تبرؤ "الإصلاح" من الإخوان.. تكتيك سياسي أم سعي جاد للتكيف مع ظروف اليمن؟
تبرؤ "الإصلاح" من الإخوان.. تكتيك سياسي أم سعي جاد للتكيف مع ظروف اليمن؟تبرؤ "الإصلاح" من الإخوان.. تكتيك سياسي أم سعي جاد للتكيف مع ظروف اليمن؟

تبرؤ "الإصلاح" من الإخوان.. تكتيك سياسي أم سعي جاد للتكيف مع ظروف اليمن؟

يعيش اليمنيون منذ أيام على وقع جدل محتدم أثاره إعلان حزب التجمع اليمني للإصلاح تبرؤه من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.

وكان حزب حزب التجمع اليمني للإصلاح -وهو أحد أكبر الأحزاب اليمنية- أصدر بيانًا في 13 من الشهر الجاري، بمناسبة ذكرى تأسيسه الـ 26، ليؤكد "عدم وجود أي علاقة تنظيمية أو سياسية" تربطه بتنظيم الإخوان.

وجاء البيان مفاجئًا لكثير من المتابعين اليمنيين، باعتبار "التجمع اليمني للإصلاح" حزبًا إسلاميًا يمنيًا يمثل امتدادا لحركة الإخوان المسلمين، أو على الأقل، ذلك ما بات يُعرف به منذ تأسيسه، لدى أعضائه وأنصاره والمجتمع بشكل عام، رغم إعلانه عكس ذلك العام 2013.

وقال الناطق الرسمي باسم الحزب، عبدالملك شمسان، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن "الإصلاح حزب سياسي يعمل بأدوات سياسة، ويؤمن بحتمية التعايش الدائم مع الآخر، وضرورة الشراكة مع قوى الداخل اليمني، ويدعم التلاحم اليمني الخليجي، ويرفض الإرهاب والتطرف".

ويضيف شمسان أن "نفي رئيس الهيئة العليا للحزب، الاستاذ محمد اليدومي، وجود علاقة تربط الحزب بما يسمى التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، هو وصف لواقع الحزب لا أكثر، وسبق أن أُعلن ذلك عدة مرات على ألسن عدد من قياداته".

من جانبه، يعتقد الباحث في شؤون النزاعات المسلحة، علي الذهب، أنه "لا يمكن -بأي حال من الأحوال- إنكار التوجه الإخواني لحزب الإصلاح، لكن الحزب طوّع مبادئ جماعة الإخوان لتوافق طباع المجتمع اليمني، وقد نجح في إبراز نفسه كحزب سياسي ذي خصوصية شبه مستقلة عن الجماعة، لكن يبقى الأصل قائما".

وحول بيان الحزب الأخير، يقول الذهب لـ"إرم نيوز"، إنه "يأتي في سياق إدارة الأزمة التي تواجهه داخليًا وخارجيًا، في إطار ما يواجه جماعة الإخوان عالميًا وإقليميًا، وما يواجهه شخصيًا بسبب مواقفه من حرب 1994 وتحالفه مع نظام صالح طيلة ثلاثة عقود، وتمرده عليه في أحداث ثورة شباط/ فبراير 2011".

بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء، فيصل الحذيفي، أنه "كان من الأولى للحزب إعادة صياغة الفكرة السياسية وإصلاح البنى التنظيمية وفقًا للدستور الوطني، بدلًا من إنكار الحقيقة التاريخية الماثلة للعيان".

ويضيف الحذيفي "الإخوان المسلمون في اليمن منذ التأسيس في الستينيات على يد عبده محمد المخلافي، كانوا السباقين إلى التنظيم الحزبي المحظور دستوريًا.. وتحول التنظيم إلى تجمع سياسي مفتوح بعد الوحدة اسمه حزب التجمع اليمني للإصلاح، يشكل الإخوان المسلمون هيكله الصلب في التربية والتأطير والتنظيم والإعداد".

ويتابع أنه "في ظل تطور العمل السياسي الإسلامي، واتساع رقعة الوعي، وانفتاح العالم بسبب الفضاء المفتوح، صار لزامًا على القيادات الإسلامية أن تعيد النظر في صياغة العمل السياسي والوطني عبر الفصل بين متلازمتي الجمع بين العمل السياسي والدعوي والجمع بين العمل الوطني والدولي، استجابة لمنطوق الدستور ومنطق السياسية".

وبرأي رئيس مركز عدن للبحوث الاستراتيجية، حسين حنشي، فإن حزب الإصلاح، "يمر بفترة يمكن وصفها بالصعبة حيث أن شركاء العمل العسكري والسياسي العرب معه ومع القوى التي تقف في صف الشرعية يصنفون الإخوان كجماعة ارهابية، لاسيما السعودية، ناهيك عن القوى الداخلية التي تنظر للحزب بنظرة متباينة شمالًا  وجنوبًا، وإن كانت في الأغلب نظرة ليست كما يريد الحزب".

ويشير حنشي في حديث لـ"إرم نيوز" إلى أن "الإصلاح يحاول أن يبعد نفسه عن صراعات الدول مع الجماعة الدولية للإخوان، حتى يستطيع صنع مستقبل لنفسه في اليمن المقبل"، لكنه أضاف أن "للأحزاب سياسة معينة، حيث أن الأمانة العامة تصدر بيانات تفندها قيادات أو فروع، لذلك تبقي كل الاحتمالات مفتوحة حتى لا تنحسر قواعدها لتنازلها سياسيًا عن مبادئ الإخوان".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com