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com