بالصور.. يمنيون يحاولون إعادة السعادة إلى بلدهم الجريح
بالصور.. يمنيون يحاولون إعادة السعادة إلى بلدهم الجريحبالصور.. يمنيون يحاولون إعادة السعادة إلى بلدهم الجريح

بالصور.. يمنيون يحاولون إعادة السعادة إلى بلدهم الجريح

بعيدًا عن الصخب السياسي والخلافات الأيديولوجية والعنف، يحاول يمنيون إعادة السعادة التي اشتهر بها بلدهم الجريح في السابق إليه، قبل أن تدمره آلة الحرب خلال السنوات الماضية، عبر مبادرات أهلية.

الحرب التي طالت أغلب المناطق في اليمن، ضربت البنية التحتية وزادت أوجاع المواطنين، وزداد تدمير الطرق حتى أصبحت لا تصلح لمرور السيارات، ما زاد من معاناة اليمنيين اليومية.

منطقة "بني أحمد" أو كما يطلق عليها البعض "البعادن" في محافظة "إب" بمنطقة اللواء الأخضر، لم يقف سكانها مكتوفي الأيدي في ظل الحرب القائمة، وضربوا مثلًا في الحفاظ على مدينتهم من خلال المجهودات الذاتية في إعادة إعمار شوارعها.

وقام الأهالي في مثلث الثورة الشبابية الشعبية السلمية، برصف الطرق بطريقة بدائية بالأيدي على قدر الإمكانات المتاحة لهم، كمواطنين ضربتهم أوجاع الحرب والفقر.

وتحدث سكان المدينة اليمنية الفقيرة، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" عن تفاصيل المبادرة الأهلية التي قاموا بها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

الفكرة

وقال فهد الشرفي أحد أبناء القرية وناشط إعلامي لـ"إرم نيوز"، إن "الفكرة بدأت بشاب جمع مبلغاً زهيداً من المال يقدر بـ 50 ألف ريال، ثم قام بعرض الفكرة على مجموعة من الشباب للتطوع لإصلاح عقبة صغيرة على أن يعطيهم ذلك المبلغ مكافأة لهم".

وأضاف "الشباب اليمني يعشق تراب وطنه ويحلم بأن يسهم في أي شيء حتى وإن كان من قوت يومه، لذلك نجحت الفكرة وتسربت إلى جميع جلسات الشباب في المدينة، وأصبح هناك حماس وجمع مبالغ رمزية لدعم رصف طرق المدينة المدمرة تمامًا".

وأشار الدكتور مطيع البوكري، صاحب فكرة إصلاح الطرق في المدينة بالجهود الذاتية لـ"إرم نيوز"، إلى أنه لم يكن متأكدًا من نجاح الفكرة لكنها نجحت.

وقال "من وجهة نظري عندما نشبت الحرب وعادت الكثير من الأيدي العاملة إلى المدينة وأصبحوا عاطلين عن العمل، كان لابد من إشغال الشباب عن الحرب والعنف والدماء في شيء إيجابي وإشغالهم بما هو صالح لأهل المدينة، وإبعادهم عن دائرة الاستقطاب".

وأوضح مطيع البوكري، أن المبادرة امتزجت بإرادة شابة ممتلئة بالعنفوان والحيوية، كما كان التواصل أسرع من خلال تطبيق "الوتس آب" على الهواتف الذكية، وتمت إضافة المئات من أبناء المنطقة والمغتربين على وجه الخصوص، لمناقشة الهموم وتبادل الأفكار حول الأمر.

جمع التبرعات

وتابع، أن المجموعات الشبابية أعلنت عن التبرعات ممن يستطيع لإصلاح المدينة، حيث تفاعل العديد منهم والعائلات، وبدأ جمع التبرعات خلال ساعات قليلة، بمبلغ مبدئي وصل إلى 8  آلاف ريال سعودي.

وأشار إلى أن المبادرة مجتمعية خالصة، قائمة على تبرعات المواطنين وإسهاماتهم والمشاركة في تكسير الأحجار، وشراء المواد والأسمنت والعمل في الرصف بشكل تطوعي بحت. وقال "المواطنون بطبيعتهم يتفاعلون بصدق، عندما يلمسون إنجازًا عمليًا على الأرض، وهذا ما حدث بالضبط".

المبادرة على أرض الواقع

وأكد البوكري، أن المبادرة حققت في البداية إصلاح 280 إلى 300 متر طولي في المدينة بالطرق المدمرة، ما شجع الجميع على التواصل وازداد تفاعل الشباب، وكانوا أكثر سخاءً بالمال.

المرحلة الثانية من المبادرة، تجسدت في تحديد الأماكن المستهدفة على خريطة، لإعادة رصفها وإصلاحها ونشر الفكرة بين القرى البسيطة، بحيث يقوم أبناء كل قرية برصف مكانٍ ما، وتم تشكيل لجنة إشرافية وصندوق مالي ولجنة إعلامية.

ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي استطاع النشطاء تكوين خلية عملية، تسند العاملين في الميدان، وتقوم بتنشيط التبرعات تباعاً لكل عملية رصف على حدة.

وأوضح أن الجميع صار يعمل ويتفانى ويتفنن أيضاً العمل، ولم يكن بالضرورة التبرع بالمال شرطًا، بل كان البعض يتكفل بتوفير 100 حجر أو 200 لصالح الرصف.

مشاركة المرأة

وشدد مطيع البوكري، على أن المرأة اليمنية هي العمود الحقيقي لهذه المبادرة، فمنهن من تبرعن بخواتمهن الذهبية، وأموال نقدية وعينية، وهن أيضًا رديفات الرجال، ويقمن بإعداد الطعام والشاي والكعك للشباب بأماكن العمل.

وأضاف "أن المبادرة انتشرت كالنار في الهشيم، في جميع القرى المجاورة، ووجدت صدى واسعًا وارتياحًا كبيرًا، فالجميع يعمل دون اكتراث لمكانته، الطالب والمعلم والأستاذ الجامعي والمهندس والدكتور ودون أي مقابل مادي".

ومن جانبه، قال عبدالرحمن العقلاني، أستاذ الرياضيات والمشرف العام على أعمال الرصف، لـ"إرم نيوز"، "لا يهمني أن أعود للبيت متأخرًا، لكن من المهم أن أرى كل يوم آخر حجر يضعه مسؤول الرصف في الطريق، ويمضي هو وأنا أمضي خلفه للعمل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com