عدن.. كيف استقبلت رمضان بعد عام من التحرير؟
عدن.. كيف استقبلت رمضان بعد عام من التحرير؟عدن.. كيف استقبلت رمضان بعد عام من التحرير؟

عدن.. كيف استقبلت رمضان بعد عام من التحرير؟

"أن نقضي أيام شهر رمضان في عدن هذا وحده يعتبر انتصارًا رغم كل التحديات التي نعيشها بعد عام من تحرير المدينة ونزوح الآلاف منها"، يقول صالح منصر، وهو يهمُّ بالخروج من أحد محلات البهارات في سوق المدينة القديمة، بعد أن تزود بمستلزمات الشهر الكريم لأسرته.

عدن، عاصمة اليمن المؤقتة، تحاول أن تتجاهل كل ذكرى أليمة تربطها بالحرب التي شنتها الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي صالح خلال العام المنصرم، على الرغم من بقاء الألم في نفوس من فقدوا أقاربهم ومشاهد الدمار التي تستحضر، كُرهًا، الظروف السيئة التي مرّت بالمدينة وخاصة أيام شهر رمضان السابق.

عشية اليوم الأول من الشهر الفضيل، ازدحمت أسواق المدينة بالمشترين والباعة، كما هلّل الأطفال مرحبين بلياليه الكريمة، والابتسامات تملأ وجناتهم، وهم يجوبون الأزقة والحارات مستلهمين ذكرياتهم من الأعوام السابقة التي سبقت العام 2015م، فيما المساجد ظلت على مدى اليومين الماضيين تنشد موشحاتها الدينية مستبشرة بشهر الخير.

وعلى تخوم الجبال التي تحيط بمعظم مناطق عدن، يكرّر الشبان عادتهم في استقبال رمضان عبر إحراق الإطارات المهترئة، لتأذن بأول ليلة من ليالي شهر الطاعة.

لكن ثمّة ما يشغل الكثير من الأسر التي سُلبت منها الفرحة السنوية بشهر رمضان، نتيجة بقائها دون استلام معاش الدولة للموظفين الحكوميين، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية بعد انهيار العملة المحلية وارتفاع سعر الدولار، وتردي الخدمات الضرورية كالكهرباء والمياه، إلى جانب الأزمة الناشئة مؤخرًا في المشتقات النفطية.

تقول أم وجدي، وهي ربّة منزل، "لا شيء باستطاعته أن يدخل البهجة إلى النفس في شهر رمضان المبارك سوى الاستعداد لهذا الشهر الفضيل، فقد اعتاد الناس في عدن على التحضير لهذا الشهر قبل قدومه بنحو شهر، حيث تقوم النسوة بتحضير كل مستلزماته بأنفسهن، ولكن، يأتي رمضان هذا العام والناس في عدن مثقلة بالهموم والديون، فهناك عائلات بكل أفرادها من دون رواتب وسط ارتفاع باهظ للأسعار من قبل غالبية التجار الذين يستغلون غياب الرقابة، ليكون المواطن المنهك الضحية، ولذلك لن تجد الجميع ينتظر رمضان بشوقه المعهود".

وتشير في حديثها لـ"إرم نيوز" إلى أن هذا هو رمضان الأول منذ 42 عاماً "يأتي علينا ومنزلنا يخلو من حاجياته ومتطلباته، ولأول مرة أشعر بقلة الحيلة تجاه الحياة التي أعيشها عقب الحرب، ونسأل الله الستر".

وتتحدث أم وجدي عن جار لها في مدينة البريقة، "خسر عمله في القطاع الخاص عقب الحرب مباشرة، وأنهكه مرض السكري ولديه أطفال صغار، ولم يعد قادرًا على العمل، وأصبح يعيش على المعونات بعد سنوات من الستر، وأصبحت أسرته الآن تعجز عن توفير متطلبات رمضان.. فمن لهؤلاء المتعففين؟!".

ويمتاز شهر رمضان في عدن كغيرها من مدن البلاد بالتكافل الاجتماعي، حيث تنشط الجهات الخيرية والمبادرات الطوعية في توفير مساعدات غذائية ومادية للأسر الفقيرة، وتهتم بعض الأسر بجيرانها من الفقراء الذين يزداد عددهم في كل عام.

يقول مؤسس مبادرة "كن عونًا" الشبابية، زين عيديد، إن "الهدف من العمل الطوعي الخيري، هو رفع مكانة طبقة معينة بالمجتمع وتقليل الفارق بينها وبين الطبقات الأخرى عبر مساعدتها في تحسين دخلها ومساعدتها في نواح أخرى للرفع من مكانتها، لكن في كل عام للأسف نواجه اتساع الفجوة بين الطبقات، ما يعقد مسألة مد العون، ومع كل ذلك يرفع من همتنا مدى التلاحم الذي نراه بين أبناء المجتمع".

وحول دعم الجهات الحكومية لمثل هذه الأعمال الخيرية، قال عيديد لـ"إرم نيوز" إن انتظار الحكومة أو الغير ليقوم بعمل ما وإن كان من مهامه لن يرفع منك بقدر إن ساهمت بنفسك في تلك المهام حتى وإن لم تكن موكلة إليك، فسوف تعود فائدتها على المجتمع ومن ثم عليك عاجلاً أو آجلا".

ودعا عيديد الجميع لعمل مبادرات وإن كانت صغيرة، حتى لو اجتمع عشرة أفراد لكفالة أسرة واحدة، فهذا يعتبر إنجازًا بحد ذاته.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com