النمر يشعل الصراع بين الرياض وطهران
النمر يشعل الصراع بين الرياض وطهرانالنمر يشعل الصراع بين الرياض وطهران

النمر يشعل الصراع بين الرياض وطهران

أخذت قضية المعارض الشيعي، الشيخ نمر باقر النمر، الذي حكمت عليه السعودية بالإعدام، منحى خطيرا بعد توالي التهديدات الإيرانية المتناقلة على ألسنة مسؤولين وجنرالات إيرانية تحذّر الحكومة السعودية من مغبّة تنفيذ الحكم بحق النمر.

وكانت المحكمة الجزائية بالرياض أصدرت الحكم بحق المعارض الشيعي "54" عاما الأربعاء الماضي، بعد إدانته بزرع الفتنة وزعزعة الأمن الوطني والخروج على ولي الأمر، وهذه التهم عقوبتها الإعدام بحسب القانون.

وبينما يقتصر الخطاب الرسمي الإيراني على المطالبة بالإفراج عن النمر مع شيء من التحذير، يتجاوز الخطاب المتناقل على لسان مسؤولين وجنرالات إيرانيين، حد المطالبة ويتعداه للتهديد والوعيد.

و نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية على لسان رئيس قوات التعبئة الشعبية الإيرانية "الباسيج" العميد محمد رضا نقدي، مطالبته السعودية بالإفراج عن النمر، مؤكدا أن تنفيذ عقوبة الإعدام بحقه لن تمر دون رد.

وتؤكد السلطات السعودية، أن الشيخ نمر باقر النمر، كان المسؤول الأول عن التحريض للمشاركة في مظاهرات القطيف، كما أن له دورا بارزا في إثارة الفتن على أساس طائفي.

وأخيرا، استخدمت إيران أدوات عدّة للضغط على السعودية للإفراج عن النمر، حيث اعتقلت العديد من علماء السنة، على يد الحرس الثوري الذي يتلقى أوامره من الخميني، أبرزهم؛ الشيح مولوي فضل الرحمن الرئيسي وابنه أمين فضل عبدالرحمن الرئيسي، وشقيق الداعية السني الإيراني محمد الرئيسي إمام جمعة مدينة نصير آباد السنية.

ولم تقف طهران عند هذا الحد للضغط على الحكومة السعودية، بل استخدمت أذرعها في السعودية واليمن للضغط كذلك، حيث نفّذ مسلحون عملية إرهابية فجر السبت استهدفت دورية شرطة في المنطقة الشرقية بالسعودية ذات الأغلبية الشيعية، ما أسفر عن اشتعال النيران بأحد أنابيب النفط بعد أن تعرضت الدورية لإطلاق نار كثيف من المسلحين، ولم تذكر المصادر الأمنية السعودية إن كان الهجوم تسبب بضحايا.

وفي اليمن، كان للحوثيين -ذراع إيران الفاعل الذي يفرض سيطرته على صنعاء ومناطق واسعة في الشمال-، دور بارز للضغط على السعودية، حيث نظم الحوثيون مظاهرات أمام السفارة السعودية بصنعاء، للمطالبة بالإفراج عن المعارض الشيعي النمر، كما نفذوا عمليات اقتحام طالت مبنى محافظة صنعاء، كما حاصروا منزل المحافظ هناك، كرسالة تحذير، تنذر السعودية بتصعيد خطير باليمن في حال تنفيذها الحكم بحق النمر.

وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، وجّه اتهامات ضدّ إيران، مؤكدا أنها سبب المشكلة الرئيسي في المنطقة، ما أثار حفيظة المسؤولين الإيرانيين.

ووصف عضو مجلس القيادة الإيراني، أحمد خاتمي في خطبة ألقاها الجمعة، تصريحات الوزير السعودي، بـ"السخيفة"، متهما السعودية بأنها وراء إنشاء تنظيم الدولة الإسلامية.

ولطالما يكرر مسؤولون إيرانيون اتهاماتهم للسعودية بدعم التنظيمات الإرهابية المسلحة في العراق وسوريا، ويأتي ذلك بسبب اختلاف موقف الإدارتين فيما يخص الملف السوري، فإيران تمثّل الداعم الأبرز في المنطقة للرئيس بشار الأسد، بينما تدعم السعودية ودول الاعتدال العربي الثورة السورية.

وساهم الملف اليمني بتعميق الخلاف بين القوتين الإقليميتين بالمنطقة، فإيران تدعم حركة أنصار الله الحوثية لتصبح ذراعها في اليمن كحزب الله الشيعي في لبنان، بينما تدعم السعودية عملية الانتقال السلمي للسلطة بناء على مخرجات المبادرة الخليجية لتجنيب البلاد خطر التقسيم.

ويأتي ملف المعارض الشيعي، ليزيد من حدة الخلافات بين طهران والرياض، لتطفو على السطح تصريحات إيرانية تتوعد بترجمة حرب غير معلنة منذ زمن بين الطرفين، لأفعال قد تترجم على الأرض.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com